الشارع العراقي بدأ يخرج عن صمته..غضب عارم في البصرة من سوء الخدمات وسط تواصل الجمود السياسي

[samir latif kallow]

الحزب الشيوعي العراقي
مركز الاتصالات الإعلامية ( ماتع )

:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشارع العراقي  بدأ يخرج عن صمته..
غضب عارم في البصرة من سوء الخدمات وسط تواصل الجمود السياسي











يقول ناشطون في منظمات المجتمع المدني إن الأوضاع المعيشية المتردية تدفع الشارع العراقي إلى الخروج عن صمته "بشكل تدريجي"، مرجحين أن يكون للمواطنين دور كبير في التأثير على القرار السياسي في المستقبل القريب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنحسر فيه بوادر حلحلة أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، وتصاعد الغضب الشعبي من تردي الأوضاع في عموم محافظات البلاد. وكشفت جولة جديدة لـ"طريق الشعب" في مدينة البصرة عن تصاعد حدة التذمر في الأوساط الشعبية بسبب الأوضاع السيئة التي تمر المدينة بها على أكثر من صعيد.
وعبر مواطنون بصريون عن غضبهم من سوء أحوالهم في ظل أجواء سياسية جامدة. وبرزت خلال الفترة الماضية حركة مطلبية شعبية تحتج على سوء الأداء الحكومي وتنتقد جمود الحراك السياسي وتضاؤل امكانات تشكيل الحكومة الجديدة وإنهاء حالة الفوضى والفراغ الدستوري. الجولة التي قامت بها "طريق الشعب في البصرة" هذه المرة استهدفت عينات مختلفة من المجتمع البصري شددوا، جميعا، على إن استمرار الأوضاع المزرية سيؤدي إلى فقدان الثقة بالنخب السياسية الحاكمة نهائيا.
وكما هو حال بقية المحافظات تأتي أزمة التيار الكهربائي والبطالة والنقص الفادح في الخدمات وارتفاع الأسعار في صدارة هموم ومشاكل البصريين. الجولة البصرية سجلت عددا من الظواهر التي تؤرق السكان، حيث تنتشر أكوام النفايات في الأزقة والأحياء والروائح الكريهة التي تفوح منها، بينما تحتاج أغلب الشوارع الرئيسية والفرعية إلى مشاريع الاكساء وإنشاء شبكات لمياه الصرف الصحي.
كذلك يشكو البصريون من تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي، وقال مواطنون لمراسل "طريق الشعب" إن الفساد أجهض عددا كبيرا من مشاريع التنمية في المحافظة، دون إن تتخذ إجراءات حقيقية لمواجهته وردعه". وكان العشرات من منتسبي الموانئ اعتصموا في وقت سابق، مطالبين بالكشف عن "المفسدين والسراق" وإقالة مدير الموانئ.
وقال مراسل طريق الشعب في المدينة إن الفترة الماضية شهدت حراكا نقابيا لافتا استهدف المطالبة بتحسين ظروف العمل ورفع المستوى المعيشي للعاملين. وقال ان وفودا نقابية مختلفة عقدت لقاءات موسعة مع مسؤولين في دوائر الكهرباء والنقل والصحة وغيرها.
وامتدت جولة "طريق الشعب" لتلقي الضوء على حال المعامل في المحافظة، وتبين إن اغلبها متوقف عن العمل، في وقت يتواصل تدني الإنتاج في معامل القطاع الخاص والورش الصناعية الصغيرة، ولاحظ مراسلنا إن المدينة الصناعية في المحافظة باتت شبه مهجورة.
من جانب أخر، أكد مزارعون تحدثوا له عزوفهم عن الزراعة، ما أدى، بحسب العديد منهم، إلى انحسار رقعة الأرض المزروعة في المحافظة. وقال مزارعون في منطقة القرنة أنهم يعانون مما أسموه "تحايل" سايلو البصرة في شراء محصول الحنطة منهم، الأمر الذي خلف خسارات كبيرة لهم. بيد إن هؤلاء المزارعين يؤكدون إن تجارا يشترون المحصول منهم بنصف قيمته ويعيدوه إلى السايلو مقابل عمولات معنية.
وفي شان أخر، اشتكى عدد من صيادي الأسماك في المحافظة من غلاء أسعار الوقود الأمر الذي يزيد من مصاعب مهنتهم، مطالبين الجهات المعنية بدعمهم عبر تخفيض أسعار المحروقات وتنظيم حركة الصيادين في شط العرب أو في المياه الإقليمية. من جانب آخر، يلاحظ مراقبون سياسيون تحولا نسبيا في الحراك الشعبي في مواجهة حالة الجمود السياسي، إذ بدأت قطاعات متزايدة ترفع صوتها وتقوم بحركات احتجاج على سوء الأحوال.
وتأتي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها سكان البصرة في وقت يفتقد فيه الفرقاء السياسيون في المدينة روح الجماعة في العمل اليومي بحسب مراقبين ومتابعين. وتحدث ناشطون سياسيون في المدينة عن غياب اللقاءات الثنائية بين القوى والأحزاب البصرية، وانعدام مشاركة مجلس المحافظة والمحافظ على صعيد العلاقات مع القوى السياسية.