المحرر موضوع: الأرهاب والسقوط الأخلاقي للمجتمعات العربية  (زيارة 643 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Al Berwary

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأرهاب والسقوط الأخلاقي للمجتمعات العربية
نافع البرواري
انّ الذي يتابع الأحداث في الدول العربية منذ هزيمة العرب (سنة 1967) مع اسرائيل والتي سُمّيت نكسة حزيران الى يومنا هذا سوف يتاكد انّ العرب فعلا انتكسوا ولازالوا منتكسين لا بل يزدادون انتكاسا . فمنذ تلك الحرب التي خاضوها مع اسرائيل دخل العرب في نفق مظلم ودوامة الأزمات وهزيمة تلو الهزيمة وتقوقعوا على انفسهم واصبحوا يعيشون في عالم الخيال والاساطير والارتداد الى الدين والتباكي على اطلال الحضارة العربية الغابرة مع بروز ظاهرة قديمة ومستجدّة وهي ظاهرة الأرهاب.
العرب أصبحوا يشكّون في كل شيء حتى بانفسهم فاخترعوا نظرية المُآمرة حيث يعتقدون انّ العالم كلّه عدوُّ لهم وعليهم محاربته بكل الطرق ، خلقوا لانفسهم وهُمْ في ذروة الهزيمة اعداء في مخيّلاتهم المريضة نتيجة صدمة الهزيمة وبدل النهوض والتغيير والتحرر والبحث عن السبب وجذوره للأستفادة من دروس الماضي ومعالجة الواقع ، بدل هذا اصبحوا يعيشون ويتخبطون في ازمة اخلاقية وازمة فكرية وازمة نفسية وازمة ثقافية ايدولوجية وازمة ديمقراطية وازمة رؤيوية وازمة تربويّة سياسية وازمة اقتصادية وازمة مالية وازمة تاريخية وازمة جغرافية وازمة هوية والاخطر من كل هذه الأزمات هي الأزمة الدينية (العقائدية) نتيجة كل الأزمات والأحباطات التي ذكرناها أدت بالمجتمعات العربية الى الأرتداد للدين كمتنفس و كمُنقذ لهم من جميع ازماتهم واحباطاتهم وامراضهم النفسية التي ذكرناها اعلاه فدخلوا في صراعات مذهبية وعقائدية وفقهية ، فتعددت المراجع وتشعبت المفاهيم الدينية والتفسيرية وزادت الفرق المذهبية وتفننوا شيوخ الدين في الفتاوي ووضعوا شرائع وقوانين مُمّلة ومستحيلة التطبيق حتى مسّت هذه الشرائع والفتاوي التفاصيل الدقيقة لحياة الأنسان العربي المسلم ليضيفوا هؤلاء الشيوخ احمالا ثقيلة الى الاحمال القديمة التي كان الأنسان العربي المسلم يأنُّ من ثقلها. فبدأ الأنسان العربي يترنح كالسكران من ثقل تلك الأحمال (الهموم والآزمات) واصبح يفقد السيطرة حتى من انسانيّته وبدا الكثيرون يتصرفون كمرضى عقليا بل اصبحوا وقود ومفخّخات قابلة للأتفجار في كل لحضة .
انّ ما نقوله ليس من محض الخيال بل الوقائع على الأرض تؤكّد وتشهد على ذلك منها :
انتشار ظاهرة العنف والأرهاب في معظم الدول العربية والأسلامية ، فبماذا يبرّرها المسلمون؟ وتصدير افكار الارهاب الى العالم والقيام بالعمليات الأرهابية التي اصبحت الشغل الشاغل في الوسائل الأعلامية في العالم أجمع فبماذا يغطّوها؟
 يقول احد المتخصّصين الألمان بشؤون الأرهاب الأسلامي (المسلمين يختلفون في كلّ شي ولكنهم يلتقون في الأيدلوجية الأسلامية ) ، والسؤال الأخطر الذي طرحناه مراة عديدة ولكن لم نحصل على الأجابة عليه ، ونريد أن نجدد طرحه هو "لماذا
هذا السكوت المطبق والمخيف وهو سكوت مُعظم الحكّام والمسؤولين ورجال الدين والمؤرخين العرب والمسلمين عمّا جرى خلال 1400سنة (ومنذ الغزوات العربية ) وما يجري حتى الآن من مجازر وتشريد وابادة معظم المسيحيين ابناء الأرض الأصلاء لهذا الشرق ؟
وها هو هذا السؤال الذي يطرحه غبطة المطران جورج صليبا ، مطران السريان الأرثودكس ، بطريقة أوضح عندما يقول وعلى منبر احدى القنوات الفضائية المسيحية :
لماذا(ايّها المسلمون) تقتلون المسيحيين المسالمين في الدول العربية والأسلامية؟
لماذا هذا السكوت المطبق من قبل الحكام ورجال الدين المسلمين لكل مايجري من الأرهاب ضدّ مسيحيي العراق ومصر وفي كل العالم الأسلامي؟
اليس من حقنا الحصول على الأجابة الواضحة بشكل فتوى دينية من هذه الدول تستنكر ما يجري بحق المسيحيين في اوطانهم وارضهم ومقدساتهم؟
اليس من حقنا أن نعرف مواقف الحكام العرب والمسلمين مما جرى ويجري من القتل والتشريد والتهجير القسري للمسيحيين دون محاسبة المجرمين الفعلة؟
اليس من حقنا في حالة عدم الأجابة على اسئلتنا أن نشك في وجود مخطط رهيب من قبل هذه الدول العربية والأسلامية لتفريغ هذه الدول من المسيحيين؟
اليس من حقنا أن نعرف ما هو الذنب الذي يقترفه المسيحيين ليحصدوا هذا الأرهاب والموت والخراب؟
اليس من حقنا أن نعرف مصيرنا ومصير مقدساتنا ؟
لماذا هذا النفاق في العالم العربي والأسلامي ، عندما يقولون للمسيحيين شيء ولكنهم في الواقع يفعلون عكس ما يقولونه؟
انهم يتّهمون العالم بالأزدواجية في تطبيق المعايير الأخلاقية بخصوص اسرائيل ولكنهم يفعلون ما هو افضع من الدولة الأسرائيلية المحتلة بما لايقاس عندما لايراعون حقوق مواطنيهم المسيحيين الأصلاء في ارضهم بينما هم أي (العرب )جاءوا محررين!!!!!!!!!!!!
ان من يقرأ دساتير الدول العربية سيقول ان المجتمعات العربية تعيش في المدن الفاظلة ولكن الواقع هو عكس ذلك تماما فهذه الدول لا تطبق دساتيرها ولا القوانين المشرّعة ولا تحترم ابسط حقوق الأنسان بل احيانا ياتي الأنسان في المرتبة الثانية او الثالثة بعد الحيوان .
التعامل السيء في وسائل الأعلام وانتشار افكار ارهابية وتراشق في الفتاوي التي تدعو الى الأرهاب والجهاد في سبيل الله وتحليل الحرام وتحريم الحلال والتلاعب بمشاعر الناس وشحن عقولهم بنيران الغضب والأنتقام ومسخ ومسح عقول الشباب بزرع الأفكار الجهنمية في عقولهم بينما شيوخ المسلمين المتنفذين هم في الحقيقة وعلى الغالب هم بوق السلاطين في الماضي والحاضر يتقاضون اجورهم من حكامهم ليزرعوا افيون الدين الأرهابي في عقول هؤلاء الضحايا من الشباب ،
لابل شعوب الدول العربية تساهم من خلال تقديس رجل الدين وتعبّد الحاكم ليصبح الحاكم في هذه الدول الها والأنسان البسيط عبدا مذلولا. لان التربية الدكتاتورية تبدا في هذه المجتمعات ابتداء من العائلة والمدرسة والجيش وصولا الى اعلى سلطة.
ان فقدان حضارة القيم الأخلاقية في المجتمعات العربية هي تحصيل حاصل لكل ما ذكرناه أعلاه من السقوط الأخلاقي في كافة مجالات الحياة فكيف يا ترى نستطيع أن نعيش في مجتمعات فيها الشر اصبح خيرا والخير شر والحلال حرام والحرام حلالا والأسود اصبح ابيض والأبيض اسود.
كيف كيف كيف ؟..لا أعرف فهل هناك من يعرف ؟
والى حين الأجابة على هذه الأسئلة  نودعكم بسلام.