المحرر موضوع: مشاكسة رئيــــــس مــــدى الحيــــــاة  (زيارة 635 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مشاكسة
رئيــــــس
مــــدى الحيــــــاة
مال اللــــــه فــــــرج
malalah_faraj@yahoo.com

ساعترف اليوم حاسدا وحاقدا  بكل شجاعة وفروسية ,على الرغم من انني لست فارسا و لا اجيد امتطاء الخيل لاكون فارساً تقليدياً حقيقياً , فقد فعلتها مرة وكنت طفلا وسقطت عن صهوة ذلك الحصان المشاكس الذي لم ادرك لحد الان هل كان جواداً عربياً اصيلاً كجواد عنترة بن شداد, ام كان ((بغـــلاً)) امبريالياً عدوانياً, اذ رماني بكل خفة ورشاقة وروح رياضية عن ظهره واقنعني من يومها بأن (( فروســية القلـــم ))ربما افضل واجدى لامثالي من فروسية الخيل على الرغم من ان اخطارها الجديه بالاخص في بعض الدول النائمه والغائمه والغافيه واللاهيه والمتسوله والمتوسله اشد وامر واقسى ربما بالاف المرات من اخطار فروسية الخيل , فسقطة الجواد قد تكسر يدك او ساقك وقد توصلك الى المستشفى اما سقطة القلم واللسان فقد تذهب بك الى وراء القضبان او وراء الشمس ويكفي ان نشير هنا الى ان احدى التجارب (( الديمقراطيـــــــه )) ابتلعت بحدود ثلاثمائة صحفيا وصحفيه .
     
اعود ثانية لاعترف  بانني كنت حاقداً ولئيماً   .. عندما حسدت الرئيس الامريكي باراك اوباما على راتبه الشهري الذي اعتبرته في حينها خياليا وفضائيا وغير واقعي ولا يتناسب مع دخول بعض خريجي الجامعات الذين يعملون كباعة متجولين في بورصة (( الشـــــورجه )) العالميه وانا اقرأ باحدى المواقع الالكترونية بان هذا الرئيس الذي يمسك بمفاتيح العلاقات الدولية يتقاضى  راتبا شهريا قدره ((  45 )) الف دولار امريكي.

يومها ذهلت واندهشت واصبت بالصدمه , واسرعت الى حاسبتي المتواضعه  لاعرف كم يبلغ راتب الرئيس اوباما بالدينار العراقي الذي يمثل مركز الثقل في الاقتصاد العالمي وفي التعاملات النقدية الدوليه حيث لم تهز موقعه انهيارات ((اليورو)) العاصفة, وحيث ان سعر صرف الدولار الامريكي كان وما يزال  ((1118)) دولارا مقابل الدينار العراقي , عفوا اقصد (( 1118 )) دينارا لكل دولار, فقد ذهلت من الرقم الخيالي الذي ظهر على شاشة الحاسبه و  الذي كان (( 50,310,000 )) خمسون مليوناً و (( 310 )) الاف دينار اي ان راتب اوباما السنوي يساوي (( 000 ,  270 , 603 )) ستمائه وثلاثة ملايين وسبعمائه وعشرون الف دينار  وكم تمنيت مع نفسي لحظتها  ان اكون رئيساً بدل اوباما ولو لثلاثة اشهر فقط دون صلاحيات ودون مسؤوليات وحتى دون مخصصات ودون ايفادات  ودون سيارات او طائرات رئاسيه ودون اية امتيازات ودون حتى وجبات طعام ((رئاسية)) وانا على استعداد لتناول شوربة عدس البطاقه التموينيه بثلاث وجبات يوميه طيلة ممارستي لمهامي الرئاسيه ولأدخر تلك الرواتب الخياليه لشراء دار متواضعة جديدة بعد ان خذلتني سنوات خدمتي العتيده في تحقيق تلك الامنية السعيدة البعيده.

لكنني دهشت اكثر بل وتفاجأت وانا اقرأ على ((الانترنت)) ايضاً والذي سيصبح السبب الرئيسي لمعظم حالات الفراق والطلاق ولامراض الضغط والقلب والسكر والفقرات والصدمات  والازمات القلبيه والنفسيه وعدم الانجاب .. حيث قرأت ان رواتب بعض المسؤولين في بعض دول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر تبلغ عشرات ومئات أضعاف راتب الرئيس الامريكي الذي يمسك بزمام الدولة الاقوى التي تتحكم بالقرارات والمواقف والسياسات  وبالمصالح الدولية  .

وقد ادعت تلك الاخبار الامبرياليه الاستعماريه الارهابيه الحاقده ((التي ربما تكون ملفقة وعارية عن الصحة))  ان الراتب الشهري لمسؤول رفيع المستوى باحدى هذه الدول يبلغ اكثر من ((44)) ضعفاً بالنسبة لراتب الرئيس الامريكي حيث يتقاضى شهرياً ((  2,000,000)) مليوناً دولار فقط! اجل والله (( فقـــــط )) .
 
شعرت  بزلازل وبراكين واعاصير تسونامي وهاييتي ونيوزيلندة مرة واحدة تقرع   صدري وتطرق رأسي بقوة  و لولا ((لطف الرب)) لانفجررأسي وتشظى ربما لمليوني شظية بعدد دولارات الراتب الشهري لذلك المسؤول الرفيع ان كان ذلك الراتب صحيحا وليس افتراضيا, 
ذلك ما جعلني اشعر بالخجل لمشاعر الحسد تجاه اوباما وقررت ان اعتذر له بروح رياضية وبفروسية صحفية, وبكل اللغات واللهجات العامية العراقية والافريقية والكوردية والامريكية والعربية واليونانية والسنسكريتية.

  قفزت الى حاسبتي بسرعة البرق  لاقف بدقة وبدافع الفضول لا غير على رقم هذا الراتب الخيالي الفضائي  بالعملة العراقية, ولقد ذهلت فعلاً لعدد الاصفار التي اخطأت في عدها عشرات المرات, واعدت عمليات الضرب والجمع والقسمة عشرات المرات... ومسحت زجاج نظارتي الطبية عشرات المرات وابدلت بطارية الحاسبة خمس مرات لاتأكد من ان الرقم الظاهر على شاشتها هو فعلاً مقدار الراتب الشهري لهذا المسؤول الرفيع وانه لا توجد هنالك مؤامرة سياسية او فضائية او اقليمية او ارهابية او دكتاتوريه تحاول زيادة عدد الاصفار.
 
لقد تسمر على شاشة الحاسبة   الرقم ((2,236,000,000)) اي مليارين و ((236)) مليون دينار وتبعاً لذلك ((ان كـــان الرقـــم صحيــــحاً)) فان راتبه السنوي سيكون ((  24)) مليــون دولار  , اما راتبه خلال الاربع سنوات فسيبلغ (( 96 )) مليــون دولار, اي ما قيمته   (( 111,328,000,000 )) مائة واحد عشر ملياراً و ((  328)) مليون دينار فقط .. اجــل فقــط (( لا غيـــــر )) .

لقد اذهلتني صدمة الاصفار.. وجعلتني اشك في نزاهة وموضوعية ودقة وحيادية هذه الحاسبة ((الامبريالية)) اللئيمة, وخشيت ان تكون احدى دول الجوار قد ((تلاعبت)) بها واعادت برمجتها وفق مصالحها ((الاقليمية))  , وبادرت من اجل حسم التوقعات ((البريئة والخبيثة)) معاً الاتصال باحد اصدقائي الضليعين بالرياضيات  وحسابات الربح والخسارة والجدوى الاقتصادية والرأسمال الثابت والمتحرك, وبورصة الاسعار وشروط بنك النقد الدولي على الرغم من  انه يتاجر بالملابس المستعملة ويمتلك ((رغم شهادته الجامعية)) عربتان خشبيتان من عربات الباعة المتجولين يعمل على احداهما بنفسه ((ويستثمر)) الثانية   بتاجيرها للاخرين   وربما لو اتيحت له الفرصة لاطاح بانشتاين   وحصد كل جوائز نوبل ولاستطاع ربما حل ازمات جميع الدول المستجدية والغافيه والمتوسله والمتسوله.

اعطيته الرقم المطلوب بالدولار, وطلبت تفصيلاته بالدينار ورجوته ان لا يستعين لا ببورصة وول ستريت ولا ببورصة طوكيو.. وان يعتمد فقط على بورصة ((الشـــورجة)) فهي الادق والاضمن لانها تمثل عصب الاقتصاد العالمي.
 
   ان هي الا لحضات حتى اكد لي بثقة ((اقتصادية)) ومهنية عالية بان الراتب الشهري لذلك المسؤول هو فعلا كما ظهر على حاسبتي الحجريه وان مجموع رواتبه  لاربع سنوات تبلغ فعلاً ((111,328,000,000)) مائة واحد عشر ملياراً, وثلاثمائة وثمانية وعشرين مليون دينار, واضاف مازحاً ((لو انني كنت مسؤولا وامتلك هذا المبلغ, لاحتفظت بنصفه ولاشتريت بنصفه الاخر البالغ ((55,664,000,000)) خمسة وخمسون مليارا وستمائة واربعة وستون مليون دينار سيارات اجرة مستعملة بقيمة ((5,000,000)) خمسة ملايين دينار لكل سيارة, ولوزعتها على ((111817)) شاباً عاطلاً عن العمل لانقاذهم وعوائلهم من العوز والفقر والبطالة.

واضاف بامكان   هذا الراتب ان يبني اكثر من  ((111)) مدرسة نموذجية او ربما اكثر من ((250)) مدرسة اعتيادية, او ان يوفر (( 380, 113,  1)) مليونا ومائه وثلاثة عشر الفاً وثلاثمائه وثمانين ماكنة خياطة للارامل واسر الشهداء وضحايا الارهاب اذا افترضنا ان سعر الماكنة الواحدة مائة الف دينار ولم ادعه يسترسل في حديثه وفي تحليلاته ((السوقية)) تلك اذ اغلقت موبايلي الحجري وانا اتمتم مع نفسي ماذا كنت سأفعل لو كنت املك مثل  هذا المبلغ الخيالي ؟؟؟؟ .

لو كنت فعلا املك هذا المبلغ لأشتريت جزيرة نائية في واحد من المحيطات و لأصبحت رئيسا مدى الحياة دون انتخابات ولا استفتاءات ولا اعتراضات ولا صفقات سياسيه ولا تحالفات اندماجيه بالأخص وانني سوف اضمن اولا واخيرا عدم تدخل دول الجوار والقوى الاقليميه وسأرفع بالتأكيد شعار التوزيع العادل للثروات وهكذا ابقى رئيسا مدى الحياة .