رَدٌ على جميل روفائيل ( أنا كلداني المذهب فقط ولست خائناً )
قبل أن أدخل في صُلب الموضوع أود أن يعلم القاريء الكريم ، بأن ليس هنالك بين السيد جميل روفائيل والشماس كوركيس مردو أي عِداء شخصي أو أي لقاءٍ أسفر عن خلق حزازة أو ضغينة ، إضافةً الى ذلك أننا كلانا من قرية تللسقف ، وإن الإختلاف الوحيد بيننا هو الرؤية وقراءة التاريخ والإقرار بالواقع الموضوعي ، وكما يُقال لا يجب أن يُفسد الإختلاف في الرأي للود قضيَّة ، وكعادتِه وفي كُلِّ كتاباتِه ، يَدَّعي اعتماد الصراحة والوضوح ولا بأس في ذلك فاللفظتان < الصراحة والوضوح > مُحَبَّبتان إذا شابهما الصُدق .
عزيزي جميل ، لقد نشأتَ منذ نعومة أظفارك ( اممياً ) لا تعترف بأي دين أو قومية وإذا استطعتَ أن توهم مُعظم الناس بعكس ذلك ، فإن البعض ومنهم أنا نعرف مسارك الفكري ، وعندما ضُيِّق الخناق على حاملي الفكر الماركسي من قبل حاملي الفكر البعثي الشوفيني ، استطعتَ التلَوُّنَ بلونهم وجاريتهم وعلى الأكثر ( ليس عن قناعة بل عن مصلحة ) ، وهذا كُلُّه لا يعنيني بشيء على الإطلاق ، وإنما هنالك أمران : الأول الذي يُحيُّرني هو انقلابك على قوميتِك الكلدانية التي كنتَ تؤمِن بها في السبعينات من القرن العشرين بدليل ما أورَدته في كُرّاسك المُعَنوَن < أضواء على قرار مَنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية > وانجرارك المُخزي الآن الى تسمية غريبة كانت السبب في كُل النكبات والأهوال التي عصفت بمنتحليها والتي طالت تأثيراتُها العدد الكبير من إخوانهم أبناء شعبنا الكلداني دون سببٍ أو ذَنْبٍ ، ولم تكتفِ بالتنكُّر لقوميتك الكلدانية الأصيلة فقط ، بل شَهرتَ سيف التجَنّي عليها وسعيتَ بكل ما اوتيتَ من القوّة لتنزعَ عنها صفتَها القومية ووسمَها بالمذهب وبصلفٍ خالي من وخز الضمير وتأنيبِه . ألستَ القائل في كُراسكَ ( أما الآثوريون ، فيما إذا كانوا بقايا الدولة الآشورية أو الآرامية مسألة غير مُستقرة ، مُضيفاً بأن التاريخ لم يُغطِّ الأحقاب التاريخية تغطية كُلية ودقيقة ، ولهذا فالعملية يتخللُها الكثير من الحدس والتخمين ) ، فهل لديك توضيح لِما دعاكَ الى تغيير موقفِك من أقوالك هذه وحدا بكَ الى التحامل المُريب على القومية الكلدانية وبهذا الشكل العِدائي الصارخ ؟ هل القومية سلعة معروضة للبيع والشراء يجري عليها قانون العَرض والطلب ؟
أما الامر الثاني والذي يُسعدُني ويؤلمني معاً ، فالذي يُسعدني هو عودتك للإعتراف بايمانك المسيحي الراسخ وانتمائك الى المذهب الكاثوليكي وبهذا تكون صادقاً ، أما قولك الى المذهب الكاثوليكي الكلداني ، فيُزيل الصدقَ من كلامك ، باقترافك جُرم الطعن المُبطن بالقومية الكلدانية ونَسبِها الى المذهب ، وبالتالي تكون خادعاً لذاتك في الدين والمذهب والقومية !
إنَّ تماديكَ المُستمِر في ترديدِكَ المُتعَمِّد بأن الكلدانية مذهب كنسي ، ألآ تخشى أن يُنظرَ إليكَ بالسذاجة وعدم القدرة على التمييز بين القومية والمذهب ؟ وأنت بالذات ألا ترى في ذلك انجرافاً منك وراء الأقلام الرخيصة والركيكة معاً لأشباه الكُتّاب من مُنتحلي التسمية الآثورية الاسطورة الويكرامية ، والتي حُوِّرت في العقود المُتأخرة الى الآشورية لتتطابقَ مع تسمية الآشوريين القدماء الذين طالهم الفناء ؟ وإذا كُنتَ تُنكِر أو تنفي كُلَّ ذلك وتتشبَّث بكون ما تَدَّعيه هو ذاتي محض ، هل بوسعِكَ ان تُجيبني على هذه الأسئلة البسيطة : لكل مذهب قانون ايمان ! ما هو قانون ايمان المذهب الكلداني ؟ مَن الذي صاغَه ؟ متى صيغَ وفي أي مكان ؟ وهل يعترف الفاتيكان بشعبٍ يعتنق مذهبين ؟ أعتقد ان الإجابة إن لم تكُن مُستحيلة عليك ! ستكون بالتأكيد عسيرة ، إذاً أليس من اللائق بل من الواجب عليك عدم تكرار هذا الإدِّعاء الفارغ !
لا شَكَّ أنكَ قد قرأت الكتاب المُقدس حتى إن لم يكن من باب الايمان فيكون من باب الفضول والإطلاع ، وبالتأكيد هي قراءة سطحية وآنية تقتضيها الحاجة لغرض المُحاججة . إن نشرَ تعاليم انجيل المسيح الرب له المجد وفحوى رسائل رُسُله ، هي المُهمَّة الاولى للذين كَرَّسوا حياتَهم لخدمة الرب وكنيسته ، ولكن كما يقول الأب بشار متي وردة في رسالة مُوجَّهة إليَّ بالذات رداً على سؤالي ( للكنيسة تعاليم ومواقف صريحة وواضحة في شؤون السياسة والإقتصاد وحقوق الانسان ، وهي لا تتدَخَّل لكنَّها تُشرف وتنتقد السياسة والاقتصاد ، وهي مؤَهلة لذلك لكونها مُستقلة عن كليهما ) ثُمَّ إن الظروف الزمنية والمكانية تُجبِرُ أحياناً كثيرة الرئاسة الكنسية ورُعاة الكنيسة للتدخُّل في الشؤون السياسية ولا سيما في بلاد الشرق ، فالكلدان منذ سقوط دولتهم البابلية التي مَثَّلت آخر حُكم وطني أصيل لبلاد ما بين النهرين وخضعوا لحُكم الأقوام الغرباء الذين تعاقبوا على حُكم البلاد ، لم يَقُم لهم كيان سياسي بعد ذلك رغم محاولاتهم العديدة لإستعادته والتي لم تنجح . وعند بزوغ فجر المسيحية وقيام رُسُل الرب له المجد بنشر بُشرى الخلاص الانجيلية ، كان الشعب الكلداني الخاضع لحُكم الفرس الفرثيين المستولين على بلاده ( بلاد ما بين النهرين ) السبّاق في اعتناق المسيحية بشارة الخلاص الإلهية ، وسُرعان ما اسَّس أبناؤه كنيستهم وطلبوا من مُبشِّريهم أن يُسمَّوها ( كنيسة المشرق ) لوقوعها في الشرق أولاً ، ولكي لا تُسمَّى باسمهم القومي الكلداني علانيةً باديء الامر لاعتقادِهم بأنه يرمز الى الوثنية ثانياً . ومنذ ذلك الوقت أصبح ولاؤهم للكنيسة كمُمثِّلةٍ لهم دينياً وقومياً ، وكانت تُدافع عن حقوقهم الدينية والسياسية والاجتماعية على مَرِّ العصور وحتى يومنا هذا بسبب افتقارهم الى كيان سياسي قائم بذاتِه ، فهل يجوز للسيد جميل روفائيل والسائرين على منواله انتقاد رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ورُعاتها واتهامهم باستغلال مكانتهم في القضايا الدنيوية ، أليست هذه القضايا تَهُمُّ أبناء شعبهم ؟ وهل تَغيَّرَ وضع أبناء شعبهم وأصبح لهم كيان سياسي يأخذ على عاتقه الدفاع عن قوميتهم وحقوقهم وتجاهلَه رئيس الكنيسة وأخذ دورَه ؟ أليس العراقيون غير المسيحيين وبالرغم من كثرة ممثّليهم السياسيين يأتمرون بأوامر مرجعياتهم الدينية ؟ أليس العراق مُرَكَّباً على هذا الأساس ؟ فلماذا تبخلون على رئاسة الكنيسة الكلدانية بإشرافها على شؤون أبنائها وتستكثرون عليها إرشاداتها وانتقاداتها ؟ ولماذا تستهدفون الرئاسة الكنيسة الكلدانية بالذات دون رؤساء كنائس الطوائف الاخرى ، النسطورية بشقّيها والاورثوذكسية الذين يتدخلون بالسياسة فعلياً وليس إرشاداً ؟ ألم يكُن البطريرك النسطوري في قوجانس بمنطقة هيكاري الرئيس الديني والدُنيوي للجماعة الكلدانية النسطورية المنشقة عن الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ؟ ألم يكن هو الذي يتفاوض مع الروس والانكليز وله القرار الأول والأخير ؟
ومن هذا المنطلق فللرئاسة الكنسية حقَّ إرشادنا وانتقادنا وحتى توبيخنا إذا رأت فينا اعوجاجاً دينياً كان أو قومياً ، لأن كُلَّ ما تفعله هو لخيرنا وصالحنا لكونها أدرى به مِنا ، وإذا قال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي ، بأن الكلداني الذي يتنكَّر لقوميته الكلدانية هو خائن ، وأن الآثوري الذي يتنَكَّر لآثوريته فهو خائن (ما دام قد اعتبرها قومية له) ، إنّه قول حكيم وكان يجب أن يُقال منذ زَمن بعيد لكي يعرف الجميع حدودهم ويتوقَّفوا عن المهاترات التي لا طائل من ورائها ، وإذا كنت تقرأ كتابات العديد من الكلدان أبناء الكنيسة الكلدانية ( وليس أتباع ) التي يتطرَّق كُتّابُها الى تنوير الأذهان التي خَيَّمَ عليها ظلام الأوهام وراحت تؤمن بوجود ما قد انتفى من الوجود وأعني بها الآشورية ، تلك هي الحقيقة التي لا يرقى إليها شك ، وأنت بالذات متيقِّن منها ولا تُريد الإقرار بها لغرضٍ خفي وكما يُقال ( لغاية في نفس يعقوب ). قال البطريرك كلمته الفصل ، لأنه لا فائدة من متنَكَِري قوميتهم وانتحالهم بدلها تسمية موطنية لدولة غابرة لا تربطهم بها أية رابطة بعيدة أو قريبة ، وقد أصرّوا على تبنّيها كقومية . وماذا عن تّحدّيكَ الشخصي واستهزائك بمشاعر أكثر من مليون كلداني عندما تُنكر على الكلدان ( امتهم وقوميتهم ووجودهم ) هل نسيتَ ذلك ؟ إنه محفوظ لدى الكلدان الذين لن ينسوا المتجَنّين عليهم زوراً وظُلماً .
إن حديث غبطة البطريرك خَصَّ به الكلدان والاثوريين دُعاة الآشورية ، ولم يتطرق الى غيرهما ، فلماذا تُدخل موضوع السريان الأرثوذكس بإشارتك الى بطريركهم زكا عيواص ، وهل أنت على عِلم بأن البطريرك عيواص وأتباع كنيسته قد استبدلوا طقسهم الكنسي من اللغة السريانية الى العربية ؟ إن تصريحه لم يكن إلا مناورة سياسية فرضتها الأوضاع الراهنة . لقد كان لدينا بطاركة عظام من مدينة الموصل وأخص بالذكر منهم مار ايليا عبو اليونان ومار يوسف غنيمة ، كانا يُتقنا اللغة الكلدانية الفصحى ويعتزان بقوميتهما الكلدانية أكثر من أي كلداني آخر ، فهل يعني عدم تكلمهما لغة السورث ينفي عنهما القومية الكلدانية ؟ 99% من الكلدان لا يعرفون لغتهم الكلدانية الفصحى ويتكلمون اللغة السوادية الدارجة السورث ، فهل انهم ليسوا كلداناً لأنهم لا يعرفون اللغة الكلدانية الفصحى ؟ القومية هي شعور وانتماء .
قناة عشتار مؤسسة سياسية تُجاري رغبات مؤسسيها ولا تستطيع تجاوز الأهداف المرسومة لها لتُنادي بالحقيقة التي يؤَكِّدُها الواقع ، بأن نسبة الكلدان من الشعب الذي تدعوه < الشعب الكلداني الآشوري السريانني > هي 80% ونسبة مُدَّعي الآشورية 8% ونسبة السريان 12% فإذا كانت هذه النسب العددية التي يتكَوَّن منها هذا الشعب الواحد ، تُرى من يكون الأصل بين هذه الأعداد الثلاثة ؟ ألا يقول المنطق الواقعي بأن صاحب النسبة الكبيرة هو الأصل وصاحبَي النسبتين القليلتين جداً هما الفرعان المُنسلخان عن الأصل ! فأين عنصر الربط بين حديث غبطة البطريرك ونهج قناة عشتار ، وأي اسم من الأسماء الثلاثة أنكرت ، ليُتَّهم نهجُها بالخيانة ؟
إن أسئلتك غير مشروعة وهي أسئلة تراوغية وتحرُّشية ، وقطعاً لم يُشارككم بها أحد مِمَّن تدعي ، اللهُمَّ إلا الذين يحملون نفس أفكارك العدائية ضدَّ الامة الكلدانية ، وكُنتَ وهم تتحيَّنون أي فُرصة لتُعاودوا نَهجكم التآمري المكشوف ، إن كلامَ غبطة البطريرك واضح لا لبس فيه ، وأبناء الكنيسة الكلدانية مُدركون لصوابه ، أما المُشكِّكون والغارقون في بحر الأوهام ، فلديهم مُشكلتُهم وهم عنها مسؤولون .
إن المرحومين : عمك القس كوركيس وشقيقاه الشماسان يونان وروفائيل ووالدهم الشماس جبو وشقيقه القس ايليا ، وكذلك القس بولص والقس حنا ، كانوا أبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وليس أتباعَها ، وهي الوريثة الشرعية لكنيسة المشرق الكلدانية النسطورية التي كان من جملة أبنائها آباء وأجداد الذين أشرنا إليهم ، وكذلك هو الأمر بالنسبة لجميع أبناء القرى الكلدانية في السهل والجبل ، لم يكن في تلك الأزمان اهتمام بالانتماء القومي إذ كان جُلّ اهمامهم مُنصبّاً على دينهم ، فما هذا التسفيه في الكلام ، لأنه لا يتّفق وحاضرنا الحالي .
صحيح أنك من قرية تللسقف كما إنني منها ، وجميع سكّانها هم ابناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة ، تماماً كما هم كافة سُكّان القرى الكلدانية الاخرى ، و 97% منهم يعتزون بقوميتهم الكلدانية أما 3% (وهيّ نسبة مبالغ فيها) فقد تَمَّ اصطيادُهم من قبل دُعاة الآشورية بأساليب مُلتوية كالنفاق والإغراء وشراء الذِمم ففقدوا الطريق القويم ، الذين يتباهى جميل روفائيل بعددهم الذي أوصَله الى مئات الآلاف وهم لايتجاوزون بضعة مئات ، ولايكتفي بذلك بل يفتري على رجال الدين الكلدان ممن يخدمون في أبرشيات ثلاث حسب إدِّعائه ، بأنهم يميلون الى التسمية الآشورية وليس هذا فقط بل يفتخرون بها دون أن يشير إليهم أو يُسمّي بعضاً من أسمائهم ، وهذا دليل على كونه افتراءً زائفاً لا صحة له إطلاقاً .
إن الذين استقبلوا غبطة البطريرك في عنكاوا وشقلاوا كان غالبيتُهم كلداناً أقحاحاً وانضم إليهم الأكراد وبعض دُعاة الآشورية البسطاء الذين يعلمون بالفطرة أنهم أحفاد وأبناء الكلدان النساطرة وليسوا غرباء ، فكان الاستقبال برئيس كنيستهم وقوميتهم الكلدانيتين مهيباً ففرحوا بقدوم زعيم امتهم الكلدانية وهلَّلوا احتفاءً به ، منادين بأنهم كلدان اصلاء وسيبقون كلداناً مدى الدهر ، وكان المتأشورون وأسيادُهم يغلون بنار الحقد .
تقول لا أريد المُزايدة مع أحد بينما تُزايد مع كُل أحد ! وإني لفي عَجَبٍ كيف أن زميلي في السيمنير وصديقي المُمَيَز المرحوم الأب يوسف حبي ، قد جعل منكَ صديقاً له ، حتماً أخفيتَ عنه ما تَكُنُّه من الحقد على الامة الكلدانية ، وإلا لكان قد شعر بالندم على صداقته تلك ، لشدة ما كان يعتز بقوميته الكلدانية منذ كُنا تلاميذاً في معهد شمعون الصفا الكهنوتي ، واسمح لي يا جميل إذا قُلت بأنني أشك بأنك مُلتزم دينياً !
إذا كان البطريرك قد كتب في الإحصاءات السكانية العراقية في حقل القومية بأن قوميتَه ( عربية ) بحسب معلوماتك الموثوقة كما تدَّعي ، فماذا سجَّلتَ ذاتك يا سيد جميل ؟ هل سجَّلتَ ( آشورية ) أم ( كلدو آشورية ) ؟ أم ربما عن طريق الخطأ ( كلدانية ) ؟ أنا شخصياً سَجَّلتُ في كُلِّ مرة ( كلدانية ) وفي إحدى المرات قال الموظف ليس هنالك إلاّ حقلان لقوميتين العربية والكُردية ، فاختر إحداهما ، فقُلتُ للأسف أنا لستُ لا عربياً ولا كُردياُ لأنى كلداني ولذلك سَجَّلتُ ( كلدانية ) قال طيِّب ولكننا سنشطبها ونكتب ( عربية ) لأنك تعيش في بغداد . ما رأيُكَ يا أخ جميل ؟ . أيَّدَ غبطة البطريرك التسمية المُرقعة ( كلدوأشور ) بنيّةٍ صافية ووثوقاً بكلام سكرتير زوعا الذي كان قد قُبِل عضواً في مجلس الحُكم الانتقالي بطريقةٍ أو باخرى ، كتسمية موقتة لتدخل في استمارة الاحصاء ، وعندما أعلنت أسماء القوميات ظهر فيها اسم ( آشور ) منفرداً بدلاً عن اسم ( كلدوأشور ) فانكشف خداع سكرتير زوعا للبطريرك ، وعندذاك إتصل غبطتُه بالمراجع المُختصة وادخل الاسم الكلداني في الاستمارة المُعدَّلة ، فكيف تُريد أن لا يستهزيء البطريرك بالاسم النكرة المشَوَّه الذي تنَكَّر له مُقترحُه ونكث بوعده وخان أمانته ! .
أكتفي بهذا ، لأن المهازل والخيانات التي اكتشفت من قبل الكلدان والمُدَبَّرة ضِدَّهم ، والمحاولات الفاشلة لتغييب اسمهم كثيرة جداً ، سأفرد باباً لها في كتابي الذي بدأت بكتابته قبل سنتين وسيحتوي على مقارنة حقيقية بين الكلدان والآشوريين عبر التاريخ .
الشماس كوركيس مردو
في 17 / 5 / 2006
ملاحظة أخيرة : حول إدعائك وادعاء بعض من لهم الصفة الأكاديمية أمثال الدكتور دوني جورج ، بأن الآشورية هيّ صفة قومية وأن الكلدانية ليست كذلك ، وحيث أن وقتي لا يُسعفني بالرد على كُل من هَبَّ ودب ، أحيلك إلى تصويبات المؤرخ الكلداني ومدير مشروع (متحف بابل) في الولايات المتحدة ألباحث الأكاديمي عامر حنا فتوحي لمُغالطات زميل أكاديمي مثله هو الدكتور دوني جورج والمنشورة في باب المنبر الحر - في الموضوع الموسوم (الآشورية كصفة قومية .. وحَدِّث العاقل بما يُعقل ؟!!) ، وهنا يهمني أن أؤكد لك ولغيرك بأن الدكتور دوني جورج سيتهرب عن الإجابة ، لأنه يستطيع أن يضحك على البعض بعضَ الوقت ، لكنه لن يستطيع مثلك أن يضحك على الكلدان كل الوقت .