المحرر موضوع: فجيعتان ، وأعتذار !!  (زيارة 1527 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل falh hason al daraji

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فجيعتان ، وأعتذار !!
« في: 01:54 17/05/2006 »
فجيعتان ، وأعتذار !!
فالح حسون الدراجي
كالفورنيا
falehaldaragi@yahoo.com

قبل كل شيء ، اود أن أعتذر لجميع الزملاء، والأصدقاء، والأحبة القراء،الذين بعثوا لي رسائل حب ومودة، ولم أتمكن من الرد عليها، بسبب أنشغالي لمدة شهرين تقريباً،في أمور هامة، وطارئة ، منها ما يتعلق بتكليفي في كتابة عمل فني مهم وكبير، سيظهر قريباً ألى الناس، حيث أخذ مني وقتاً كبيراً، حتى أني أضطررت أكثرمن مرة الى السهرلأجله حتى الصباح ، ومنها ما يتعلق بكتابة عدد من النصوص الغنائية، التي تحتاجها المرحلة الوطنية الراهنة، والتي ستظهرقريباً بأصوات عدد من الفنانين العراقيين البارزين، وقبل هذا وذلك فأني أود أن أشيرألى أن الأمرالأهم، والأكثر تأثيراً من كل ماذكرته، هوأنشغالي بقضيتين موجعتين فجعتا الجالية العراقية في الولايات المتحدة ، الأولى رحيل الشاب أحمد التميمي (نجل الشخصية الوطنية المعروفة خيون سعدون التميمي ) أثر تعرضه لحادث مؤسف في ديترويت ، وقد أصاب فقدان الشاب أحمد، العراقيين في مشغان أصابة مؤلمة وبالغة ، لما يتمتع به هذا الكائن من خلق رفيع، وسمعة طيبة ، ولما يملكه من فتوة وغيرة وطنية عالية.
وقد كان لي شرف المساهمة مع جموع العراقيين ، في تأبين هذا العراقي الطيب مرتين ، الأولى في اليوم الثالث للعزاء ، والثانية في حفل التأبين الأربعيني ، وقد كانت القصيدتان اللتان كتبتهما عن الفقيد،واللتان شاركت بهما في حفلي التأبين، بعضاً من الوفاء لهذه العائلة المناضلة ، والمضحية ، وبلسماً لبعض جراح أمه وأبيه وأعمامه ، بخاصة وأن الفقيد كان من أحب الشباب الى قلبي....
ولاشك أن كتابة قصيدتين في فترة محددة، وفي موضوع واحد أمرصعب جداً، لاسيما وأن القصيدة الثانية تجاوزت السبعين بيتاً، حيث تتنافس فيها الأبيات مع بعضها، وتتزاحم الصور مع ألوانها ، ليس لأن حفل التأبين يضم شعراء كباراً ، أمثال الشاعر البروفسور عبد الأله الصائغ ، والدكتور قحطان المندائي ، والبروفسور حنا قلابات، والشاعر ظافر العتابي ، والشاعر وضاح التميمي ، والشاعر محمد الجوادي ، والشاعر عودة التميمي، وكوكبة رائعة من الشعراء المبدعين فحسب، بل ولأن أغلب (أهل ديترويت حسجة) ولهم في الشعر باع طويل ، لذلك فهم يطربون على ( ونين ) الشعر ، ويهتزون للصورة الشعرية مهما كانت المناسبة، حتى أنهم صفقوا في أحد الأبيات التي ألقيتها، رغم أن المناسبة لاتسمح بالتصفيق قط هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فأن السفرمن كالفورنيا الى ديترويت، ولمرتين خلال شهر واحد، أمر يصرف الكثير من الوقت، والجهد والمزاج أيضاً !
لذلك فأني لا أبالغ لو قلت ، بأني تفرغت تماماً لحزن ووجع هذه المأساة ..أما المأساة الثانية التي أصابتني خلال نفس الفترة، فهي التي جاءت من مدينة ساندياكو، في كالفورنيا- حيث أقيم - فقد فجعت الجالية العراقية ، بوفاة الشابة فينوس منصورالسناطي ، بسبب حالة مرضية غامضة لم تمهلها اكثرمن عشرة أيام، وهي حالة مرضية يتعرض لها شخص واحد من بين كل مليون شخص!!
وفينوس لمن لايعرفها ، وردة كلدانية عراقية عطرة ، ونسمة ربيعية طيبة ، صحيح أنها لم تتجاوز الرابعة عشرمن العمر، الاَّ أنها كانت قمراً من أقمار المحبة العراقية الحقيقية ، وشعلة من النشاط الشبابي الكنيسي ، مثلما كانت صورة عراقية نقية وباهرة، وصادقة أيضاً...
وللدلالة على ذلك، فقد بكاها جميع العراقيين في كالفورنيا، مسلمين ومسيحيين ومندائيين ، كما بكاها كل أقرانها في المدرسة ، وأبَّنها كل صحبها في الشبيبة المسيحية، ليس لأنها عضو في هذه الكوكبة الطيبة فحسب،بل ولأنها أدمت قلوبهم وأفجعتهم دون تمييز...
وقد كان لي في رحيل فينوس وجع خاص ومؤلم، فقد كنت ألقاها ، كلما أزور والدها الصديق العزيز منصور السناطي في مطبعته ، المضيئة دائماً بالمحبة العراقية ، والمعطرة أبداً بالشعر والفن العراقي الجميل ، أو وأنا أتجول بين مروز الكتب التي تورق على رفوف مكتبته الفخمة ، وكم كانت فينوس رائعة ، وهي تستقبلنا بأبتسامة من عينيها الضاحكتين دون أن تنطق بكلمة واحدة...
فقد كانت تعرف بحسها العراقي حجم العلاقة التي بيني وبين أبويها، وتشعر بعراقيتها الحميمية، مدى التشابك الوطني بين أبويها المسيحيين، وبين هذا ( المسلم ) الذي يهب له والداها ، وكذلك جدها الكبير، بحفاوة بالغة كلما زارهم ...
لذا فأن حزننا ( نحن العراقيين في كالفورنيا ) برحيلها كان حزناً كبيراً ، بل وعظيماً ، أذ لم يفلت من وجع هذا المصاب ، كبيرولا صغير، رجل أو أمرأة ، مسلم أو مسيحي ، لذلك فقد كنت صادقاً، حين كتبت برحيلها أغنية موجعة ، سجلت بصوت الفنان العراقي المتألق رائد عادل ، حيث تقول مقدمتها :- فينوس بنت العطر ، والعفة ، والهيبة
يل غبتي عنا غفُل .. شو طالت الغيبة
من رحتي راح الأمل
وشابت أكَلوب الأهل
وحتى الطفل بالمهد ... طلعت أله شيبة !!
وتستمر الأغنية في حزنها، وفجيعتها، وسوادها أيضاً حتى البيت الأخير، أوالشهقة الأخيرة، لذلك ، فأني أرجو اليوم من كل أحبتي الذين راسلوني خلال ثلاثين يوماً ، ولم أتمكن من الأجابة على رسائلهم، بخاصة وأني قضيت أكثرمن ثلاثة عشر يوماً في ديترويت، وأكثر من أسبوع في واشنطن، وقد عانيت بسبب عدم وجود ( كيبورد عربي ) في بعض الأماكن التي كنت فيها...
كما أعتذر لجميع الأحبة القراء الذين تساءلوا عن سبب أنقطاعي عن الكتابة خلال هذه الفترة، بخاصة وأن هناك الكثير من الأحداث الوطنية، والقضايا المصيرية المهمة التي تتطلب المساهمة في تسليط الضوء عليها ، لذا فأني أعدهم جميعاً بأني (سأحد أسنوني) لها، وسأواصل رسالتي مع مواصلة الكتاب العراقيين الأحرار، الذين تكفلوا بتحمل المهمة بكل امانة ...
فأن أحد الأحبة القراء، وأسمه سالم صيهود الزيدي بعث لي برسالة من مدينة الصدر قبل يومين، سأنشرها نصاً، حيث يقول الزيدي :-
( يمعود أبو حسون وينك، أي مو أنولينه، وما أكو أنت ، شني السالفة، متكَلي وين أتغيب، شني ما سمعت بالحكومة الجديدة، لاسمعت بالمدرسة الكيلانية، لاسمعت بتصريحات أخونا طارق الهاشمي، لا تصريحات البطل المشهداني، شني ماعدكم تلفزيون، لا عدكم راديون،
بعدين محكمة صدام، ورغودة، مو الحبابين كلهم راح يحضرون للدفاع عن أصديم الخايس، وأحب أكَلك ترى أخوتك بحماس طلعت خيستهم هالأيام كلش، وأحنا أهنا متانينك عود شوية تآخذلك ساعة وياهم، فد غسلة غسلتين من غسلاتك الزينة، وحق قمر بني هاشم صار هواي ماضاحكين ، بالمناسبة أبوحسون، أكو واحد أسمه ثامر قلَّو، كتب عليك، وعلى عبد الخالق حسين، ووداد فاخر مقالة يتهمكم بيها بالطائفية الشيعية ، شنو رأيك ، ترى خوش حجي ها ؟
هذا هم ينراد أله مقالة بس كون غسل ولبس ها،أخيراً أخوتك بمدينة الصدر يتابعونك وعلي، ويتابعون أبداعاتك ، وكل أبداعات ولد الملحة ، ويدعون ألكم بالخير والتوفيق ، والسلام ).[/b][/size][/font]