المحرر موضوع: المسيحيون .. عراقيون معتزون بهويتهم  (زيارة 837 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ameal Habash

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 140
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المسيحيون .. عراقيون معتزون بهويتهم

مرة أخرى تخرج يد الإرهاب والدمار من جحورها وأوكارها لتضرب أبناء العراق من المسيحيين  لتعود الى مخابئها وترقب ردود الأفعال المستنكرة والمدينة لهذه الجرائم الجبانة التي يندى لها جبين الإنسانية , فبعد عشرة أيام من جريمة استهداف المصلين الشيعة في الحسينيات ها هي اليد الآثمة تمتد نحو أزهارا يانعة من الطلبة المسيحيين المتوجهين الى مناهل العلم في كلياتهم بالموصل لتقتل وتدمر بناة المستقبل كانها تريد بالعراق ان ينجرف معها في فكرها الجاهل المقيت وفات هؤلاء ان المسيحيين لم يخضعوا للجهل مطلقا على طول حياتهم وحياة اجدادهم , فلقد تشرف المسيحيون في العراق على مدى العصور بحبهم للعلم والحرص على اكتسابه وتوريثه لاجيالهم فلم يكلوا جهدا او يتعبوا من حمل نير العلم الى العالم منذ ايام اجدادهم الاشوريين والكلدانيين ومرورا برهبان الكهوف والأديرة والكهنة الذين مزجوا الدين والصلاة بالعلم والبحث والتطوير وعرفوا في حينه باهليتهم وتفوقهم في شتى مجالات العلوم الطبية والعلمية والإنسانية وهذا ما جعلهم ملاذا للمحتاجين اليهم كما اثرى كثير من العلماء المسيحيين دواوين الخلفاء والمكتبات العربية بعلمهم ومؤلفاتهم فمن لم يسمع بحنين ابن إسحاق او ابن العبري او ياقوت الحموي وغيرهم وها هو التاريخ يذكر للمسيحيين جلبهم لأول مطبعة عربية في دير بلبنان كما كان هو الحال لاول مطبعة في العراق والتي استخدمت لطبع مختلف الكتب بما فيها الكتب المنهجية للدراسات الاولية . ان أعلام المسيحيين بارزون في تاريخ العراق الحديث كما كان اجدادهم قديما فمن لا يتذكر الأب انستاس ماري الكرملي او كوركيس عواد او منير بشير او عمو بابا وغيرهم الكثير ممن شاركوا بوضع لبنات البناء في عراقنا الحديث وساهموا مساهمة فعالة في علو شانه جنبا الى جنب مع إخوانهم الاعلام من الشيعة والسنة والأكراد والصابئة والشبك وغيرهم من أطياف عراقنا الحبيب. ها هم ابناء المسيحيين يسقطون اليوم في الموصل كما سقطوا امس ولا ناقة لهم او جمل في سير العملية السياسية او في التأثير بلعبة الكراسي فلماذا هذا الاستهداف لهم ؟ ام ترى هذا جزاء قوة انتماءهم للأرض والوطن, فبرغم كل الضربات الموجعة التي تلقوها والتي فرقت شملهم وجعلتهم ينزحون الى أماكن أخرى  داخل العراق وفي دول الجوار ورغم كل الإغراءات المفتوحة أمامهم للهجرة الى الخارج الا ان غالبيتهم أبوا ان يتركوا ارض اجدادهم وتشبثوا بها وغرسوا جذورهم عميقا فيها فلا يستطيع نصل أي فاس ان يطالها وما احلى الموت في احضانها وبين ذرات ترابها الذي ارتوى من دماء شهداءنا , نعم هذا رد المسيحيين فمصيرهم من مصير كل العراقيين الذين ضحوا ومازالوا يغسلون بدمائهم كل يوم شوارع وساحات مدن العراق وما من سبب سوى كونهم عراقيون يريدون العيش معتزين بهويتهم.                                                                                                                                                                                           اميل حبش