المحرر موضوع: صباحٌ جميلٌ ولكن؟  (زيارة 618 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صباحٌ جميلٌ ولكن؟
« في: 14:29 01/04/2010 »
صباحٌ جميلٌ ولكن؟
                                                   رشيد كَرمـة
نهضوا مبكرين,على غير عادتهم("بشار" المهموم دائما بالحلة وشوارعها والزقاق الذي ترعرع فيه والثمانينات العجاف والحنين إلى أقرانه,وحسرة على خالهِ الشهيد "أنور*", "مشتاق" المثابر,والذكي والصارم في الإنضباط والإلتزام بالديمقراطية منهجاً وسلوكاً, مواليد السويد بداية التسعينات," رشا" الجميلة والشغوفة في اللمة العراقية,مواليد السويد النصف الثاني من التسعينات)وأنا مسترخٍ على الأريكةِ ماسكاً بجهاز التحكم من بعد لمشاهدة نشرة الأخبار الصباحية,توجه لي  "بشار" وإبتسامة عريضة غطت وجهه الجميل وقال معانقاً بعد أن أفلحت بالوقوف: كل عام وأنت بخير,وأردف :هل تشعربـ(الكُبرْ)؟ أجبته بالنفي. ما أن هممت بالجلوس إلى مكاني حتى جائني "مشتاق" وبلهجة عراقية صرفة طوقني بعضلاته التي يحرص على تنميتها قائلاً:إنشالله مية سنة.أما "رشا" فلقد إكتفت بتقبيلي قائلة باللغة السويدية:تهانينا.كنتُ أعلم أن التأريخ 31 آذار ,وهو عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ,وخيل لي أنهم يقدرون ويثمنون إعتزازي, لمسيرة هذا السفر الميمون الذي خاضه ويخوضه الشيوعيات والشيوعيون العراقيون,لذا ملأتني الغبطة والحبور,وقلت في سري جميلٌ أن تنشئ عائلة في المهجر,وتربطهم بحب الوطن من خلال(حزب عريق,كالحزب الشيوعي العراقي)وبادرت من توي معلقاً:هل تعلمون بأنني مثل هذا اليوم كنت وأصدقائي ممن إستشهدوا أو من بقى منهم على قيد الحياة نذهب الى مقبرة باب المعظم ونوقد شموعاً حمراء عند قبر الخالد( يوسف سلمان يوسف"فهد").إستداروا جميعا نحوي وقالوا ما يشبه الإتفاق: من هو يوسف؟ اليوم هو عيد ميلادك الستين بابا.ومضوا إلى غايتهم,بينما سمعت زوجتي "إنتصار" وهي تتهيأ لممارسة الرياضة تدمدم على آثار الملصقات التي بقيت على واجهة السيارة, ونتائج الإنتخابات, وكيف زورت, وكيف سرقت, وكيف أُضيفت لمن لا نريد.دون أن تهنئني على يوم ولادتي أو عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ,رغم أنها تبادلت التهاني مع الآخرين , كان فعلاً صباحاً جميلاً ولكن.........!
*  * * * * 
*  أنور حسين صادق السعدي ,أعدمته الدكتاتورية البعثية في إنتفاضة آذار                                               
**إستلمت رسالة هاتفية من (بشرى): خالو العزيز من كربلا أهديك أجمل الأماني بمناسبة عيد ميلادك الستين والذي يوافق عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي السادس والسبعين. سأبقى معك على طريق النضال, وأرجو إبلاغ التهاني لجميع الطيبين.

السويد    1 نيسان 2010    رشيد كَرمــــة