شباب مسيحيون يؤكدون عزوف الفتيات عن الزواج واختيارهن للعنوسة بإرادتهن
عنكاوا كوم –خاص ترددت كثيرا في طرح الموضوع لكن استشرائه بصورة غريبة دفعني لطرحه في منبر الحوار الهادئ خصوصا مع اشارة وردت عابرا في حديث جمعني بالامس مع رئيس احدى الطوائف المسيحية في الموصل مؤكدا بان ما يقارب الـ(100) عائلة من مناطق متفرقة في باطنايا وتللسقف وتلكيف حزموا حقائبهم للسفر بحثا عن ملاذ امن في هذا الصيف مما عزز فكرة ان المواطن المسيحي في مناطق سهل نينوى ورغم تمتعه بالامان النسبي بات يفكر بالملاذ الامن فما بال عوائلنا القابعة في مدينة الموصل دون ان تساورها رغبة ترك بيتها ولكنها باتت تحاول غلق الباب امام بناء مجتمع مسيحي يبشر بالخير وفق التزمت التي باتت تبديه بعض ارباب تلك العوائل او الفتيات اللاتي اخترن العنوسة بإرادتهن وساترككم امام شهادات لشباب واجهوا هذا الامر من خلال بعض المواقف الواقعية التي تثبت اننا امام خيارات أطلقتها فتياتنا في الموصل لاغلاق الباب امام طلبات الزواج وبناء العائلة المسيحية ..
أول المتحدثين شاب في اواخر الثلاثينيات يدعى (ف.س)روى شهادته لنا بالقول لم أفكر بالزواج حينما كنت في مقتبل عمر الشباب حيث حدد هذه الفكرة حتى اكون نفسي واحصل على وظيفة تمكنني من الحصول على مرتب منتظم يعينني على تدبر أموري وهذا ما حدث قبل عامين حيث بادرت الوالدة بالبحث عن شريكة الحياة ولكن ما تمخضت عنه تلك الرحلة الشائكة الكثير من الانكسارات والانتكاسات التي جعلتني اقفل الباب بإرادتي عن فكرة الزواج والبقاء صادما في ساحة العزاب ولدى سؤالنا عن نوع تلك المواقف تابع (ف.س ) فقال بعض تلك الفتيات التي طرقن أبوابها ترغب برؤية الشاب وفضلا عن ذلك تبادر عائلتها بالسؤال عن عائلتنا وبعد فترة قد تقارب الشهرين يأتينا الجواب بان الفتاة لاترغب بالزواج فلماذا هذه المواقف ولماذا السؤال أصلا إذا كانت تلك رغبة الفتاة في النهاية ..
وعن موقف اخر يقول تقدمت لخطبة احدى الفتيات فبادرت بعد فترة بالرفض ولكن بعد مضي فترة الستة أشهر على تلك المحاولة أتى من يخبرني برغبة أسرة الفتاة لعودتنا وفعلا عدنا وطلبت الفتاة فرصة لجلستين للمصارحة ففوجئت ببعض أمور تخرج عن نطاق المسيحية حينما خبرتني وهي من طائفة اخرى أنها لايمكن ان تتصور أنها ستتخلى عن كنيستها بعد الزواج وبادرت لطمأنتها وقلت لها بان معرفتي للمسيح بأنه واحد ولايمكنني ان أمنعك من الذهاب الى كنيستك إذا كانت تلك هي رغبتك وأبديت لها الكثير من التنازلات فضلا عن إنني أخبرتها بان فترة الخطوبة هي فترة للاختبار وهي القادرة على إزالة كل الشكوك والمخاوف وبعد مرور عدة أيام اخبرت عن طريق وسطاء بان الفتاة رفضت الفكرة وقالت انني لم ادخل قلبها !!!
حوادث اخرى يرويها شاب اخر يدعى (م.و) وعمره منتصف الثلاثينات حيث يقول تقدمت للكثير من العوائل لخطبة احدى فتياتها فتارة ترفض العائلة بحجة عدم امتلاكي سيارة وكيف نقضي فترة الخطوبة بسيارات الأجرة وتارة اخرى تود الفتاة الارتباط لكن أخيها يرفض لان زوجته تريد الفتاة لأخيها وهكذا دواليك ..
ويتابع (م.و) لقد بلغت عدد العوائل التي طرقنا أبوابها رقما قياسيا وخلال ثلاثة أعوام ولاادري ما السبب وراء الرفض والذي يعانيه مثلي الكثير من الشباب ملقيا اللوم على عاتق الكنيسة فيقول بالامس كانت الكنيسة تلعب دور حيوي بهذا المجال من خلال احتضانها للعديد من الأنشطة الاجتماعية التي تلعب دورا أساسيا من خلال الدورات الدينية والمشاركة بالسفرات ولكن اليوم وفي اطار تخلي الكنيسة عن هذا الدور الأساس يبدو الامر صعبا من خلال عزوف الكثير من العوائل حتى عن المشاركة بقداس يوم الاحد ..
شهادتين واقعيتين يلخصان حال بعض شبابنا في مدينة الموصل نزجهما مع شهادة لمتخصص في قسم الاجتماع بكلية الاداب في جامعة الموصل رفض ذكر اسمه حيث قال محللا هذا الامر :
رغبة الفتيات برفض من يتقدم لخطبتهم ياتي طبيعيا وسط كل الأحداث التي مرت بها الطائفة المسيحية في الموصل فالكثير من العوائل وعن طريق الاب او الام تتمنى من خلال أحاديثها تداول عدم فكرة الخطبة والزواج لان الخوف والهواجس المقلقة باتت تحيط بفكر المسيحي الذي يعيش في الموصل حتى من خلال نقل الأولاد الى المدارس والبقاء بفكر قلق حتى الانتهاء من الدوام والعودة الى المنزل فأفكار الخطف وإمكانية التعرض لحادث مثل تفجير عبوة او امكانية تفجير سيارة مفخخة كلها هواجس مقلقة لايمكن ان تنشغل فيها الفتاة حتى ولو داهمتها فكرة الأمومة او داعبت خيالها فضلا عن ان فكرة الاقتران بشابة موظفة أضحى هاجسا واردا في بال كل من يتقدم لخطبة فتاة من اجل تامين المعيشة في حال تعرض الرجل لحادث وهذا امر وارد في كثير من منازل المسيحيين حيث باتت المراة هي التي تعمل في حين ان رب العائلة يلزم بيته خوفا من تهديد او استهداف ..
إما متخصص اخر في علم الاجتماع يدعى (ح.ب) فيقول معدلات الطلاق باتت في انتشار غريب في صفوف العوائل المسيحية في الموصل حيث بات من المنطقي ان يتحول عدد من المسيحيين المنتمين لطائفة تمنع الطلاق لطائفة اخرى تجيزه من اجل الحصول على هذا الحق ويضيف (ح.ب) نسمع كثيرا عن هذه الأمور الواقعية التي باتت تقلق الكنيسة التي تقف عاجزة عن الامر دون ان تجد حلا شافيا له والكثير من تلك القضايا باتت مطروحة على المحاكم الكنسية للبت فيها ..
من خلال هذه الآراء التي استخلصناها من اهل الشأن يجيز لنا ان نؤكد اننا امام استهداف اخر ولكنه غير مباشر يقضي على المجتمع المسيحي فهل يعقل ان تشهد كنيسة تتمتع بنسبة كبيرة من المؤمنين لثلاث زيجات خلال مدة محصورة ما بين مطلع العام الحالي ولحين اعداد هذا الموضوع فيما تختفي نسب معدلات الخطوبة وتعدم بسبب تزمت العوائل والفتيات بوجه الخصوص ..