المحرر موضوع: تركوا الذهب وتمسكوا بالتراب  (زيارة 932 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل al8oshi 62

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                 تركوا الذهب وتمسكوا بالتراب

بقلم / جمال جرجيس لاسو
Jamal_lasso@yahoo.com


من يلاحظ أو ينتبه إلى ما يحصل في الاونة الاخيرة ، وبالتحديد بعد انهيار صرح الدكتاتورية البغيضة في بلدنا العريق ، يجد أن صراعاً محتدماً نشأ وتنامى بشكل لا يصدق بين أناس يحملون في عقولهم أفكارا تعبر عن وجهات نظر الجهة (( التنظيم )) التي ينتمون إليها أو يتراصفون في صفوفها .
(( وهنا اخص تنظيمات الأقلية المسيحية )) اغلب هؤلاء المتشدقين ، أو من الممكن اعتبارهم مدعين وليس (( دعاة )) لم يكن اعتناقهم لمبادىء الجهة (( التنظيم )) التي يستميتون في الدفاع عن ايديوجوليتها عن إيمان أو قناعة ، بل جاء اختيارهم للتراصف بين صفوف تلك الجهة (( تنظيم )) لأسباب بعيدة كل البعد عن القناعة والأيمان بمبادئ وأهداف تلك الجهة (( تنظيم )) . لو قمنا بنبش أفكار البعض منهم ، وولجنا دهاليز عقولهم ، وتصفحنا طيات أدمغتهم ، لاكتشفنا العجب .
فهم شرذمة من أناس ارتضوا أن يتبعوا ويبصموا لهذه الجهة أو تلك ظنا منهم أنهم سيحققون مصالحهم الشخصية من خلالها ، بغض النظر عن أي اعتبار أو شيء أخر ، وهذا يشمل قسماً أو فئة . وهناك فئة ثانية من نوع آخر عملت من خلال اعتناقها وانتمائها لجهة أخرى ذات إيديولوجية مختلفة لا لشيء إلا من اجل مخالفة الجهة الأولى ، أو الوقوف في خندق معاكس لتحقيق مآربها ، وذلك تشبهاً بمقولة (( خالف تعرف )) هؤلاء هم من يبحثون عن مكانة أو شهرة أسوة بالأقران ، لافتقارهم إلى مؤهلات أو إمكانيات ((مواهب)) التجأوا إلى إتباع أسهل السبل لتحقيق مآربهم وغاياتهم . بالإضافة إلى الفئتين السابقتين نجد فئة أخرى ثالثة ظهرت وطفت على سطح الأحداث ، بسبب كونها فئة مبعدة عن جهة ((تنظيم)) معينة ولأسباب مختلفة لا يهمنا معرفتها . هذه الفئة أسرعت للارتماء في أحضان جهة ((تنظيم)) أخرى ، حتى وان كانت في السابق تحمل أفكار وتعتنق مبادئ مناقضة للمبادئ التي تحملها الجهة الجديدة أو هذا ما يسمى (( التلون حسب الظرف )) وهذا يحصل بمساعدة وتسهيل من يكون شغله الشاغل هو ما يعرف بـ  (( الاصطياد في الماء العكر )) والآن ليس المقصود كشف حقيقة مثل هؤلاء .
ولكن ارتأيت أن أبين أن مثل هؤلاء اللذين في الظاهر ليس لهم أذى أو تأثير على مستقبل امتنا ، أو تحريف حقيقة تاريخنا . هؤلاء هم أنفسهم من يشارك أو يسهم في تهديم الجدار الباقي من إنسانيتنا وبشريتنا ، بدون أن يعلموا ،  ولا يفقهون أنهم بأفعالهم وصراعا تهم يخدمون أو يساهمون في تحقيق هدف أعداء البشرية ، والمقصود بهم (( النورانيين )) أو من عمل ويعمل بهدف أوحد ، ألا وهو تحقيق ما قرره حكماء صهيون ، كما جاء في بروتوكولاتهم اللعينة . وهنا للعلم والتذكير سأورد بندا واحدا من البنود العديدة التي يحاولون أعداء الإنسانية بعد أن اقروها ويعملون بشتى الوسائل علة تحقيقها .
(( يجب أن نعمل على زرع الفتن واختلاق النزاعات بين الأديان والطوائف والقوميات والمذاهب، وحتى على مستوى الأفراد ، معتمدين على مختلف الطرق والقنوات والوسائل ، وفي مقدمتها استخدام الأموال والإغراءات المادية ، وتسخير وسائل الإعلام في خدمة الهدف ، وأي وسيلة أخرى من اجل ذلك )) ثم بعد هذا أليس ما يعمل المقصودين في بداية المقال على المشاركة في تحقيق ما جاء في البند المذكور ؟ . وبدون أن يدركوا ذلك . لقد سقطوا في الفخ الذي نصب لهم ولأمثالهم .
والا فما معنى أن تزدحم الكتابات والمهاترات والتقاذف بالألفاظ وحتى الشتائم والمسبات على العديد من المواقع والمنتديات عبر الانترنيت ، بين هذا وذاك ، أو بين من يمثل هذه الجهة أو تلك .
الجميع يعلم أو بعبارة أخرى يجب أن يعلم ، إن أصحاب العروش هم من يعملون جاهدين ويحاولون أن يتشبثوا بعروشهم مستخدمين كل الطرق والوسائل الميكافيلية (( الغاية تبرر الوسيلة )) ، بل هم مستعدون للتحالف مع الشيطان من اجل البقاء متربعين فوق عروشهم ، بالإضافة إلى أنهم بمنأى عن الضرر ، ولا يطالهم الأذى في كل الأحوال . ولكن المغرّر بهم والأجيال اللاحقة هم من سيدفع الثمن وهو ثمن باهض جدا . بعد كل هذا تعالوا معي لندرس ونحلل الواقع والحقيقة المرة والمخجلة في نفس الوقت !!
إننا امة إن كنا واحدة ، أو من اصل واحد ، أو مؤلفين من عدة قوميات أو أقسام كما يحلو للبعض أن يدَّعوا لشيء يعتمل صدورهم . جميعنا قد نتجاوز أو قد لا نتجاوز مليون نسمة ، أي من الممكن حشرنا جميعا في فندق أو عدة فنادق عالمية . ومع هذا فان عدد التنظيمات الحزبية الخاصة بنا يتجاوز العشرة بكثير (( لا اعلم على وجه الدقة )) ، أليس هذا ما يضحك ؟! . وكل ذلك جاء لأسباب باهتة (( تافهة )) . فكل من اختلف في وجهة نظره مع الآخر ، هرع إلى جمع مجموعة ممن تتفق مصالحهم الشخصية مع مصالحه ، وقام بتأسيس حزب أو تنظيم ، ثم يعمل جاهدا لإثبات أن تنظيمه هو الأصح وهو من يدافع عن حقوق أمته ، أو هو الممثل الشرعي الوحيد للأمة . ثم تتكاثر التصريحات والخطابات والصراعات والنزاعات ، والتي سهلت وسائل الاتصالات الحديثة والإعلام الفضائي في تأجيجها ، إلى الحد الذي من الممكن تسميتها (( مصارعة فوق الحلبة )) وليست منافسة شريفة .
الجميع يمارس الضحك على ذقون البسطاء ، الكل يفسر التاريخ بشكل يخدم مصالحهم ومصالح الجهة التي يمثلونها ، وبشتى السبل ، تارة بتزوير الحقائق وتشويه التاريخ ، وتارة باختلاق ما يدعم وجهة نظرهم ويدحض وجهات النظر المقابلة من جهة أخرى .
 الجميع يُفهم الآخرين والبسطاء أنهم من دعاة التوحيد ، وهذا في العلن وعلى الملاً ، أما وراء     
الكواليس وأثناء الاجتماعات المغلقة يعمل ويفعل الضد من ذلك .
يا شرذمة قوم ، ارغب في توجيه السؤال التالي لكم ، ماذا يفيدنا أو يفيد امتنا سواءً كنا ، كلداناً أو سرياناً أو آشوريين ؟
انظروا إلى حضارات العالم واستخلصوا منها العبر ، واعلموا أن من أهم أسباب رقيها وتقدمها ، هو نبذها الانشقاقات والسطحيات ومحوها من أفكارهم .
فالمسميات لا تخدم ، واستميحكم عذراً إن شبهتكم بقوم ينطبق عليهم المثل القائل (( تركوا الذهب وتمسكوا بالتراب )) فالذهب هو المهم تركتموه ، وما يخدم امتنا ، وما نعمل من اجله ونكافح لتحقيقه أهملتموه وتمسكتم بالتراب الذي لا فائدة ترجى منه ، والتراب هنا يمثل المصالح الذاتية والصراع من اجل المسميات واثبات أي الأصل ...
استفيقوا فالقومية والمسميات لا تعطينا خبزا ، ولا تمنحنا الحرية ، كما إنها ليست كلاماً ألاهيا يحيينا وبه نحيا ، كفاكم تبذير جهودكم وصرف تركيزكم لمحاولة إثبات أحقية هذا العرق أو تلك القومية ،  وخاصة إن هنالك ما يجمعنا ونستطيع أن نستظل بظله ، وهو ديننا الجامع ومخلصنا الأوحد .
أيها الكتاب والمؤرخين الخيرين ، إنكم بما تكتبوه وتؤرخوه ، إنما تخدمون أصحاب العروش فقط وللمستقبل القريب ، أما للمستقبل البعيد فإنكم تسهمون في تحطيم مستقبل أجيالنا ، كونكم بما تعملون تساعدون وتسهمون في تحقيق الأهداف الاستعبادية لحكماء صهيون .
 وأركز أخيرا على أن تفكروا وتعملوا من اجل الحرية والحقوق ومن اجل القوت والإنسانية والحياة الحرة الكريمة لنا ولأجيالنا ولكافة أخوتنا من مكونات شعبنا . فكروا دون أن تربطوا بين مصالحكم الذاتية وأفكاركم . اتركوا الأنانية والنرجسية وابتعدوا عن حلبة صراع الثعالب وشاركوا في ساحة المعارك بيننا وانتم معنا ضد الشر والأشرار وجاهدوا من اجل نيل الذهب ، واتركوا التراب وكل ما يشابهه ... وأخيرا اعذروني لصراحتي والله من وراء القصر ...
                                                               
جمال جرجيس لاسو
القوش 7/6/2006