المحرر موضوع: شيفرة دافينشي أم حرب أديان  (زيارة 1630 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شيفرة دافينشي
أم
حرب أديان

منذ ولادة المسيح تكررت المؤامرات  ضده أبتداءا من هيرودس قاتل الأطفال الى رجال الدين من كتبة وفريسيين  الذين كانوا يتحينون الفرص لتصفيته لأنه كان خطرا على أعمالهم وأسلوب تسييرهم للشعب اليهودي بالطريقة التي كانت تخدم مصالحهم الشخصية بعيدا عن تعاليم النبي موسى التي حوروها وأضافوا اليها ما شاءوا من تعاليم غيرت الكثير من المفاهيم التي جاء بها النبي موسى والأنبياء الآخرون من بعده والذين بشروا بمجيء المسيح المخلص بالمفهوم الروحي في الوقت الذي أرادوه هم أن يكون  رجل دولة قويا  يفرض سيطرته وسيطرتهم عن طريقه على البشرية لكي يشبعوا نزواتهم المتعطشة الى السطوة والأستيلاء على كل ما ليس لهم بحجة أن الله وعدهم بذلك كونهم شعب الله المختار ولما أوضح لهم المسيح بأن مملكته ليست من هذا العالم أزاحوه عن طريقهم بتعليقه على الخشبة متوهمين أنهم بذلك قضوا عليه وعلى تعاليمه رافضين الأقرار بأن دورهم قد أنتهى منذ ظهور الديانة المسيحية وعليهم الزوال وفسح المجال أمام الدين الجديد ليسير بالبشرية الى طريق الخلاص الموعود بعيدا عن المفهوم المادي الذي لا يفهمون غيره.

كثرت محاولاتهم على مر التاريخ  لطمس الحقائق وألصاق التهم بالدين الجديد وتلفيق أقذر الآوصاف  بكل ما يمت الى الدين المسيحي ومقدساته بصلة وحاولوا التشهير بمريم العذراء ووصفوها بأقبح الصفات وأدعوا بأنها حبلت بالمسيح جراء علاقة جنسية محرمة مع جندي روماني وما شابه ذلك من محاولات التزوير التي يشتهرون بها  في معتقداتهم المستندة الى الى ما يخدم مصالحهم المادية ولم يسلم من ذلك ألاههم يهوة الذي يتعاملون معه بالطريقة التي تشبع نزواتهم  فمرة يغضب عليهم ويؤذيهم ومن ثم يرضونه بأسلوب قريب الى قصص الأطفال فيرجع ليتحنن عليهم ويؤدي لهم كل الخدمات التي يرغبون بها وأن أدى ذلك الى أبادة شعوب بأكملها. ولي عودة الى الخرافات الواردة في ما نسميه بالعهد القديم المفروض علينا الأيمان به ككتاب مقدس.   

عودة الى عنوان الموضوع وهو شيفرة دافينشي المزعومة وليوناردو دافنشي الرسام الأيطالي الشهير(1452-1519) الذي أشتهر برسومه الدينية الكثيرة أضافة الى صورة العشاء السري موضوع البحث ولا زالت الكثير من رسوماته تزين كاتدرائية مار بطرس في روما وكنائس أخرى ومتاحف عالمية كما له الرسم الشهير( مونا ليزا) وغيره. وقد جاء بعد المسيح بخمسة عشر قرنا ولا أعرف من أين له ما نسب أليه من معلومات وألغاز  تحاول هدم أسس الديانة المسيحية بأكاذيب لا تستند الى واقع.

مؤلف الرواية الكاتب الأمريكي دانيال براون (دان) غير معروف الأنتماء الديني والأسماء في أميركا يتم أختيارها بطريقة سهلة فما على الشخص الا أن يقدم طلبا الى المحكمة لتغيير أسمه ويتم له ذلك بكل سهولة بعد دفع رسم بسيط وبهذه الطريقة يختفي الكثيرون خلف أسماء رنانة من دون أن تعرف خلفياتهم الدينية لأن ذكر الدين في المستمسكات التعريفية الأمريكية من المحرمات القانونية وعليه لا نعرف أن كان دانيال براون مسيحيا أم ملحدا أو يهوديا وهذا أغلب الظن.

تقول رواية دانيال براون :
-أن الدين المسيحي قد حرف من قبل أمبراطور وثني والأناجيل الأصلية قد أتلفت.
-ان المسيح كان قد تزوج من مريم المجدلية ولهما أبنة أسمها"ساره"
-أن المسيح أنسان عادي وليس ألاها.
-أن المسيح قد وكل مريم المجدلية لتنوب عنه في رئاسة الكنيسة المسيحية وليس الرسول بطرس.
-أن مريم المجدلية يجب أن تؤله
وغير ذلك من الآراء التافهة.

وفيما يلي رأيي الشخصي حسب المعلومات المتوفرة لدي من قراءة التاريخ:
-أن الأمبراطور قسطنطين قد آمن بالمسيحية منذ شبابه حينما كان يستعد للحرب وظهرت له علامة الصليب التي فرض على جنوده حملها والتي كانت سببا في كسبه الحرب وعليه فهو مسيحي وليس وثنيا.
-أن التدخل الوحيد الذي قرأنا عنه في التاريخ من قبل هذا الأمبراطور في أمور الدين هو عندما أشتد أختلاف الآراء بين رجال الدين في الأمور اللاهوتية طلب منهم عقد أجتماع عام يحضره كافة الأساقفة المسيحيون لتثبيت الراي الأصح الذي يجب أن تستند أليه التفاسير اللاهوتية وكانت في ذلك الوقت قد أنتشرت بدعة آريوس.
-ان القرار الذي خرج به ذلك المجمع المنعقد بناء على طلب قسطنطين (مجمع نيقية الأول) هو تحريم آراء أريوس المماثلة لما يدعيه نبي آخر الزمان دانيال براون حول آلوهية المسيح علما بأن تعاليم آريوس ومعتقداته مدونة تفصيليا في الأنسايكلوبيديا الكاثوليكية ومتاحة لكل من يريد الأطلاع عليها وكانت منتشرة ولها أتباع في مناطق خارج سيطرة الأمبراطورية الرومانية كما كانت منتشرة في الجزيرة العربية ويقال أن من أتباعها أسقف مكة ورقة بن نوفل. فأين هو التحريف الذي يدعيه هذا النبي الكذاب وما هي مصلحة رجال الكنيسة في تحريف الديانة المسيحية ؟
-أن مريم المجدلية كانت أمرأة زانية ساقطة وقد حكم رجال الدين اليهود عليها بالقتل رجما بالحجارة وقد صادف وقت تنفيذ الحكم  وجود المسيح بينهم ولغرض أحراجه لأنه كان يستهين بهم وبتعاليمهم سألوه عن رأيه في حكمهم على الزانية المجدلية وكان رده الشهير الكاسح لهم "من كان منكم بدون خطيئة فليرمها بأول حجر"وخوفا من أن يفضحهم تركوها وهربوا.
-أن مريم المجدلية منذ أن أنقذ المسيح حياتها من موت محقق وطلب منها أن لا تعود الى الخطيئة تابت توبة حقيقية وأصبحت من أخلص أتباع المسيح وآمنت به قبل أن تنتشر ديانته الجديدة بين البشر ولم تكن زوجة كما يدعي الماديون بل خادمة وتابعة للمسيح الذي كل تعاليمه روحانية وهو الذي قال بأن كل من لا يترك أبا أو أما أو زوجة ويتبعني لا يستحقني.
-كيف يمكن أن تؤله مريم المجدلية أذا كانت هذه الصفة تنكر على موكلها  وسيدها المسيح؟

أنها أذن الحرب الأزلية بين المصلحية المادية وبين مبادىء الديانة المسيحية وهذه المرة الهجمة ليست موجهة ضد الكنيسة الكاثوليكية وحدها كما كانت العادة بل تعدتها الى العقيدة المسيحية للكنائس  الأخرى سواء كانت أرثودكسية أو بروتستانتية وهي حرب معلنة هذه المرة تحاول أقتلاع الشجرة من أساسها ولكن هيهات أن ينهار البيت المبني على الصخر وأن أبواب الجحيم مهما تكالبت سوف لن تقو عليها وهذا هو وعد مؤسسها سيدنا المسيح.

أنه واجب على كل الكنائس محاربة مثل هذه الأفكار الهدامة ولا  يكفي الطلب من المؤمنين مقاطعة كتاب دانيال براون أو مقاطعة الفلم الذي سوف يصدر قريبا لتمثيل ما ورد في هذا المؤلف (بفتح اللام) الخبيث المدروس بعناية والذي تبالغ أجهزة الدعاية المملوكة للجهة المحاربة في الترويج له قبل تصويره وعرضه. أن المحاربة واجبة على الجميع ليس خوفا على الزرع الذي وقع في الأرض الجيدة وأثمر الواحد ثلاثين وستين ومائة لكن الخوف على ذلك الزرع الذي وقع بين الشوك أو الذي وقع على أرض صخرية أو على حافة الطريق حيث من السهل عليه أن ينجرف ويفقد أسسه غير العميقة.

أنها حرب معلنة بلا هوادة ومن واجب رجال الدين الأستبسال في الدفاع عن الدين الى أقصى الحدود كما كانت الأمور في صدر المسيحية أذ لولا التضحيات الكبيرة لما أنتشر الدين المسيحي بتلك الصورة المذهلة وعندما يندفع رجال الدين كقدوة للمؤمنين فأن الأخيرين سوف يتبعونهم الى أقصى الحدود لأن رجال الدين هم الواجهة  التي يقتدي بها كل مؤمن.

أنا لست أختصاصيا بعلوم الدين وقد أجهل الكثير من الحقائق التي يمكن لأهل الأختصاص أيضاحها للمؤمنين بشكل أفضل  وأن ردي هذا هو نابع من أيماني بأن هناك تعد مقصود على ديانتي وبأن على الجميع محاربة هذا التعدي والوقوف بوجهه خاصة وأن الجهة المشهرة بيتها من زجاج هش يسهل تكسيره وبصورة خاصة الخرافات التي مع كل الأسف نحن ملزمون بالقبول بها رغم أيماني المطلق بأن معظمها لا يمكن أن تكون صادرة من الله بألهام من الروح القدس كما يقال لنا.

عبدالاحد سليمان بولص