إيها الأخوة والأخوات الأعزاء نود أن ننشر من خلال باب قصص تأملية هذه القصص التي تدعوا الإنسان إلى التأمل والصلاة، وذلك لرغبة بعض الأخوة الذين أقترحوا لنا هذا الأقتراح. نأمل أن تروق رضاكم وتقبلوا منا كل الشكر والأمتنان.
الأب إيهاب نافع البورزان
وإليكم القصة الأولى:
المكان الأخير
امتلأت جهنم بالخاطئين، وكان كثير من الاشخاص ينتظرون خارج الباب ليدخلوا. وقف رئيس الشياطين على الباب وقال: لم يعُد سوى مكان واحد شاغر في جهنم، وسيكون لأكبر الخطأة. ثم بدأ رئيس الشياطين يسير بين الخطأة ويسألهم عن خطاياهم ليرى من أكبرهم خطيئة. سأل أحدهم:
· ماذا فعلت؟ أجاب:
· لا شيء، أنا رجل صالح، وأنا هنا نتيجة سوء فهم. فقال الشيطان له:
· لكنك بالتأكيد خطئت، كل انسان يخطىء. أجاب الرجل بقناعة وثقة متناهية:
· لا شك، لكني لم ادخل في عالم الخطيئة. فقد رأيت البشر يضطهدون غيرهم، ولم ادخل في هذا المعترك. فهم يميتون الأطفال جوعاً ويبيعونهم عبيداً. وقد همّشوا الضعفاء وعاملوهم كنفاية المجتمع ... اما أنا فقد قاومت جميع هذه التجارب ولم أقترف شيئاً منها ابداَ. سأله الشيطان:
· ابداً؟ هل انت متأكد أنك رأيت كل هذا الظلم. أجاب الرجل:
· نعم رأيته بعيني. قال الشيطان:
· ولم تفعل شيئاً؟
· قال الرجل: لا. عندئذ قال الشيطان:
· ادخل يا صديقي، فهذا المكان لك!
تذكر بان السكوت عن الظلم أكبر خطيئة.
من كتاب حكايات روحية للتأمل
ترجمة الأب باسل سليم يلدو
[/b]