المحرر موضوع: شخصية المسؤول  (زيارة 1607 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل maanA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 236
    • مشاهدة الملف الشخصي
شخصية المسؤول
« في: 10:12 21/11/2009 »
شخصية المسؤول تجاه مرؤوسيه
[/b]
يلاحظ أي إنسان تصرفات الآخرين، وقد يحكم على شخصياتهم من خلالها، سواء سلباً أو إيجاباً، هذا في حالة التعامل الاعتيادي بين الأفراد، أما في حالة المستويات الإدارية، تظهر بوضوح الشخصية الرصينة خصوصاً إذا كان المسؤول ذو ثقافة عامة جيدة، وله تاريخ مناسب في التعامل ضمن المناصب الإدارية المختلفة.
أما ما يحصل وخصوصاً في الظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلدان، بعض الذين يستلمون مناصب، يصابون بالحيرة في كيفية التصرف أمام مرؤوسيهم، فتراهم يستخدمون أسخف وأقدم طريقة وهي التعالي والتكبر، حتى تراهم كان عيونهم تنظر إلى السقف أو السماء حينما يسيرون أمام مرؤوسيهم (آو الذين يعتبرونهم كذلك!؟)، هذه الظاهرة هي التي تعكس ما يتوقعه هؤلاء من أولائك، حيث يصبح المسؤول بنظرهم قزم وضيع ، وغالباً تلك حقيقة كثير من هؤلاء؟!.
وعكس ذلك نره في المجتمعات المثقفة أو العالم الأول وفي دول تعتبر من العالم الثالث ولكنها انتشلت نفسها من تلك السخافات وسمت عليها، فأصبحت تسير حثيثاً نحو العالم الأول بالشكل الصحيح (الثقافة والعلم) وليس بالمظاهر والتوافه.
فإذا التقيت بمسؤول استلم منصبه عن طريق (العلاقات .....والخ) خصوصاً إن لم يكن مؤهلاً لهذه المسؤولية، ستلاحظ تصرفات تتقزز منها النفس، فلا تستطيع التعامل معه إلا في حالة واحدة، إن تعتبره مريض عقلي أو نفسي لكي تستطيع الاستمرار بالعمل ولو على مضض، حيث التكبر والتعالي وفرض الرأي على المتخصصين، كمحاولة منه لفرض الاحترام بهذه الطريقة المريضة.
أما في حالة المسؤول الذي يتمتع بالشخصية الرصينة وخصوصاً ينطبق عليه وصف إنسان، فستلاحظ مباشرة التواضع والاحترام للآخرين هي أول صفاته وإنه يأخذ بآراء مرؤوسيه خصوصاً فيما يتعلق باختصاصهم بالعمل.
في حالة الدول النامية والمتخلفة، فإن المسؤول يفرض رأيه حتى لو كان خطأ ولو كلف ذلك فصل نصف العاملين وتبديد موارد المؤسسة، لهذا السبب خصوصاً تظل تلك الدول في تخلفها وجهلها.. إلى ما شاء الله؟!، بينما الشعوب المتطورة والتي تسير نحو ذلك، فالأهم عندهم هو تطوير الإنسان قبل كل شيء خصوصاً الشخصية، فالفرد حين يتم التعامل معه باحترام وتقدير وبحسب عمله والتزامه، فإنه يبدع أكثر فأكثر، لهذا أبدعت شعوب العالم الأول.
فإذا قارنا كمثل بسيط بين مؤسسة يُديرها أشخاص متخصصون وبين آخري يديرها متخلفون سنلاحظ الفروق التالية:-
1-التبذير والتبديد لموارد المؤسسة، حيث يستخدم المتخلفون والجهلة الأساليب القديمة المنقرضة، مثل الاستنساخ بشكل لا عقلاني، بينما المتخصصون يعتمدون على الوسائل الحديثة مثل الذواكر... والخ.
2-الإبداع مفقود مع المتخلفين، وهو في القمة مع المتخصصين.
3-المتخلفين يضعون أقاربهم ولو كانوا مجرمين أو قتلة أو من حثالات المجتمع (أشباههم) في مناصب، بينما المتخصصين يضعون الشخص المناسب بالمكان المناسب.
4-المتخلفين لا يعطون أي اهتمام للمحترف ولو صنع العجائب، بينما ينصب اهتمامهم على أقاربهم الذين يخدموهم بأمور شخصية بعيدة عن العمل، عكس ذلك المتخصصين.
5-المتخلفين لا يهمهم من المؤسسة سوى جمع أكبر كمية من الأموال وصنع أوسع قاعدة من العلاقات لضمان الالتصاق بالكرسي إلى ما شاء الله، بينما المتخصصين يهمهم خدمة مؤسستهم أولاً وكل ذلك يأتي من نجاح المؤسسة تلقائياً.
ويمكن قياس كل الأمور على تلك النقاط. كما أؤكد إن المتخلف ليس المقصود منه الشهادة الدراسية بل الشخصية، فقد يكون حصل على شهادة دراسية بشكل أو بآخر، وقد يكون جيداً في اختصاصه العلمي، ولكن الثقافة العامة هي المقياس الصحيح للحكم، خصوصاً للمسؤول لكونه يتعامل مع أشخاص كثر ومع أمور متعددة تتطلب منه الحكمة باتخاذ القرار.

معن نقاشة    maan_n71@yahoo.com