المحرر موضوع: ماذا كان..وأصبح اليوم!  (زيارة 841 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل maanA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 236
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا كان..وأصبح اليوم!
« في: 10:48 19/02/2010 »
ماذا كان في الأمس وماهو عليه اليوم!
   كلنا تقريبا تصفحنا كثيراً في التاريخ القديم منه أو المعاصر... ومرت علينا نماذج عديدة من أشخاص كانوا بسطاء جداً بل في قعر المجتمع.. ثم تغيرت أحوالهم بطريقة أو بأخرى فأصبح بأعلى القمة، وكما مذكور "الأولون آخرون والآخرون أولون" وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين رئيسيين:
القسم الأول: الذين صعدوا إلى القمة عن طريق جهودهم وكما يقال نحتوا في الصخور لتحقيق أحلامهم المشروعة، الواضحة والصريحة، ولحين حققوها.. تكبدوا عناءً كبيراً وأوصلوا الليل بالنهار، وكما قال الشاعر "من طلب العلى سهر الليالي" فهؤلاء يعرفون حق المعرفة التضحيات الجسام التي أهلتهم لما هم عليه من شهادة أو منصب أو حالة مادية الخ.....
القسم الثاني: الذين صعدوا للقمة عن طريق جهود الآخرين وكما يقال "تسلقوا على أكتاف غيرهم" حيث كانوا في الحضيض، ينضرون من أسفل إلى غيرهم، وهم في نضرّ أنفسهم حشرات ضارة، يعانون من عقد رهيبة لا تعد ولا تحصى، فبدل أن يبذلوا الجهود الايجابية في المجتمع، سلكوا الطريق السهل، طريق الحرام بالاستيلاء على ما تصل إليه أيديهم بكل الطرق والسبل المتاحة، ووصلوا إلى أهدافهم المشوهة، بهذا الأسلوب آخذين معهم عقد النقص والوضاعة التي تعبر عن شخصياتهم!!
فالقسم الأول، في الغالب حين تفاعلهم بالمجتمع يراعوا ظروف الآخرين من ناحية السلوك والتعامل ويحترموا الإنسان، فقط لكونه كذلك.. وليس لأي سبب آخر.
أما القسم الثاني فعلا النقيض تماماً، فتراهم بمناسبة وبغير مناسبة يحاولوا الانتقاص من الآخرين خصوصا من المثقفين وأصحاب المؤهلات، تدفعهم عقدهم ونقوصاتهم لهذه التصرفات الغير مبررة.
وإذا أعطينا الأمثلة على القسم الأول سنلاحظ العلماء في شتى بقاع العالم والأطباء والمؤرخين والخ...
أما القسم الثاني فأمثلتهم اللصوص والمختلسين، هؤلاء حين ينضرون في المرآة لا يمكن أن يشاهدوا القاط والرباط والخ... التي حصلوا عليها بالحرام.. بل كل ما يشاهدوه هو واقعهم ووجوههم السوداء، وأيديهم الملطخة بالمال الحرام!؟.... لأنهم يعلمون حق اليقين إن المال الذي بذلوه في المدارس المسائية أو الدراسة الخارجية (طبعا بدون تعميم) وغيرها.. للنجاح..
فأن نضرت أيها القارئ الكريم حولك ستشاهد الذي لم يكمل المتوسطة، أو حتى الابتدائية، اليوم قد حصل على البكلوريوس أو أكثر (فهل هذه معجزة!!!). وأصبح (يتعيقل) و(يتفلسف) والسامعين له أما على شاكلته، أو مضطرين لإدخال كلامه من أذن وإخراجه من موضع آخر...!!!.
وأخيرا فأننا مضطرون للتعامل مع هذه النماذج، كجزء من التضحيات التي يبذلها الإنسان (العصامي) في حياته صابرين ومتفائلين ننضر إليهم في منارتهم المزيفة، لحين سقوطهم في الطها............!.

معن نقاشة    maan_n71@yahoo.com