المحرر موضوع: وزارة الثقافة ..تجربة وتقييم  (زيارة 771 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Jwaad Kadhem

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب :جواد الشلال
Jwaad_alshlal@yahoo.com

وزارة الثقافة ..تجربة وتقييم

عمل جاد ودؤوب لإنارة فضاء الثقافة العراقية بشموع بدأت تظهر في ليل مظلم ..بل حالك الظلمة ..ظلام اختفت فيه الصورة والصوت ولم نسمع سوى دوي الأنفجارات والتنا حرات والمشاجرات البغيضة واحتطاب دائم للذات .الوطنية العراقية..ولم نرى سوى الرمال السوداء تلتصق في عيوننا دون هوادة وتأكل بؤوبها بنهم غريب...مع كل هذا كنا نعيش الأمل بأن من يعمل على إيقاد الشموع والفرح بأنوارها البسيطة ...قادر على رص مشاعل الحب والحرية والضوء الساطع للحب والحرية والثقافة لكل الوطن ألا انه لا يريد شيأ  سوى فرصة الوقت والدعم المادي المتوازن ...فهل بمثل هذا الأمر نختلف أو نجافي المعايير السياسية أو الدستورية في بناء الحكومة إذا ما تم إعادة وزير لتسنمه دورة وزارية جديدة لذات الوزارة التي عمل بها خلال الدورة الوزارية السابقة ..وخاصة لوزارة تعد من أكثر الوزارات تحسسا إذا ما تم تبديل وزيرها ...فوزارة مثل وزارة الثقافة تحتاج إلى ستراتيجيه طويلة الأمد تصنع البعد الثقافي للأمة وتعرف كيفية ضخ الحلول الوطنية في ثنايا تلك التفاصيل  ....إننا ندرك ونرغب وأحيانا نسعى إلى إن لا يتسمر المسؤول في مكانه إلى ما لا نهاية وأن  لا يقتات سياسيا اوايديولجيا على منصبه الحكومي ذو الفضاء الواسع باتجاهات عدة والمحمي إلى حد كبير ونريد للدماء الجديدة إن تسير في عروق وأوصال الحكومة العراقية ..لان تجديدها وتطويرها امرأ مرغوب فيه شعبيا وهو دليل عافية في مضمار الخدمة العامة ..إلا إن مثل هذا الأمر يجب إن لا يجعلنا  ننسى إن بعض الوزارات تحتاج إلى مراحل زمنية أطول ومشاريع إستراتيجيه تهم امن ووعي المواطن العراقي وان يكون راعي تلك الأساسيات رجل وطني ويدرك تماما ماذا يعمل ومدرك لطبيعة عمله والهدف العام الذي يسعى إليه بالإضافة إلى خبرة متراكمة في ظل الدورة الوزارية السابقة ..فأن إتاحة الفرصة له لاستمراره في تطبيق منهجه ودعمه ماديا واعتباريا امرأ يعطي التجربة رسوخا أكثر وصدقا وطنيا خالصا ...فأن وزارة الثقافة ومنذ تسنم السيد وزير الثقافة  الدكتور ماهر ألحديثي اختطت نهجا موضوعيا في التعامل سواء في بناء وصناعة الثقافة الجديدة بعد التحول الدراماتيكي في العراق أو في التعامل بشكل هادئ ومتزن مع الإحداث والتحولات السياسية والانفعالات الانفجارية في السجالات الراديكالية التي تصل إلى مراحل فوبيا الثقافة والبطش والتهيؤات اللاوطنية فغابت بشكل قاطع عن السياسة العامة لتلك الوزارة كل عوامل الشد والجذب أو العزف على وتر خاص أو منفرد ..بل أنها كانت من المساهمين في تنضيج سياسة الالتزام والالتفات إلى عوامل المشتركات الوطنية وتفعيل دور الوحدة الوطنية والإسهام في رفع الأنقاض السياسية والجهوية لتحويلها إلى مورد واحد اسمه العراق ...فترى الوزارة جاهدة في إنجاح الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية في الجبل والوادي والبادية والهور .. وتحاول إن تصنع منها نموذجا موحدا يشمل الجميع دون أن يكون لأحد ميزة على الأخر  وكانت كلها تصب في مسلك واحد وتدفعه إلى الإمام ..هو مسلك الوطن للجميع والثقافة بمقدار تنوعها هي ملك للجميع ولهم الحق فيما يريدون منها .......قد ينعتنا البعض بالمبالغة أو الغلو أو ربما بالإفراط بالتفأول إلا إننا نعتقد أن وزارة الثقافة كانت احد العوامل الرئيسية المنشطة والداعمة لوحدة العراق والداعية إلى الهوية الوطنية الموحدة والماسكة لزمام أمورها بوطنية صارمة .ومع ذلك يقابل عملها ومسؤولياتها الكبيرة ميزانية بالكاد تسد احتياجاتها التشغيلية ..إلا إن الطاقات العراقية الموجودة في تلك الوزارة وبالإشراف المباشر من قبل الوزير عملت بجهد دؤوب وهمة وطنية عالية إلى تطبيق الستراتيجية الوطنية ووضحت صورة الوزارة ألان كما بعض الوزارات بأن الجهد الاستثنائي والتخطيط الأولي للعمل الحكومي يمكن إن يكون عامل كبير في الإنتاج والتحضير المسؤول عن إدراك غايات وطنية نبيلة وشريفه تهتم بالمواطن العراقي وبالمشرع السياسي الوطني الجديد ...إن حجم الألم الذي عانت منه الوزارة في بداية تشكيلها كبير جدا مما تطلب من الإدارة الجديدة من جهد وصعوبات وزمن حتى تتخلص من أفعال وسياسات بعض الوزراء السابقين اللذين حاولوا تحويل الوزارة ومفرداتها الإنسانية الشفافة إلى وكر للإرهاب والموت والخوف ...ونجحت الوزارة بسرعة قياسية إلى إعادة التوازن إلى سياستها وصناعة روابط وأواصر الثقة إليها من المثقفين داخل وخارج البلد  ومن المواطنين بشكل عام ومن ثم بدأت مرحلة البناء الرصين والهادئ في مشروع الوزارة في التحول الناهض من اجل بناء ثقافة عراقية خالصة في جو عاصف الصعوبة ومعقد من الناحية السياسية والاجتماعية بل إن الحواجز المانعة للتقدم والمعيقة للتطور حجمها اكبر بكثير من قدرات الوزارة  كل ذلك العمل كان يتم بهدوء وبعيدا عن وسائل الإعلام ... ومع كل تلك الصعوبات بيد إن الوزارة لم تقف إمام تلك الموانع والصعوبات  مكتوفة الأيدي ولم تجعل من عوامل الصد والتقهقر عذرا أو شماعة للركون للدعة أو السير في اتجاهات حزبية اومحاصاتيه  بل شقت طريقها بتؤدة وهدوء إلى حيث تكمن حقيقة الولع العراقي والشغف بحب وطنه وشعبه .......إننا لا نسعى إلى تمجيد أو مدح وزير الثقافة إلا إننا كذلك لا نسعى إلى النقد الدائم دون مبرر وعدم القبول بالانجاز الحقيقي فمثلما ندرك الظلام علينا إن نشير إلى الضوء  عموما أردنا قول الحق كما نراه وذلك عبر متابعتنا لعمل تلك الوزارة والى شخصية السيد الوزير (لا نرتبط بالسيد الوزير بشئ سوى عراقيتنا وهذا اثمن ارتباط) ولذلك فأني أرى إن يهتم من ينتخبه شعبنا ليكون رئيس الحكومة الجديدة بأن يكون لهذا الوزير حظا كبير في إعادة تكليفه لمرة أخرى وان يتم دعم الوزارة بشكل استراتيجي لأنها وزارة مهمة وسيادية وتساهم برفد الرأي العام المساند لإحلال السلم الاجتماعي الكامل في العراق ....مع كل ما تقدم لا يعني إن وزارة الثقافة وصلت إلى درجة النجاح المثالي أو أنها حققت أهدافها كاملة  لكنها بالتأكيد قد تعافت بشكل مذهل خلال الفترة المنصرمة وإنها تستطيع ولوج عامل الانجاز والبناء في المرحلة الجديدة أو أنها ستعمل على تحقيق طموحات برنامج الحكومة أو الجزء الأكبر منه على اقل تقدير .....هذه دعوة جادة ووطنية تماما ومغطاة بحسن النية الخالصة ومؤطرة بغاية عراقية صادقة إلى مساندة هذا الرجل الوطني الصادق لاستكمال تثبيت أركان إستراتيجية وزارة الثقافة وتعزيز أساليب العمل الوطني العام بما يخدم حركة مسيرة الثقافة في العراق وينضج طرائق النهج الوطني دون الحاجة إلى التجريب المتتالي الذي نغامر فيه ولا نعرف هل سننجح أو ربما نفشل .