المحرر موضوع: هل ستكرر التجربة الإنتخابية نفسها مرة أخرى ؟  (زيارة 940 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل BASIM DKHUKA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 397
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                       هل ستكرر التجربة الانتخابية نفسها مرة أخرى ؟

باسم دخوكة

قبل أربعة أعوام مضت أدلى الشعب بصوته و رفع أصبعه عاليا ً بفخر و إقتدار ليثبت لنفسه أولا ً , و من بعدها للعالم أجمع أنه يختار برلمانه و من خلاله يختار الحكومة التي سوف تمثله و تدافع عن حقوقه و أمنياته  في وطن شبع حكم الدكتاتورية الصدامية .... فكان له ما أراد .
 وهل ما أراده حقق أمنياته و أحلامه و غير مسار حياته  نحو الأفضل ؟  بالطبع لا .
وهذا لا يحتاج لأدلة  أو وثائق تثبت ذلك , لكون الواقع يشهد ان الاعوام الماضية لم نشهد فيها إلا .. رئيس الوزراء تارة بربطة عنق وتارة اخرى من دونها .. حسب ما تقتضيه الضرورة مع الذين يودون ان يرونه بها أو من دونها !
وظهر لنا رئيس الجمهورية .. انه رجل فكاهي كبير, يحب " النكتة " و يرويها !
أما البرلمان فحدث ولا حرج ... فيمكنك أن تتعلم منه الكثير و خصوصا ً عما كنت لا تعرفه كيف تكون " المهازل " و من هم صانعوها .
هكذا كانت التجربة  ألأولى , فما عرفناه عن الديمقراطية كان إننا فعلا لا نستحقها أو إننا لا نعرف عنها إلا إسمها .
فنحن أعطينا أصواتنا لمن إحتاج الى دروس كبيرة في الوطنية ..  
 عذرا .. و هل نحن صوتنا على أساس " الوطن الواحد " لكي نطالب هؤلاء الكبار أن يحموا الوطن و يرفعون من شأنه ؟ لا يا سادتي , فالتصويت كان على أساس قومي , طائفي , مذهبي . و لذلك ضاع الصوت , ضاع الوطن و ضاع المواطن .
وبعد هذه التجربة المريرة نعود اليوم لنكرر المآسي نفسها , و لكن بتغيير طفيف لإئتلافات وجبت المصالح الشخصية في التغير الجزئي لها , أما الخطوط العريضة فهي ..هي .
فالقوائم كثيرة وكثيرة جدا ً و الأسماء كبيرة وكبيرة جدا ً , أما  الأمال فهي ضئيلة و ضئيلة جدا ً , أما التغيير فهو حلم لابد أن  نحلم به و إلا كيف نستمر ؟
السؤال الذي يطرح نفسه : هل الديمقراطية تبنى على الأسس التي نمارسها في الأنتخابات ؟ ننتخب على اساس قومي ومذهبي وطائفي ؟ هل هكذا نبني وطن حلمنا ان يكون خيمة كبيرة تضمنا جميعا ً ؟ و الاهم من هذا.. هل دولة القانون تبنى على اساس طائفي وقومي وديني ؟ فهل يمكن لرئيس الوزراء أن يشرح أو يفسر لنا كيف يمكن بناء( دولة القانون ) اذا كانت الأنتخابات مبنية على الأسس التي ذكرناها ؟ وهل يمكن لرئيس الجمهورية أو رئيس الأقليم ان يبين لنا كيف نشترك جميعا ً في بناء وطن واحد , اذا كنا نخشى الغد و ما يخفيه لنا , ولا نثق بما نسعى لنعمله معا لبناء وطن مستقر نعيش فيه   جميعا  بسلام ؟
وهل الدول الديمقراطية وصلت الى ما وصلت اليه من التقدم على أساس الذي نخطوه نحن لبناء دولة هشة تأكل  (نفسها بنفسها ) قبل أن يبتلعها ألأخرون .
فمن تنتخب مدننا ؟
بغداد , بصرة , موصل , كركوك , نجف , أربيل , سليمانية .... الخ ؟
نحن أضعنا خارطة العراق و تاريخ العراق و مستقبل العراق نحن ننتخب و كأننا نستعيد تاريخ الجاهلية للسجود لألهة من الحجر صنعناها بأيادينا .
وهل هنالك شك فإن قائمة شيعية سوف تفوز بأكثرية المقاعد و يليها الحزبان الكرديان..
وهل هنالك شك ان ائتلاف كبير بين الاكراد وبينها سوف يتم .
و سوف تمنح بعض من الكراسي للسنة لأحتوائهم . أما القوميات الصغيرة من الكلدان , الأشورين , التركمان , الأيزيدية و المندائيين فإنهم لقمة سهلة سوف تمغضها القوى الكبرى حسب ما تشتهي و تشاء .  
 هل هنالك شك ؟؟
اننا لا نبني ولا نتطور بل اننا نمضي و نمضي على خطوط واضحة ومحددة , ولا نأبه ببناء وطن وانما كل ما يهمنا اننا اعطينا ونعطي صوتنا لمن نعتقد انه من جلدتنا و لا يهم حتى وان كان جلادنا .
فهل طموحاتنا كشعب تقتصر ان نمارس شعائرنا المذهبية بحرية  ؟
هل طموحاتنا كشعب تقتصر ان نكون قوميين و مذهبين و طائفين عاجزين عن استوعاب الاخر ؟
وهل يمكن لكل هؤلاء أن يعيشوا بأمان و لو حقق كل منهم ما يبتغيه ؟ لا و ألف لا , ولسبب بسيط , لكون أهدافهم هذه تتضارب مع بعضها البعض ولا يمكن لأحدهم أن يحقق ما يوده إلا بإقصاء الأخر أو تهميشه, وهذا غير ممكن بالطبع , إذن سوف نعيش صراعات  خاسرة ابدا ً .
قد ينخدع الأنسان بإحساسه و قد يخيبه ظنه أيضا ً و لكن لا يمكن ان تخدعه عيناه بما تراه , وما تراه أعيننا هو مخيب لنا جميعا ً , بل هو معيب لمواطنين يبحثون عن الحرية في وطن  باتوا هم أنفسهم يكبلون أياديهم بقيود من الحديد  .        
 من سوف ننتخب هذه المرة ؟ وهل سوف نتجاوز الأخطاء التي إرتكبناها بحق أنفسنا و حق الوطن في المرة السابقة ؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة .

dkhuka@hotmail. com