المحرر موضوع: دهوك الحلم .. كيلانيات  (زيارة 857 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdelkareem Kilany

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 17
    • مشاهدة الملف الشخصي
دهوك الحلم .. كيلانيات
« في: 13:11 15/05/2010 »
دهوك الحلم .. كيلانيات

عبدالكريم الكيلاني
Alhakeekah2@yahoo.com


إخلَعي سَجْفَ وجْهِك وعانقي وجْهيَ الملوّثِ بالسنينْ، فالدبابيرُ تخْلع رُقاقِة قلبي الموجوعِ يا دهوكْ، رتّقي بأناملكِ أوشِحَة لَحَظاتي المتهرّئةِ منذُ آلاف الكلماتْ، الفراشاتُ لمْ تَعُدْ تمارس طقسَ الهمْسِ في أذني، وجِبالَك القصيّة أدارت مثاباتها عن لهفتي وحنيني، ربما تتذكّرين،  كيف اختلطتْ دموعي بشوارعك النديّة ليالي الشتاءْ، حين كنا أنا وأنت، عاشقانِ حدّ الوَجَع، نروّض أحزاننا بِصَخب السّكون، جَدوَلكِ الوحيد أصابَه الوهْن، وانزوى تحت عباءة السنين، كفَرَسٍ أنهَكَته الغزواتْ، حوافر الوقتْ رسَمَتْ وجهَها على راحتيك، والبِطْنَة أصابتك بالوَرَم، فما عُدْتِ تلقينَ لي بالاً، ولا ترتدينَ ثيابكِ الساحرة حين أجيء إليك محمّلا بالشوق والحنين، حتى صَباياك ما عُدْنَ يرتَدنَ عالمي الحزينْ، وجوه مشذّبة برائحة التحضّر تمرق فوق أرصفة ذاكرتي كل حين، وجوه غريبة لمْ أألفها من قبل، عمارات شاهقة تسدّ عليّ منافذ النسيم، فهلّا تمنحينني فُسحةً من الزمنْ، لألملم شتاتي وأطرق باب صحْوَتِك!!.
رقّاص عمري يَعِدُني بخلود في ثناياك الحبلى بالصباحات العالية علوّ الجبال، بشقاوة الحروف بين صفحات الأحياء العائمة فوق جنح الغيم، أو تذكرين يا دهوك، كم سهرنا سويا، نداعب خصلات القمر، ونشكو للّيل، غياب الربيع عن قلبينا الكَسيرَين؟، تنظرين ألي بعيون الغيرة حين كنا نسير أنا وحبيبتي في ( كري باصي )، هائِمَين في لجّة الحب، أصابعنا المتشابكة ترتعش بشغفْ ، تَعرق، تُقبّل بعضها كعاشقين، نمشي ونمشي، كأن الساعة غادرت لحظتنا، كأن العيون كلّها ترقب مشيتنا، تغار من لهفتنا، تحسد رعشتنا، لم نخش لحظتئذٍ من جنون السنين، لكنَ الخطى بلعت حبيبتي في أعماقها، وبقيت أمشي وحدي وحزني لا يزال يخيّم قرب قلبي.
كل مساء وحين يقترب الضوء من عتمة المكان، أمسّد شعرك الطويل بعيوني الحزينة، أطوّقك بذراعيّ الشائخين، أوشمُ خدّك بقبلة حب، أتنفسك، أشهق عتمتك، أزفر ضياءك، أتنهّد ما مر علينا من صروفٍ وذنوب، أبحث عن وريقاتٍ كنت قد وضعتها فوق رفوف القلب، كتبنا فيها شقاوتنا، أحزاننا، أفراحنا، كيف لا تعرفينني أيتها الساكنة في أحشاء كلماتي؟! ألم نكن نستريح سويا من هفواتنا تحت ظلال الكلام؟، اسألي مقاهيك المدهونة برائحة يقيني، اسألي شوارعك العتيقة عن صدى خطواتي، تعرفين من أكون .