المحرر موضوع: هل يسـتحق الأسـتاذ ســركيس آغاجان مثل هذا التجني؟القسم الثامن - القسم التاسع  (زيارة 1705 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وسام كاكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل يسـتحق الأسـتاذ ســركيس آغاجان مثل هذا التجني؟
أســرار وخفايا تُنشـر لأول مرة
القسم الثامن
(ندم ومُحاولة عودة غير موفقة للأسف )
                                                                                                بقلم: وســام كاكو
بعد إنتهاء مؤتمر شيكاغو للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري في اب 2009 إتصل بي أحد الأخوة (عك) من ديترويت وناقشني في موضوع إرجاع أحد سياسيينا الى وضعه السابق في المجلس الشعبي، وأثناء النقاش عرفتُ بأن الجهد الذي قاده (ج) والذي أدى الى ما أدى إليه كما لاحظنا في الأقسام السابقة لم يعد يُقنع البعض الذي بدأ يتصور بأن ما حصل كان سريعاً ولم يكن ينبغي دفع الأمور بهذا الإتجاه وبهذه الحدّة. للأمانة أقول بأن الأخ (عك) الذي إتصل من ديترويت كان مُفاوضاً مُمتازاً ومُقنعاً بطريقة إستثنائية وأنا شخصياً أعتز به كأخ عزيز وقد حاول بكل ما أوتي من قدرة، في المفاوضات، مُناقشة الموضوع بشكل منطقي وطلب مني التحدث مع الأستاذ سركيس لتجاوز المشكلة وإجراء الصلح بين الاطراف جميعاً وإرجاع المياه الى  مجاريها ولكني توقفتُ أمام جملة مسائل لم أعرف كيف أحلها أولاً لكي أفاتح الأستاذ سركيس بعدها بالموضوع.
كنت قد عرفتُ من الأستاذ سركيس عندما أجريتُ مقابلة معه في الأول من تموز الماضي ونُشرت في موقع عشتار بأن محاولات أخرى  كانت تجري بصورة غير مباشرة من قبل البعض للرجوع الى وضعهم الذي كانوا عليه في السابق بخصوص نشاطاتهم في مجال المجلس الشعبي أو في غيره ولكن محاولاتهم هذه لم تكن بنوايا حسنة أي لم تكن لخدمة شعبنا بل لأسباب أخرى، لذا فإن أعضاء المجلس لم ينظروا بإرتياح لهذه المحاولات وبالنتيجة لم تتكلل هذه المحاولات بنجاح.
عند مناقشتي مع الاخ (عك) من ديترويت واجهتني، كما قلت، مجموعة من الأسئلة أو المشاكل التي لم أعرف كيف سأحلها لأفاتح الأستاذ سركيس بعدها بموضوع المصالحة. أول هذه المشاكل هي إن السياسي الذي أراد الأخ (عك) إعادته الى المجلس هو الذي خرج من المجلس بمحض إرادته وقد ترك المجلس في وقت كان الأستاذ سركيس خارج العراق وما زاد من حجم المشكلة إن الأستاذ سركيس نفسه كان يُقدر عمل هذا الشخص، وترْكه للمجلس بهذا الشكل لم يكن مُتوقعاً أبداً لا سيما وإنه كان نشطاً في الدفاع عن اهداف المجلس وشرحها وترويجها.
المشكلة الثانية هي إن هذا السياسي ترك المجلس بتأثير مباشر من (ج) ومن بعض مؤيديه في اميركا ومحاولة عودته الى المجلس قد يعترض عليها (ج) الذي لا يتوانى عن دفع بعض الكتاب الى التصدي لما يقوم به هذا السياسي وبهذا سيحرق كل تاريخة وهذه مسألة غير مضمونة النتائج، لا بل إنها قد تكون وخيمة العواقب على هذا السياسي.
ناقشت التفاصيل الآنفة الذكر مع الأخ (عك) وقلتُ له إن الحل الأفضل للموضوع لا ينبغي أن يبدأ بمشكلة السياسي بل ينبغي إقناع (ج) بالقول بأن التسمية المُثبتة في الدستور ليس فيها أي إنتقاص من قيمة أي مكون من مكونات شعبنا مثلما هي الحقيقة وإنها مقبولة وإن إعتزازنا بقوميتنا لا ينبغي أن يمنعنا من الإلتقاء بمكوناتنا التي ينبغي أن نتعامل معها من منظار الشعب الواحد، وإن العودة الى العمل مع المجلس ستُحقق النجاح لجميعنا. بعد هذا سيكون مُمكناً العمل مع رابي سركيس أو مع المجلس الشعبي لحل المشكلة ولكن بدون هذه المحاولة لا نضمن أن لا يقف (ج) ضد كل ما سنفعله وبهذه الحالة لن نُحقق أي نجاح في مسعانا.
أجاب (عك) لا أعتقد إن (ج) سيتصل أو سيقول بأن التسمية المُثبته في دستور الإقليم مقبولة وأنت تعرفه أكثر منا وتعرف بأنه لن يقوم بذلك.
قلتُ: إذن ما الذي يضمن إنه لن يقف ضد السياسي ويحرق كل تاريخه؟
لم يكن بالإمكان الوصول الى حل مع الأسف.
هذه حالة واحدة من حالات الندم على السلبية المبكرة التي أبداها البعض تجاه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بدوافع مُختلفة وقد بُذلت جهود مُختلفة لحل الكثير من الإشكاليات ولكن الخيوط كانت مُـترابطة مع بعضها وكان يجب أن تُحل العقدة الأساسية في الموضوع والتي لم تُحل بعد.
صحيح إن رغبة البعض بالعودة قد تُشكل نقطة دفع أساسية لصياغة مُصالحة مُمكنة بين الأطراف ولكن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ بتوفر حسن النية بين جميع الأطراف، إذ ليس  بخوف الكلدان من إبتلاع الأشوريين لهم وبالتفكير بأن الإسم السرياني ينتقص من قيمتهم القومية يستطيع الكلدان تحقيق هويتهم القومية!!؟؟ وليس بما يقوله البعض من المُنتمين الى بعض الأحزاب الأشورية بخصوص الكلدان يُمكن كسب الكلدان!!؟؟ وليس بمصادرة حقوق السريان سنحصل على حقوق أكبر لشعبنا أو مكوناته الباقية!!؟؟ لن أعلق على ذلك وأدعو كُتابنا وتنظيماتنا ونُخبنا وأبناء شعبنا جميعا الى تقييم هذا الكلام وفتح صفحة جديدة مع أبناء شعبنا جميعاً وإن كنا نعتبر أنفسنا الأخوة الكبار فمن أول واجباتنا أن نكون مسؤولين عن تجميع إخوتنا وليس الخوف من أحدهم والإنتقاص من الأخر. إن ما أشيع مؤخراً من قبل الأخوة الكتاب من أبناء شعبنا بخصوص الإعتراض على التسمية القومية الخالية من الفواصل لن تُحقق لنا أهدافنا بل ستزيد من دائرة نقاشاتنا إذ سنبقى أسرى مكوناتنا التي لا عيب فيها أبدا ولكنها لن تكتمل إلا بشيئين الأول هو التفكير بصيغة شعب وليس مُكون والثاني هو العمل بصيغة المؤسسة وليس الحزب أو التنظيم وهذا ما سنتعرض له بالتفصيل في القسم القادم. إن الخضوع لتفكير شخص واحد حتى لو كان من أعظم المفكرين في العالم لن يجعلنا كباراً إذا ما حاول دفعنا الى الإنفصال عن بقية مكونات شعبنا لذا فإننا لا ينبغي أن نستغرب جواب الأستاذ سركيس من إن إعتماده الأول والأخير هو على المسيح.
الخطوة الثانية هي أن نعمل على خدمة شعبنا بطريقة مُنظمة بحيث نُحقق أهدافنا سريعا ما دامت الفرصة مواتية.
يبقى سؤال يجب أن أثيره لكي تتضح الصورة الكاملة أمام أبناء شعبنا لا سيما الذين تابعوا قراءة هذه الأقسام السابقة وهو: هل كان (ج) الذي ذكرت جهده هنا يقصد الإساءة الى عملنا أو إنه تعمد سوء النية في العمل مع مواضيع شعبنا الشديدة الحساسية هذه؟
الجواب بكل صدق هو: كلا، لم يكن في نية (ج) التعمد في الأساءة الى جهد شعبنا لا بل إنه يتصور بأنه يفعل كل الخير لشعبنا وقد بذل في السابق جهدا في دعم قضية شعبنا، ولكنه وقع ضحية مشكلة ربما لم ينتبه إليها وهي حب الجاه. فهو من النوع الذي لا تُسيل الأموال لعابه ويتمتع بمواهب كثيرة ربما يفتقر إليها الكثيرون منا ولكن الشيطان إستغل ضعفه هذا أمام الجاه ودفع به الى مسارات أدت في النتيجة الى ما وصلنا إليه مع الأسف، وبالطبع هو ليس لوحده يحمل ضعفاً بل نحن جميعاً كذلك ولكن بدرجات مُتفاوته التأثير. الفرق بين ضعفنا وضعفه هو إن ضعفنا محدود التأثير أما ضعفه فمؤثر بدرجة اكبر ولكن ليس بالدرجة التي تجعلنا نجلس عاجزين عن عمل شيء لتوحيد صفوف شعبنا.
سنُكمل معكم الموضوع في الحلقة القادمة.






يسـتحق الأسـتاذ ســركيس آغاجان مثل هذا التجني؟
أســرار وخفايا تُنشـر لأول مرة
القسم التاسع
(لماذا المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري؟)

بقلم: وســام كاكو
ظهرت مؤخراً كتابات تتمنى أن يأتي المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري الى نهايته وكتابات أخرى فرحت بما حدث مؤخراً من إنسحابات لبعض الأحزاب من صفوف المجلس وغيرها ولكني سأحاول هنا أن أشرح للأخوة القراء صورة أخرى عن المفاهيم التي نتصورها عن المجلس وليُحكم كل منا ضميره في الحكم المنطقي على هذا المجلس وسأجعل من هذا القسم خاتمة ما كتبته في الأسابيع الماضية عن الأستاذ سركيس آغاجان والمواضيع الأخرى ذات العلاقة بتفاصيل الفكرة الأساسية.
أود أولا أن أبين بأننا مع وجود المجلس نجد أنفسنا أمام حالة جديدة في شعبنا وهي حالة المؤسسة التي لم نعتد عليها سابقاً فنحن نفهم الحزب ونعرف كيف ننتمي إليه، ونؤمن بدور الكنيسة في حياتنا ونعرف كيف نتبعها، ولكن المؤسسة في حياة شعبنا وتاريخه الحديث كانت دائماً للآخر وليس لنا ،لأننا لم نمتلك في تاريخنا هذا مؤسسة لذا فإنه يصعب علينا التعامل معها. كنا في تاريخنا دائماً نتبع المؤسسة التي هي للآخر وليس لشعبنا. نحن شعب بدون مؤسسة لحد ظهور المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
نحن نعرف إننا عندما نؤمن بحزب مُعين نحمل أفكاره ونتبعه وهو يعمل على تحقيق أهدافه ونحن معه ولكن الحزب لا يُمثل كل الشعب ولا يوجد في العالم حزب يُمثل كل الشعب، ونحن لا نشذ عن هذه القاعدة، والأحزاب التي تعمل بدكتاتورية لتُقنع كل الشعب بأنها هي الوحيدة التي تصلح للإنضمام إليها تُعاني من مشاكل جمة عاجلا أم آجلاً لأنها تضع الجميع تحتها وتفرض عليهم شروطها وغالباً ما يقع قادة مثل هذه الأحزاب بمشكلة القيادة الفردية لماذا؟ لأن الفرد القائد أو الجماعة القائدة فيها تتصور بأنها ناضلت في سبيل هذا الشعب (عندما كان هذا الشعب نائماً) ودفعت الكثير للوصول الى ما وصلت إليه وعند وصولها يجب أن يدفع الشعب لها مقابل ما قدمته له، إذن الحزب يأخذ من الشعب، ولكن بالمقابل لو دارت الدوائر وسقط مثل هذا الحزب فإن الأخطاء كلها تُحَمل على أكتافه أو أكتاف رموزه. أما النظام المؤسساتي فإنه مفهوم مبني على الإنتخاب والتغيير ويصعب، أن ترى فيه دكتاتورا أو مجموعة تتحمل كل أخطاء المؤسسة إن كانت مؤسسة بشكل ديمقراطي صحيح ولنرد مثالاً بسيطاً هنا: عندما ضربت الولايات المتحدة الأمريكية العراق لمرات مُتعاقبة إبتداءا بعهد الرئيس بوش الأب ومن ثم كلنتون وإنتهاءا بـ بوش الإبن، ومن بعده الرئيس الحالي أوباما الذي حمل كل هذا الإرث الثقيل، لم نر مَنْ يُمكن مُحاسبته على هذه الضربات وما أقصده هنا هو إن الأميركان لم يستطيعوا محاسبة رئيسهم لأنه جزء من مؤسسة، من نظام او ما يُسمى بالـ System وفي هذا النظام يصعب جداً محاسبة من قاموا بهكذا أفعال لماذا؟ لأنهم جزء من النظام وهذا النظام إختاره الشعب فمَنْ سيُعاقب النظام!!!؟ وبالطبع أنا لا اقصد هنا موظفين إرتكبوا أخطاءاً إدارية مُعينة ضمن المؤسسة، وإنما شخصيات بمناصب إنتخبها الشعب لتُمثله. قد تجد من يتحدث هنا وهناك عن أخطاءٍ أرتكبها هذا وذاك لأن الشعب كله لا يُجمع على شخص واحد لذا فالأصوات المُناوئة موجودة ولكنها مع هذا موجودة ضمن بنية النظام أو المؤسسة. من جانب آخر، وفي نفس هذا النظام، لو كان الشخص المُنتخب مُنتمياً الى حزب مُعين فإنه بمجرد إنتخابه للمنصب يُصبح جزءاً من النظام وبموجب ذلك لا يستطيع أن يُعطي الأفضلية للمنتمين الى حزبه من أبناء الشعب، لأنه بإنتخابه تجاوز إنتماءه الى حزبه وأصبح يُفكر بكل الشعب، وكل من يكسب صوته من الشعب، سواء كان من حزبه أو من غيره، سيُصبح قوة له، وحتى إن لم يكسب أحداً فإنه ما دام ضمن النظام أو المؤسسة فإنه يخضع لشروط المؤسسة التي وضَعَها الشعب وليس حصراً حزبه أو أي حزب آخر. بمعنى أخر لم يعد حزبا يأخذ وإنما نظاماً يقبل ويُعطي، حتى لو لم يكن العطاء مالا بل فرصة مُتساوية للجميع. إذن المؤسسة مُنتخبة من الشعب وهي تُمثل الشعب وتتعامل بمساواة مع كل الشعب وتقبله وتُعطي له، ولكن الحزب يبقى حزبا وجزءا من شعب ولكن ليس كل الشعب، ويبقى الحزب دائما يأخذ لمصلحته ومصلحة أفراده بتمييز بين الشعب وبينه.
هذه هي الإشكالية التي تُعاني منها أحزابنا القومية في التعامل مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، ولست أقصد حزباً مُعيناً هنا وأرجو أن لا تفهم أحزابنا من هذا الكلام بأني أتهمهم بشيء. أحزابنا تتعامل مع شعبنا من خلال نظرتها الحزبية وتتصور بأنها تُمثل كل شعبنا الكلداني السرياني الأشوري أو تُمثل مكونا مُحدداً منه لذا فإنها تأخذ من الشعب ما يُناسب الحزب، وعندما دخلت إو حتى التي لم تدخل تحت مظلة المجلس الشعبي لم تُدرك إنها دخلت الى ، إو إنها تتعامل مع،  حياة جديدة هي حياة المؤسسة (أو النظام System الذي أستعمله الى حد كبير هنا بشكل مُرادف للمؤسسة رغم الفارق بينهما) التي لا ينفع فيها التعامل معها بمنظار الحزب الواحد أو الإنضواء مع بضعة أحزاب أخرى لتقسيم الشعب بينهم.
المجلس الشعبي مؤسسة قوته أكبر من مجموع الأحزاب العاملة فيه، ويرفض حشره في عنق زجاجة المكون الواحد أو الحزب الواحد أو التنظيم الواحد، فهو يتعامل بمفهوم الشعب لذا ليس من مصلحة المجلس بإعتبارة مؤسسة أن يأخذ جانب جزء من الشعب أو يتبع حزب واحد أو مجموعة أحزاب لماذا؟ لأنه يُمثل الشعب وليس من مصلحته أن يُبعد جزءا من هذا الشعب منه لا بل إنه لا يستطيع ذلك. يستطيع المجلس أن يقول لهذا الحزب أو ذاك: لن أتبع مشاريعك عندما لا تخدم الشعب، ولكن لا يستطيع أن يقول لقومية ما في هذا الشعب بأنها خارج هذا النظام لأن الشعب إختار هذا النظام وبالتالي لا يستطيع النظام أن يُخرج الشعب منه وإلا فمن أين سيأتي بالشعب!!!؟
أتمنى أن تكون هذه الفكرة قد وصلت الى القاريء الكريم وأعتذر إن لم أستطع أن أشرحها بشكل أفضل فقد حاولتُ جهدي في تبسيطها وسأستمر بتقريبها أكثر من خلال تطبيقها على حالة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.
تطبيقاً لهذا الكلام ليس من المنطق أن يُفكر (ج) أو مُثقفينا أو نُخبتنا الكلدانية بإن المجلس الشعبي يريد إبتلاع القومية الكلدانية لأن المجلس في هذه الحالة هو أول الخاسرين فهو المؤسسة التي لا تملك حق إبتلاع أحد لأنها في ذلك تبتلع نفسها أو جزء من نفسها! وهذا خارج أحكام المنطق وغير قابل للتحقيق لذا عندما يكتب الأخوة الكُتاب الكلدان، الذي أنا منهم ومن شعبنا بكل مكوناته، بأن المجلس أصبح ينتمي الى مكون آخر فإنهم يجب أن يعرفوا إن المشكلة ليست في المجلس الشعبي، ولست أنتقد كُتابنا هنا أيضاً، ولكننا ننتمي في تفكيرنا وتربيتنا الى مدرسة مؤسسة الآخر التي ليس لنا فيها مؤسسة خاصة بنا، بمعنى أوضح إننا لا نعرف كيف نتعامل مع المؤسسة، مثلما نتخبط أيضاً في التعامل مع حالة الشعب الواحد، ولا يُمكن للمجلس أن يبتلع نفسه فهذه عبارة تحمل بين طياتها بذور فنائها لذا فهي غير ممكنة.
مقابل هذا لن تقبل المؤسسة أبدا أن تُقسم الشعب ولن تقبل بجزء منه أن يدعي بأنه يريد التميز عن الأخر. لذا لا يُمكن بأحكام المنطق أن نرى يوما المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري وهو يقول لـ (ج) ومؤيديه من الذين طالبوا بفصل الكلدان في التسمية القومية: لا بأس سنرضخ لما طلبتُم ولو فعل المجلس ذلك فإنه ينفي عن نفسه حينذاك صفة المؤسسة ويتحول الى مُنظمة دكتاتورية تُميز بين أبناءها وحسب ما يروق لها أو لهم. وهنا يُصبح واضحاً ما قاله الأستاذ سركيس في القسم الرابع من هذه المقالة: لا أوافق على أية تسمية يُمكن أن تُفرقنا، ولو كانت رغبة (ج) أن يُصبح قائداً لشعبنا فأننا جميعاً سنتبعه عن طيب خاطر ولكن عليه أن يُحقق لشعبنا حقوقه القومية أي أن يكون قائداً فعلياً ومُخلصاً لكل مكونات شعبنا دون تفريق أو تمييز.
ما قصده الأستاذ سركيس هنا هو أن يكون (ج) عاملاً أو قائداً ضمن شروط المؤسسة التي تُمثل كل الشعب والتي تخدم الكل ولكن لا تعمل للكلدان فقط أو للأشوريين فقط أو للسريان فقط بل للكل وبالتساوي وهذا ما لم يستطع أن يصل إليه (ج) مع الأسف فقد بقي في حالة المُكون الواحد لذا فإنه لم يستطع أن يُمثل كل الشعب ولم يعرف أن يقود المؤسسة مع الأسف، وهذا ما أحاول أن اشرحه للمقربين مني عندما نتحدث عن الأستاذ سركيس وقد سبق وأن كتبت في ذلك بشكل مُقتضب في السابق وقلتُ إن سبب محبة شعبنا للأستاذ سركيس هو إنه تجاوز حالة المُكون الواحد أو الحزب الواحد الى حالة الشعب والمؤسسة لذا فالكل يعتبره مُلكاً له فهو ليس حزبا، الذي من شروطه أن يأخد ويُميز  بينه وبين الآخر، بل هو ضمن المؤسسة التي من شروطها أن تُعطي ولا تُميز. أرجو أن تكون الفكرة قد توضحت الآن.
 وبنفس المنطق لا يمكن أن تقبل المؤسسة، أي المجلس الشعبي في هذه الحالة، من الأحزاب العاملة معها تقسيم الشعب فيما بينها وتطلب من المؤسسة أن تفرضها على الشعب من خلال ذلك لأن المؤسسة تُمثل كل الشعب (وستُنتخب من قبل الشعب عند تثبيت أركانها) وهي لا تمتلك الحق أن تقول مثلاً: حسناً ليُمثل المكون الأشوري هذا الحزب أو التنظيم  أو الشخص، أو ليُمثل المكون الكلداني هذا الحزب أو التنظيم أو الشخص ونفس الشيء بالنسبة للسريان. وعلى نفس السياق ليس وارداً أن نرى المجلس يقبل بين صفوفه أحزاباً تتصور إنها تُمثل مكوناً من شعبنا بالكامل إذ لا توجد مثل هذه الحالة، فالحزب يُمثل جزءا معينا من المكون وهو الجزء الذي يحمل أفكار هذا الحزب وبموجب هذا المنطق لا يوجد حزب أشوري واحد يُمثل كل المكون الأشوري في شعبنا ولا يوجد حزب كلداني واحد يُمثل كل المكون الكلداني في شعبنا ولا يوجد حزب سرياني واحد يُمكنه أن يُمثل كل المكون السرياني في شعبنا.
إستنادا لما سبق نستنتج إنه بالرغم من صعوبه تعامل مثقفينا مع حالة الشعب والمؤسسة، فإننا ندعو من يُدافعون عن مكوناتهم بالرجوع الى حضن المؤسسة ففي ذلك قوة لنا جميعاً فمهما بلغ المكون الواحد من قوة فإنه لن يُمثل كل الشعب بمفرده ولكن يُمكنه أن يُمثل كل الشعب لو كان ضمن المؤسسة مُتعاوناً مع الآخرين، لذا فالعمل ضمن المؤسسة ستستفيد منه المكونات والأحزاب أولاً وأخيراً ومن يقول بأنه سيقود المكون الفلاني لوحده فإنه سيخسر بالتأكيد لأن شعبنا يرغب أن تُمثله المؤسسة (وإن كانت هذه حالة جديدة ولكنها قوية) وليس الحزب أو المثقف الفلاني.
لو حدث وأن فشل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، لا سامح الله، في مهمته وخرج من الساحة فإننا سنخسر جميعاً لأنها خسارة لأول مؤسسة شعبية عرفها شعبنا في تاريخة الحديث وسيكون ذلك بمثابة دلالة على فشلب شعبنا في الإرتقاء من حالة الحزب الى حالة المؤسسة ومن حالة المكون الواحد الى حالة الشعب وستكون نتائج ذلك وخيمة على مستقبل شعبنا.
لذا يجب إسناد المجلس الشعبي حتى لو وجدنا إنه يُعاني من كبوة في مسيرته أو مسيرة بعض أفراده لأنه لنا جميعاً وقد وجدنا كيف إنه يتحول في بنيته التنظيمية من مجموعة الى أخرى لضمان عدم ظهور دكتاتور في المؤسسة ولضمان عدم الرجوع الى التعامل مع المكون الواحد فقط بل مع الشعب، هذا من جانب، ومن جانب آخر سينظر الآخر إلنيا بشكل مُختلف عما لو كنا حزباً وربما قرأ البعض مقابلتي مع احد أبناء شعبنا قبل فترة من الزمن إذ قال إنه إلتقى بالسيد مسعود البارزاني في الثمانينيات وقال له: "كُنا في السابق نتعامل معكم من خلال الأفراد ولكن الآن نريد أن نتعامل معكم من خلال التنظيمات." الآن نريد أن نرتقي بأنفسنا الى جعل الآخر يتعامل معنا من خلا ل نظامنا الخاص أو مؤسستنا.
جاء الآن دور الإجابة على السؤال المحوري في مجموعة الأقسام التي كتبتها لحد الآن وهو: هل يستحق الأستاذ سركيس آغاجان مثل هذا التجني؟ أتمنى أن تكون الإجابة واضحة الآن في فكر القاريء الكريم. الأستاذ سركيس آغاجان لا يستحق مثل هذا التجني من نُخَبنا بالتأكيد. فما يقوم به الأستاذ سركيس هو شيء جديد على شعبنا ويحصل لأول مرة في تاريخنا. يتساءل الكثيرون لماذا لا يظهر الأستاذ سركيس في الإعلام ويُسلط الأضواء على نفسه، فالأشخاص الذين يفتتحون مشروعا واحداً في حياتهم يُطبل لهم الإعلام ويُطبلون هم لأنفسهم فترة طويلة في حين إن الأستاذ سركيس قدم الكثير الكثير ومع هذا لا يظهر في الإعلام لماذا؟ الجواب هو إنه يرفض أن يكون قائداً بالمعنى الذي نعرفه في شرقنا. القائد في شرقنا يُحّمل الرعية أعباءاً ويأخذ منها لأنه ناضل في وقت كانت الرعية نائمة!!! الأستاذ سركيس يعطي ولا يأخذ.  لم يُسلط الأضواء على نفسه. لم يواجه أحدا رغم إن الذين ظلموه كثيرون. الأحزاب تأخذ من الأعضاء ولكن المجلس الشعبي لا يأخذ. الأستاذ سركيس يتمسك بالكنيسة ورجالاتها ومشاريعها لماذا؟ لأنها جزء مهم من النظام.  يريد لشعبنا أن يعرف ويعيش ضمن نظامه الخاص به (أي ضمن نظام شعبنا) ولا يريد أن يجعل شعبنا يُفكر بالطريقة التقليدية التي نعرفها ويتصور بأنه خلق لنفسه دكتاتوراً جديداً أو إنه ما زال يعيش في حضن مؤسسة الآخر، على شعبنا أن يتبع المؤسسة وليس أي شيء آخر. أنا أعلم إنها مسألة لم يألفها شعبنا سابقاً ولكن الأستاذ سركيس من جانبه يُحاول على الأقل وبكل قوته، ونحن من جانبنا يجب أن نبني لأنفسنا هذه المؤسسة وندعمها وليس العكس.
بمناسبة وصولي الى نهاية هذا المقال الطويل نسبيا بجميع أقسامه أدعو الأخوة جميعاً الى تصفية القلوب والعودة الى العمل سويةً وبقلب واحد فنحن نؤسس لشيء جديد وقوي لشعبنا وسيذكر التاريخ كل الذين عملوا في سبيل تحقيق ما سنُحققه قريباً إن شاء الله ونرغب لأخوتنا جميعاً أن يكونوا معنا وأن لا يتخلفوا عن دعم مؤسستهم وما دام الجميع يقول بأننا شعب واحد، مع الإعتزاز والتمسك بأسماء جميع مكوناتنا، فالمرحلة تتطلب منا إثبات ذلك وتتطلب أن نرتفع من التعامل مع مكون ونقبل بالشعب ككل ونقبل بالإسم الخالي من أية فواصل ونُشدد على الحصول على الحكم الذاتي في الإقليم وفي المركز فهذه ليست مهمة الأستاذ سركيس لوحده بل هي مسؤولية الجميع وأتمنى أن لا يكون جوابنا للأجيال القادمة إننا إنشغلنا بالصراع مع بعضنا على الإسم ونسينا أن ناخذ حقنا!!!