المحرر موضوع: للمتعبين فقط..سؤال محيّر من العراق!  (زيارة 1339 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatin Noor

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 138
    • مشاهدة الملف الشخصي
للمتعبين فقط..سؤال محيّر من العراق!

 سألني صديق بعض الأسئلة  لم اتمكن من الأجابة عنها فهي من النمط  العراقي المحير!... وربما لا تقوى على الأجابة عنها سوى العقول العراقية الحائرة والمتحيرة بين الافراح والاتراح المتاحة بسخاء مشهود في كل حدب وصوب على أرض الرفاه المبين والدلال المستبين!!...ورغم اني قابلت كل سؤال بأسئلة استفسارية لغرض فك العقد وكسر اطواق الغموض إلا اني لم اتمكن من الإجابة  بل لم اقترب منها،بمعنى اني فشلت فشلا ذريعا..

 اليكم  احد الإسئلة بمداخلاته المحيرة كنموذج!...

 الصديق: ظهر في العراق الجديد عدي جديد فمن هو؟!
   باغته بفضول متسائلة..  عدي واحد!..ما شكله هل يشبه عدي القديم رحمه الله وتولاه.. هل بعهدته  حيوان .. نمر مثلا او حمار
 قال لي.. بلى!

أحسست أن السؤال قد ازداد تعقيدا وغموضا...فسألته  هل "بلى" تلك التي لفظتها، لشقي السؤال، فرد صديقي بدون تردد... بلى بلى...
 تحيرت قليلا وتأملت عسيرا ثم سألت.. كم عدد  أرجل حيوان عدي الجديد!

هنا فاجأني صديقي بل اذهلني حين طلب مني ان أركز على عدد  أرجل عدي الجديد لا على  أرجل الحيوان، موضحا لي بأن الحيوان الذي بعهدة عدي  يمتلك عشرات الأرجل المطاطية ذات القدرة العالية لرفع الأوزان الثقيلة بحمولة عشرات الإطنان، وله منه فصيل!...

قلت لصديقي ساخرة..  يبدو لي انه ديناصور استثنائي هذا الحيوان الذي تتحدث عنه وبطول قطار او شاحنة! ..تبا لم تنقرض الديناصورات بعد!!...
ضحك صديقي وطالبني بالتركيز على عدي مرة ثانية!!
قلت له مازحة، حسنا كم رجل لعدي الجديد... قال لي ثلاثة ثم استطرد موضحا  ليقول .. ثلاثة غير متشابهات.. ثم صحح نفسه ليقول.. اثنان بواحدة.. اثنان متشابهتان لدق الأرض، وواحدة مختلفة لدق اعنان السماء!..

    لوهلة شعرت أن جواب صديقي كان مجرد  مزحة  مقابل مزحة، إلا انه اكد لي  بأن اجوبته عن عموم استفساراتي جادة تماما!..  لذا  توجهت اليه بسؤال شددته بجدية وذكاء!..  فقلت له.. يا صديقي لقد قلت لي بأن عدي الجديد يشبه عدي القديم  وعلمي ان القديم لا يمتلك ثلاثة أرجل فهو لم يكن معاقا ولا يشكو من اي تشوه خلقي  بفائض طرف حصرا !!..

صمت صديقي لفترة طويلة امتدت لدقيقة  وكنت في انتظار ما كان سيدلي به ردا على اكتشافي الخطير حول تناقضاته في الأجوبة إلا انه بادرني بسؤال غريب  ليس له اية علاقة بالموضوع  سوى انه اضاف عقدة محيرة اخرى للسؤال اللغز فتعقد صدري بالضيق والضجر، لذا اجبت عليه بـ "نعم" تمردا! وكان السؤال....
هل يصلح من يقلع لك ضرسا وزيرا للسياحة من باب ضخ التكنوقراط المناسب في الحقل المناسب!! ..

تأملت وجه صديقي فأذا به مدلهم غيظا..انتهزت الفرصة فغالبا ما تأتي الفرص المناسبة عندما تدلهم الوجوه!... وطالبته بعدم التفرع في الإسئلة وحرف الموضوع من صلبه الى صدره!!!، موجهة  له سؤالا استيضاحيا عن سبب غيظه من عدينا الجديد وعراقنا الجديد وضخنا التكنوقراطي الجديد، وكل شيء جديد في جديد ويشرح الصدور ويملأ البطون!،
 لم يكن الجواب ليهمني كما انه لم يكن مهتما بالتوضيح، فلجأت الى محاصرته بسيل من الإسئلة الإستفسارية وبدون فواصل، فقد كنت منفعلة ومصرة على النجاح في معرفة من هو عدي العراق الجديد  ذو الأرجل الثلاثة!..
 وكانت اسئلتي..
 هل يعتني عدي الجديد  بالشباب والشبيبة كما القديم!...
هل يمارس الرياضة ويشجع الرياضيين في المناسبات الرياضية !.......... 
في حالة الجواب بنعم هل هي رياضية جسدية وهل تستهدف الأطراف  العليا والصدر والوجه والحنجرة !
هل الرجل الثالثة رمزية سماوية متحركة ومتطاولة بكل الإتجاهات وناشطة فوق رأس عدي ورأس العراق!
هل حيوان عدي مصاب بالسيلان الأسود وناقل له!
هل يناضل عدي الجديد لجمع وردم نفايات سوائل السيلان بأحواض عملاقة  لتطهير العراق من جنوبه المصاب  بالعدوى !
هل سؤالك الغريب حول الضرس والسياحة له صلة مباشرة برجل عدي الثالثة او برجل مثابرة مماثلة!
 
 استوقفني صديقي وانا في غمرة التساؤلات ليصرح بأنه سيجيب على كل ما سألت وما لم  أسال بعد، بنعم!!،..
 تعقد الموضوع بتصريحه هذا وارتفع السؤال الى قمة الغموض!... فسألت صديقي معترضة، ماذا  تعني بقولك بأن الجواب سيكون بنعم  لتساؤلات لم اطرحها بعد ولربما لم افكر بها اساسا ،ما كل هذا اللغو! هيا أرني كيف سيكون جوابك بـ (نعم) على هذا السؤال.. هل عدي الجديد ووالده من العوجة...!!
اجاب  بثقة مكررا ..نعم نعم... ثم اضاف واصفا..  انها عوجة كبيرة كمثل غولة!!.....

 اعلنت هزيمتي وفشلي في التعرف على عدي العراق الجديد... ثم انصرفت حائرة،وبعد ان اخذت موضعي خلف المقود ظهر لي صديقي ملوحا بتحية الوداع على الرصيف المحاذي،وما ان فتحت نافذتي  لرد التحية التي كنت قد أغفلتها قبل الإنصراف فأذا به يحاصرني بسؤال آخر لا يقل غرابة عن الأول! وكان.. هل تطبيق الشريعة الأسلامية وإصلاح التعليم  يبدأ من المرافق الصحية الغربية لمؤسسات التعليم العالي!!
 تجاهلت السؤال والقيت التحية لأنطلق بسيارتي بسرعة فائقة نحو الخلف... حيث ان الأمام كان موصداً!!...

فاتن نور
06/06/06[/b][/size][/font]