المحرر موضوع: ** تراتيل ... قبل الميلاد وقبل الرحيل **  (زيارة 768 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل س . السندي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 131
    • مشاهدة الملف الشخصي
 
المقدمة

في عيد ميلادي  الستون
 وجدت نفسي فجأة
في عيد ميلاد أعد بجنون
فالكل من حولي في فرح وصخب
إلا أنا ... فجسدي معهم
لكن روحي حيث أجدادي  راقدون  
في قرية كانت لنا ذات يوم  
جنائن معلقة فوق الجبال  
حيث الجمال سرمدي ... والسكون  
لكن اليوم الكل يبكيها
كما تبكينا... دون مآقي أو عيون  
*           *           *
في عيد ميلادي الستون
أحبتي أحلى الامنيات لي يرسمون  
أمنيات بالنسبة لي كزهور
إنتهى رحيقها ... وما تبقى من العمر
في خمول ... ونزول
فكل ألأمنيات عندي
بعد رحيل البلابل والطيور
قد أصيبت بفقر الدم  
حتى ندى الصباحات  
وكل شئ  جميل في بلادي
للفقر والموت مرهون  
أمنيات لم تعد معلقة ... إلا في وجداننا
كالتمور فوق النخيل جفون  
فرغم الحرية يقصر العمر
والألم فيه يزداد ومسكون
أمنيات أخرج بها ... بين الحين والحين  
إلى  الهواء ونور الشمس  
عسى أن  تخضر يوما مروجا
إليها يلجأ العليل وعازف الناي والحنين  
فمثلي بهذا العمر ماذا يفعل
والغربة قد غدت له كابوسا وليل طويل
 والنهار في وطني قد صار جحيما
 وأيات لا تحتاج لقرأن وتنزيل
فما يحتاجه وطني ألاف ألأطنان
من ألأعمار ... وعمري
لم يتبقى منه إلا العليل والقليل
 *         *             *
 في عيد ميلادي الستون
جمعت كل أحلامي وأمنياتي
في لحظة جنون وتقتيل
فقامرت بها في كل دكاكين العروبة  
ودكاكين الشرع والتفسير والتأويل
وتساءلت هل بيع الاوطان حلال ... أم حرام
أم أن الامنيات وحدها ما يباع
وألأحلام ...  والتقبيل  
لان الأوطان لم يعد من يشتريها  
لأنها رهينة للأقدار والصعاليك ومن
في البورصة من حمار وعميل
فمجرد الحلم بها كفر بالأوطان
والأديان والإنسان والتنزيل  
*           *          *      
                   س . السندي ... وللحديث بقية