المحرر موضوع: 9سنوات على كارثة مركز التجارة العالمي في نيويورك ماذا فعل القادة المسلمون لمواجهة الارهاب والتشدد  (زيارة 1060 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Charbel Elkhoury

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 106
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

9سنوات على كارثة مركز التجارة العالمي في نيويورك
ماذا فعل القادة المسلمون لمواجهة الارهاب والتشدد والتطرف؟



شربل الخوري-إعلامي


تصادف هذا العام ذكرى 11ايلول /سبتمبر التي حدثت في اميركا عام 2001, والتي ادت الى استشهاد اكثر من 3000شخص من الابرياء على يد مجموعات ارهابية , مع ارتفاع وتيرة المد الطائفي العنفي في بعض الدول الاسلامية إن لم يكن كلها  ضد الغرب بشكل عام مما يعطي انطباعا  بان صراع الحضارات ليس وهما بل هو على قاب قوسين او أدنى على رغم كل مبادرات التقارب التي قام ويقوم بها البعض  في الجانبين ولولا بعض الجزر العلمانية  في الدول الاسلامية التي تغلب روح التسامح وتجسد لغة التصالح والتقارب بين الشعوب مثل المناطق الكردية في العراق التي تختلف فيها الاوضاع عن بقية المناطق العراقية .
.ولكن من يتحمل مسؤولية هذا التصعيد اللاسابق له في الكراهية ويدفع الناس الى التباغض والاختلاف؟وابراز غلاة التطرف من هنا اوهناك؟ولماذا بات يشعرالمواطن العادي في الغرب بان الاسلام يريد طائما تحقيق المكاسب وتسجيل الاهداف لصالحه فقط ولا يريد عكس هذه المقولة ؟
في نظرة تقييمية للامور منذ عام 2001 نجد ان اميركا التي تم فيها الاجرام الارهابي بحق مدنييها واهلها بقيت محافظة على رباطة جأشها ولم تتصرف بغضب او بردات فعل عنيفة ضد المسلمين على الاطلاق على رغم الرضى والتهليل غير المعلن احيانا و المعلن في كثير من الاحيان للعمليات التي قام ويقوم بها الارهابيون منذ ذلك الحين حتى اليوم  في مختلف انحاء العالم. لقد حصل في الثمانينات حادثة في سوريا قتل فيها 10 جنود من الطائفة العلوية على يد زملاء لهم من الطائفة السنية فيما وصف في حينه "مؤامرة من الاخوان المسلمين" فامر الرئيس الراحل حافظ الاسد بتدمير مدينة حماه وجزء من مدينة حمص حيث قتل يومها اكثر من 15000 شخص مدني من قبل قوات الحكومة وبررت هذه الاعمال بانها ردة فعل "حكومية" ولكنها في الواقع كانت ردة فعل عصبية من قبل "العلويين"الذين ينتمي اليهم الرئيس الديكتاتور حافظ الاسد تجاه الطائفة السنية كلها ولم يميز بين "الاخوان"و الطائفة السنية.هذا ما حصل في سوريا.في  حين راينا ونرى باستمراران ردة الفعل الرسمية والشعبية في اميركا  كانت في منتهى الرقي والحضارة وبقيت الادارة الاميركية تستقبل المهاجرين من البلدان الاسلامية ولم تقم باية إجراءات عنصرية ضد احد منهم على اراضيها إلا اؤلئك الذين كانوا يدبرون المؤامرات والاعمال الارهابية ضد الناس الابرياء حيث يحالون على القضاء وفقا لافضل التشريعات القانونية التي تحمي حقوق الانسان حتى لو كان عدوا.وهناك الكثير من الامثلة على ذلك اقلها المايجور نضال حسن الذي اغتال العشرات من رفاقه الجنود بدم بارد في احتفال عسكري في حين نرى في المقابل زيادة الاعمال الارهابية والاجرامية التي طالت وتطال المدنيين  الاميركيين او الغربيين العزل في افغانستان والعراق وافريقيا واندونيسيا والسعودية  وباكستان وغيرها من الدول الاسلامية  الذين يكرسون انفسهم للقيام باعمال انسانية للفقراء والمرضى والاطفال: مثل قتل طالبان للفريق الطبي المتخصص في العيون الذي كان يتنقل بين القرى والارياف والمؤلف من 6اميركيين وبريطانية والمانية بتهمة التبشير بالمسيحية.  وازداد التحدي الاسلامي للاميركيين في عقر دارهم عندما قرروا إنشاء" مسجد قرطبة "على بعد امتار قليلة من المكان اذي دمرت فيه الطائرات المختطفة ابراج مزكز التجارة العالمي في نيويورك  تحت شعار حرية ممارسة الشعائر الدينية التي كفلها الدستور الاميركي..كأن شيئا لم يحدث في تلك المنطقة منذ اقل من 9سنوات, فهل هناك تحد اكبر من هذا التحدي؟وهل هناك استخفاف بمشاعر الناس واسر الضحايا الذين لم تجف بعد دماءهم  اكثر من ذلك؟بل هل هناك تحايل على القوانين الاميركية السمحاء اكثر من هذا التحايل؟لقد خسر هتلر  الحرب عندما تحدى الاميركيين.  ومن لا يعرف العقلية الاميركية المتسامحة الى اقصى الحدود والليبرالية بشكل لا تعرفه اي امة اخرى في العالم كيف تكون ردة فعلها,عندما يتحداها الاخرون او يحاولون الضحك عليها ,فهو لا يعرف شيئا عنها او عن ردات فعلها على الاطلاق.فمنذ عام 2001 حتى اليوم لم يقم العرب او المسلمون باي عمل منظم وفعلي وواقعي وحقيقي لمحو اثار  فاجعة سبتمبر المادية والنفسية , بل خدثت اكثر من محاولة لاحداث مزيد من الارهاب كمحاولة الاميركي الباكستاني فيصل شهزاد في تايمز سكواير  والتي كان للعناية الالهية واجراءات الامن الفضل في انقاذ المكان المكتظ  بالناس من كارثة محتمة,وهو الذي ولد وتعلم وعمل في اميركا؟فكيف سيثق الاميركيين بالمسلمين حتى لو كانوا من مواليد اميركا؟وحتى المغرب الذي يبدي في العلن كل تسامح لم يسمح لبعثة من الاميركيين واخرى من الفرنسيين المتطوعين ,وهذا ما لم يفهمه حتى الان الكثير من المسلمين,البقاء في هذه البلاد لمساعدة الاطفال من الاستغلال لهم وتقديم العلم والتدريب لهم وقد طردوا من هناك بحجة انهم يبشرون بالدين المسيحي علما ان من يريد ان يبشر بالاسلام في اميركا او اوروبا يقوم بعمله بكامل الحرية ودون اي اعتراض من احد.
.ففي ذكرى 11 سبتمبر/ايلول التي نطلب فيها الرحمة من الله على ارواح الضحايا البريئة نقول بانه حان الوقت لعزل الفكر الارهابي عن المسلمين وإحداث صدمة نوعية في نفوسهم وهي مهمة القادة  المسلمون الذين عندما يجتمعون يبحثون امورا تافهة ويتركون الامور الهامة خوفا من هلوسة المتشددين.فالوقت يدعوهم( القادة ) اكثر فأكثرلضرب المتشددين قبل أن يضربوهم. وعدم السماح لكل عاطل عن العمل بان يصبح داعية ويطلق الفتاوى في كل الاتجاهات وتسخر له الفضائيات والمنابر ليبث سمومه واحقاده وجهله .وإذا خرج قس ليدعو الى حرق المصاحف في 11 ايلول علنا,وهو عمل مستنكر وغير مسؤول,فان المسؤولية الحضارية التي تقع على عاتق كل مسلم ان يعرف حسن التصرف في ردة فعله  للاقلاع عن اعطاء الصورة الهمجية عن الاسلام للغرب والتي باتت تكمن في قطع الرؤوس فقط..بالامس القريب قام قداسة الحبر الاعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر راس الكنيسة الكاثوليكية بالتبرع ب400مليون دولار لاهل العراق  في الجنوب لانشاء 5000وحدة سكنية بعد ان هاله الفقر المدقع الذي يعيشون فيه في ثاني اعنى دولة نفطية في العالم دون اية ضجة إعلامية او دعاية وطبل وزمر كما يفعل الاخرون..علما ان المسيحيين يتعرضون على ايدي السفاحين  للمجازر في هذا البلد تحت اسم الاسلام..لماذا قام البابا بذلك؟لان رسالة المسيح وتعاليمه هي من اجل الانسان اينما كان ومهما كان نوعه او جنسه او دينه..فلماذا لا يطبقها الاخرون ليعرفوا طعم السعادة الحقيقية المتمثلة في إسعاد الاخرين؟هلا فعلوا!!

Charbelelkhoury11@yahoo.com  للتواصل مع الكاتب: