المحرر موضوع: نحو حياة أفضل . . .  (زيارة 1040 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد شعيا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 95
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نحو حياة أفضل . . .
« في: 04:33 16/06/2010 »
                                   نحو حياة أفضل . . .
منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي تغير حال العراق بشكل كبير جدا وبدئت الأحداث تتسارع نحو السوء إذ يمكننا القول بان ثمانينات القرن الماضي هي أفضل من تسعينات نفس القرن بالرغم من الحرب العراقية الإيرانية التي كانت مشتعلة بين البلدين وكانت التسعينات من نفس القرن أي الماضي رغم صعوبتها ومآسيها أفضل بكثير من سنين الألفية الثالثة التي دخلناها والمتتبع لهذه الأحداث ولهذه الفترة بالذات يرى بوضوح أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية قد أصبحت لا تطاق مما اثر ذلك على سلوك وتفكير العائلة العراقية , إذ أصبح الكل يشترك بقاسم مشترك واحد ألا وهو الهجرة أو الهروب من العراق لتوفير ملاذ امن له ولعائلته وللتفكير في هذا الاتجاه أسباب كتيرة طبعا والكل يعرفها ولكن ليس هذا المهم إذا عرفنا حجج ودوافع من ترك العراق وإنما الكل يشترك مرة أخرى بقاسم مشترك واحد وهو الحصول على حياة أفضل وأحلام وردية أخرى والكل بدء يحلم كل على طريقته وتراهم في محطاتهم المجاورة للعراق ,كسوريا ,تركيا والأردن يتكلمون عن الجنة التي سيشاهدونها لدى وصولهم إلى محطاتهم الأخيرة , ولكن هل هذا الذي حصل فعلا وهل أخيرا وصلوا إلى جنتهم والى حياتهم الأفضل ؟ هنا يمكنني الإجابة وحسب رؤيتي الشخصية طبعا وساترك الإجابة الحقيقة لكل واحد منا إذ أن كثيرين منا قد راءى الحياة مختلفة تماما عن أحلامه واصطدم بواقع لم يكن يتوقعه . لقد اصطدم بواقع الحياة الصعبة جدا هنا وساعات العمل الطويلة ومتطلبات حياة أطول لقد هرب من أزمات الماء والكهرباء والأزمة الأمنية والتي هي من اكبر الأزمات التي مرت وتمر على العراق ليواجه هنا أزمات أخرى رب أن بعضها أصعب واعقد من أزمات العراق فأصبحوا بين المطرقة والسندان كما يقال إما أن يوصلوا الحياة بهذه الطريقة وما يترتب عليها من تركهم لبيوتهم وعوائلهم لساعات طويلة تصل بعض الأحيان كل ساعات النهار إن لم نقل اغلبها فأصبح الأب في جهة والأم في جهة أخرى حيث يبذلان كل ما بوسعهم لتوفير ما تحتاجه الحياة هنا والأولاد في جهة ثالثة مستقلة تماما عن الجهات الأخرى وبدء لقاء الأسرة ينحصر على ساعات قليلة وليوم او يومين فقط من الأسبوع أما باقي الأسبوع فهو للعمل طبعا وخصوصا للذي لديه ( طموح ) أكثر من المطلوب ويفكر بالحصول على بيت كبير وسيارة حديثة وغيرها من كماليات الحياة هنا وهي بالطبع كثيرة ومتنوعة وهو لازال حديث العهد في هذه الدولة اوتلك , فغاب دور الأب الحقيقي في الأسرة كما وغاب دور الأم التربوي أيضا وخصوصا للعائلة التي لديها أطفال صغار فهي مشكلة كبيرة بالنسبة للأبوين فأين يتركوهم ومن سيتولى رعايتهم ومراقبتهم وإذ كبروا فعلى أية مبادئ وأية خصائص سيكبرون هل سيكبرون على مبادئ وقيم إبائهم واجداهم ؟ إنني اشك في ذلك وهنا رب شخص ما يقول أن الزمن قد تغير وان العادات والتقاليد والقيم التي كانوا أجدادنا يحملونها يجب أن تتغير وحسب واقع الحياة والبيئة التي نعيشها فأقول له كلا يا عزيزي إن القيم والمبادئ لا تتغير بتغير البيئة والمجتمع وإنما يجب تطويرها والتمسك بها لأنها سلاحنا الوحيد ضد الأمواج العاتية وهي حصانتنا الحقيقة وحصانة أولادنا بالذات هنا في بلاد المهجر, فيعود ويقول لي مرة أخرى فما العمل إذا هل تريدني أن اصطدم كل يوم بواقع الحياة داخل أسرتي وخارجها لأحقق هذه المبادئ والقيم ؟ فأقول له مرة أخرى كلا إن الاصطدام أسوء بكثير وله نتائج عكسية لا تستطيع حملها وربما بالاصطدام تفقد زمام الأمور من يدك ولكن أريد أن تفكر وان لا تنسى أبدا أبدا بأنه...   ( ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) وتنصح من يمر بنفس أفكارك وهو لا يزال في محطته قبل المجيء هنا بان جنة عدن لن تنتظره وليس لها وجود وان أحلامه الوردية بحياة أفضل يجب التأني بها قليلا ولابد أن يخصص جزء من وقته إن لم نقل كله في دراسة هذا الواقع ووضع الحلول له قبل المجيء هنا وان يجمع عائلته كل يوم ويحاول تعليمهم عن واقع الحياة هنا وما يجب التمسك به من قيم وتقاليد لتكون بمثابة درعهم الواقي ضد الأزمات التي ربما سيواجهونها أحسن من تركهم في أحلامهم ويقول لهم هذه هي الحياة التي نسعى إليها فهل انتم مستعدون لذلك ؟
                                            وهل فعلا نسعى إلى حياة أفضل ؟       



                                                                                           خالد شعيا
                                                                                      ساسكاتون - كندا