سلام المسيح وشفاعة امنا العذراء مع الجميع
الاخ كابوس انا لست مستغربا من ردك هذا فهو ليس جديدا فهناك الكثير ممن يؤدون كلامك وبما تؤمن انت وغيرك. واعلم انه مهما كتبت لك فانه سوف لن تقتنع لان كل فكر مبرمج واخذا موقفا ضد ما تؤمن به الكنيسه الجامعه وهذا رايك الخاص بك وانت حر ولكنك لست حرا عندما تتلفظ بكلام غير صحيح وتنعت الاخرين بالجهل واعقتد انكم الحلماء الذي تفهمون لانكم ولدتم منذ 400 سنه وجاءت من بعدها هذه التعاليم.
وبالرغم من كل ماقلته فانك تبقى اخا وانا اصلي من اجل ايضا واشركك بصلاتي مع اخوتك وخاصه في المسبحه الورديه وحتى اثناء تناولي القربان المقدس في القداس الالهي.
الاخ نعمت المسيح
شكرا لمرورك الكريم الرب يبارك حياتك ؛ واعتقد انك بيدقا اخر تحركت من ضمن لعبة الشطرنج لتدخل كعضوا جديدا ولتؤيد زميلك كابوس واعتقد ان نفس الاسطوانة سوف تحدث واظن ان الكثيرين منكم سوف يدخلوا ويناقشوا لانه هذا هو هدفكم في عرض افكاركم وقد عرفها الكثيرين من اخوتنا القراء والكتاب.
هذا المثل الذي ضربه رب المجد ليبين رحمة الله وعدالته اما من الذي يقدم ذبيحته وألامه عل الارض ومن يلتذ بمغريات هذا العالم اكيد الاول سوف يكون تواجده في الفردوس والاخر في العذاب. ولكن قُل لي ايوجد لديك ميزان سحري لكي تعرف ايمان وتوبة كل شخص قبل ان يموت الا يوجد أناس لم يعملوا الخطايا المميته ايمكن ان يذهبوا لجهنم بعد الموت اذن اين هي رحمة الله لاتقل لي حسب اسطوانتكم انه كلنا فدينا بدمه صح ولكن هل نحن ثبتنا في هذا الفداء وحفظنا عليه اكيدلا.
وان ذكرت انه بعد نزول رب المجد لمثوى الاموات وبشر بالخلاص بعدها تم انشاء المطهر و جهنم.
قلت في مكان اخر ان الكتاب المقدس هو متكامل ومتسلسل في مايذكره مراعيا البشريه التي مرت به وهو ايضا موجه الينا ايضا ولايمكن ان نأخذ اية ام ومثلا وتكون هذه ممثلة للكتاب المقدس.
وقد ذكرت ايات كثيره لكنكم تريدون كلمة صريحة . قُول لي: مثلا عندما ذكر في الوصايا العشره مثلا وصية لاتزنِ هل كان يعني الزنى جسديا فقط ام روحيا ام الاثنين. ايضا انه قال للتلاميد بما يعني عليكم ان تذهبوا وتبشروا وتعمذوا ولم يقل لهم اذهبوا واكتبوا ولكن بعدها هم كتبوا الاناجيل وهذا الانجيل هم تقليد لاحداث لحياة رب المجدقبل تجسده وبعده و كما موضح في الفصل الاول من انجيل لوقا وهناك الكثير .....الخ
اذا لكم الشجاعه القوية ايمكنكم ان تعرفوا بأسمائكم الحقيقية فلماذا تدخلون باسماء تغطون بها افكاركم( انا احترم ما تؤمنون به ولكني لست مجبرا ان اؤيده) ؛ اليس هذا باب روحي فلماذا التخفي. أأنتم مطلوبون .
اكتب اليك اليك بعض الاجوبه على بعض الاعتراضات التي قد تساور افكاركم.
الاعتراضات حول عقيدة المطهر والتساؤلات:
الاعتراض الأول هو: دم المسيح طهرنا من كل خطية وباستحقاقات دم المسيح أعطانا عربون وتذكرة سماوية. فلماذا المطهر؟
مناقشة الاعتراض: هذا الاعتراض يظهر المعنى العميق لعقيدة المطهر وهو ربط المطهر بسر موت وقيامة المسيح وهنا تبرز ثلاث حقائق وهي:
المسيح خلصنا من الخطيئة والموت: والموت هنا لا يقصد به الموت الجسدي ولكن الموت الأدبي والروحي وبموت المسيح استحق لنا الحياة الأبدية لأنه إن لم يمت المسيح لكنا ذهبنا إلى الجحيم ولكن الفضل لموت وقيامة المسيح لينقذنا نحن من الموت (الموت الأدبي أو الروحي) الذي هو رفض الإنسان لله فيصبح الإنسان حياً وميتاً حياً جسدياً ولكنه ميتاً روحياً لأنه يفقد علاقته مع الله وبمعنى آخر تصبح حياة الإنسان بدون الله بلا معنى وهذا معنى الآية أجرة الخطيئة هي الموت.
والخلاص هو أن يسوع المسيح أنقذنا من هذا الوضع وضع الخطيئة وجعل لنا إمكانية العودة والقبول لله رغم أننا خطأة والخطيئة هي رفض لله ومعنى رفض الله عند اليهود هو موت الإنسان لأن الإنسان إذا ابتعد عن مصدر حياته ومنبعها الذي هو الله يصبح ميتاً.
فقضية الخلاص والدم تمت بطريقة عامة على عود الصليب لجميع البشر وفي الآن ذاته أعطت إمكانية القبول الشخصي لهذا الخلاص، وصار لكل شخص وبشكل فردي أن يقبل خلاصه على مستوى شخصي وفردي وتظل قضية الخلاص متوقفة على القرار الفردي للشخص دون تدخل من الله أو فرض منه لأن الله يمنح النعمة وينتظر الإنسان أن يتجاوب على هذه النعمة دون أن يفرض عليه شيء.
لا يكفي أن يتجاوب الإنسان مع نعمة الله وينال نعمة الخلاص ولكن يجب عليه أن يشترك في الخلاص بمعنى يأخذ مسئولية الخلاص لا لنفسه فقط بل بالآخرين وهذه المسئولية إنما تمتزج بالألم وهذا ما اختبره القديس بولس في حياته إذ قال: "أفرح في آلامي لأجلكم وأكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذي هو الكنيسة" (كو 24:1). هل كانت آلام المسيح ناقصة كلا بل القديس بولس يشترك اشتراك فعلي وإيجابي في الخلاص لأنه لا يكتفي بالقبول فقط وإلا يصبح في وضع سلبي ولكنه يشترك واشتراكه فعلي وإيجابي وحي حتى إنه استطاع ينصح المؤمنين ويقول: "نحن نتألم معه لكي نمجد معه أو إذا تألمنا معه فلكي نمجد معه" (رو 17:

.
هل نحن نظن أن قبولنا الخلاص المجاني واستفادتنا من دم المسيح مجاناً لا يلقي علينا بأية مسئولية ويعلمنا السلبية فهذا شيء لا يطاق لأن دم المسيح إنما يغسلنا وينقينا نحن حتى نكمل مسيرة وطريق المسيح وعلى عاتقنا نحمل الصليب على مثال القديس بولس.
إن للدم قوة تخلقنا من جديد وتدعنا أو تجعلنا فعالين ومشاركين في قضية موت وقيامة المسيح لأجل خلاص العالم هذا هو معنى قبول الخلاص ولا معنى آخر غير ذلك.
إذا جاءت ساعة الموت وكان هناك نقص في الاتحاد بالله وحب الله أو بمعنى آخر لم تكن هناك مشاركة أو اشتراك فعلي أو اشتراكاً كافياً وإنما يعبر عن محبة ناقصة لله.
النتيجة:
لمثل هؤلاء الذين محبتهم ناقصة لله بالتالي اشتراكهم يكون ناقصاً في الخلاص لمثل هؤلاء: هم الذين يستفيدون من المطهر ، لأنه يزيد من محبتهم لله ويجعل محبة الإنسان لله كاملة وعن طريق الألم تكتمل المشاركة.
ينفع الدم لمن يستفيد منه ومفعوله مطلق ولا ينفع شيئاً للذين لم يريدوا الاستفادة منه وبفضل الدم وجد المطهر لتكون آخر فرصة تتجسم فيها الرحمة بواسطة دم المسيح لمن كانت محبتهم ناقصة أو اشتراكهم في الخلاص ناقصاً.
الاعتراض الثاني هو:
بهذه الطريقة الإنسان يعمل ما يريد من الخطايا بحجة وجود المطهر الذي يغفر في الدهر الآتي.
مناقشة الاعتراض:
هذا الاعتراض يذكرني بالاعتراض الذي يقال الإنسان يعمل ما يعمل من خطايا ويحتمي في دم المسيح فهل هذا منطق مقبول؟ ولكن نجد الرد في آية للقديس بولس في رسالته إلى أهل رومية وهي: "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تزخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" رو 4:2-5.
فالإنسان الذي يتعمد ارتكاب الخطيئة بحجة رحمة الله ولطفه التي تتجسم في قوة الدم والتي تتجسم في المطهر فهو مثل هذا الإنسان الذي يستهين بلطف ورحمة الله ويجلب على نفسه غضباً في يوم الدينونة لا رحمة.
الاعتراض الثالث هو:
قول السيد له المجد للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" لماذا لم يقل له شيئاً عن المطهر؟
مناقشة الاعتراض:
اللص اليمين آمن بالمسيح في ظروف وموقف المسيح كان فيه في قمة الضعف مما يظهر قوة إيمان هذا اللص ومحبته لله. لأن اللص لم يؤمن بالمسيح وهو يصنع المعجزات ويقيم الموتى ولكنه آمن بالمسيح المعلق على عود الصليب والذي يواجه الإذلال والألم. فلماذا لا يكون وضع اللص بهذه الحالة وضع استثناء له كما أن اللص كان هو أيضاً على عود الصليب يتألم فلماذا ألا تعتبر أن هذه الآلام هي مطهر بالنسبة له.
يقال أن اللص طلب من المسيح أن يكون في الملكوت "أذكرني يارب متى جئت في ملكوتك" ولكن يسوع قال له "اليوم تكون معي في الفردوس". وهذا يطرح سؤال لماذا قال المسيح الفردوس وليس الملكوت؟ رغم أن اللص طلب الملكوت فيقول رئيس طائفة ما أن الملكوت هو حيث مُلك الآب وابنه وحيث المشاهدة الطوباوية ولا يدخله أحد إلا بعد القيامة النهائية أو يوم القيامة ولكن الفردوس هو مكان انتظار الأبرار والقديسين وعلى ما يظهر من خلال هذا الكلام أن صاحب الفكرة رجل يعتقد بوجود مكان للانتظار في حين الكتاب المقدس كما رأينا لا يتحدث عن مكان للانتظار بل عن دينونة خاصة بعد الموت مباشرة وفي موقف اللص اليمين لا يظهر أنه اعتراض على المطهر لأنه إذا أردنا أن ندخله المطهر فنجد في تفسيره معنى اليوم والفردوس ما يؤيدنا ولا يعارضنا على الإطلاق وإذا أردنا أن ندخل السماء فنجد في موقف إيمان الرجل أو اللص بشخص المسيح وهو في أحرج الظروف وفي آلامه هو شخصياً وهو مصلوباً أيضاً وفي كلمة المسيح "تكون معي" ما يبرر دخوله السماء ففي موقف اللص اليمين لا يعارض ولا يؤيد لأننا إذا أردنا أن نستخدمه للمعارضة استطعنا وإذا أردنا أن نستخدمه للتأييد استخدمناه أيضاً فهو لا يحسب لا لهذا أو لذاك.
الاعتراض الرابع:
إنه يضاد العدل الإلهي لأن افتراض وجوده ينسب لله تعالى الظلم لأنه بما أن الإنسان مركب من نفس وجسد متحدين فبموجب العدل الإلهي يعذب ويطهر كلاهما معاً في هذه النار المطهرية ولكنهم ينسبون هذا العذاب وهذا التطهير للنفس وحددها دون الجسد الذي تمتع بالذات والشهوات وهو أحوج إلى التطهير منه إلى النفس.
مناقشة الاعتراض:
نحن لا نريد أن نناقش التهكم الموجود في الجزء الأول من الاعتراض ولكن نناقش الشيء المهم والمفيد في السؤال وهو الظلم في عقاب النفس وترك الجسد بدون عقاب المطهر رغم أنه هو السبب في هذا البلاء.
ما معنى الجسد بدون نفس؟ يكون الجسد عبارة عن كتلة من اللحم التي لا حس فيها ولا دم وتدريجياً هذه الكتلة تصبح هيكل عظمي لأنها تتحلل وتتآكل فليس لها معنى بدون النفس كما أن النفس هي العنصر الذي فيه الحركة والانفعال داخل الإنسان وعلى هذا الأساس فالجسد لا يشتهي ولكن النفس هي التي تشتهي وليس الجسد لأن كما قلنا الجسد بدون النفس هو بلا حركة ولا شعور فالذي يخطئ ويفعل الخطيئة أو يشتهي ليس الجسد بل هي النفس ودور الجسد هو الوسيلة لتحقيق الرغبات أو الاشتهاء النابع من النفس وعندما يقول الكتاب المقدس هذه العبارة أو الآية " أن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد" (غلا 17:5) إنما المقصود بها ليس الجسد كجسد ولكن الجسد يعبر عن الإنسان ككل بعيداً عن الله، والروح يعبر عن الإنسان ككل قريباً من الله. كما أنه علاوة على ذلك كانت هذه الآية أو غيرها تعبر عن فلسفة يونانية، حيث تبرز الصراع داخل الإنسان على أساس مكوناته بما أنه مكون من جسد وروح. بالتالي ينسبون ويعطون للجسد أهمية وطاقة وقدرة ليست موجودة فيه، لأن النفس هي كل شيء ووراء كل شيء، والجسد إلا ما هو منفذ لأوامر تمليها عليه النفس. ولتظهر أهمية هذا الحوار تذكر شخصاً كان موجوداً معك بالنفس والجسد وتذكره أيضاً بعد خروج النفس فماذا تجد؟ هل تجد جسداً يسعى نحو اللذة والشهوة؟ هل تجد جسداً يتحرك كسابق عهده؟ والنفس هي صاحبة الشهوات والرغبات وهي التي يجب أن تحرر من أثقالها وتتطهر من أدناسها. فهل يوجد اعتراض على هذا الكلام المنطقي؟ فلا أظن أن هذا الكلام يستوجب اعتراضات أخرى.
الاعتراض الخامس:
إذا كان المطهر يطهر النفوس فما هي حاجتنا إلى سر الاعتراف أو التناول؟ فيستطيع الإنسان أن يخطأ كما يشاء وهناك المطهر يطهره من كل الخطايا. إن المادة التي تستوجب الحكم فيها بالمطهر هي الخطايا العر ضية والهفوات سواء المنسية في الاعتراف أو التي لم يعترف بها الإنسان والمادة الأخرى هي العقوبات الزمنية التي تفرضها الكنيسة أو التعويض الزمني عن الخطيئة وهذا ما يفرضه الكاهن بحكم سلطان المفاتيح داخل الاعتراف كناحية تربوية ولاهوتية.فلابد للمؤمن أو للتائب أو المعترف أن يشعر بأنه أخطأ وليس فقط الشعور بالخطأ ولكن أيضاً المحاولة الجادة في إصلاح الخطأ والتعويض عنه وهنا لا نقول بالشعور بالذنب وتجسيم الأمور ولكن لابد من الشعور بأنه خاطئ وأنه أخطأ في حق المسيح والآخر والذات وبتكليفه بعمل نوعاً ما شيء من التعويض أو المشاركة القليلة والبسيطة فهذا يدخل في إطار التأديب حتى لا يرجع للخطيئة مرة اخرى وإن سميناها فهذا أسلوب تربوي ليكون الإنسان اكثر شفافية وأكثر مشاركة وأكثر نضجاً وأكثر مسئولية. ويعد التقصير في هذا التعويض مادة تستوجب المطهر ولكننا لا ننكر أن التوبة الصادقة مع التعويض بإماتة والنابع من الاعتراف لا تستوجب المطهر كما أننا لا نرغب في إدخال النفوس للمطهر لأننا نعتقد بوجود المطهر ولكن لا يدخل المطهر إلا من يستوجب المطهر فقط ونقول أن داود النبي رغم ندامته وتوبته الحقيقية ونقل الله عنه خطيئته غير أنه كان لابد له من التعويض وهذا ما رأيناه في وجود خطيئة ووجود لها عقاب راجع امثلة داود النبي (2صم 10:12-13، 10:24). تغفر التوبة العقاب الأبدي وتزيله كما أنها لا تترك الإنسان بدون مسئولية أو مشاركة أو تعويض حتى تكون التوبة صادقة لابد من إثبات ذلك عملياً والتقصير في ذلك يستوجب المطهر.
استفسار وتساؤل وهو: ما هي عقوبة المطهر وموضوع التطهير مدة المطهر.
الاستفسار والمناقشة:
هذا الاستفسار هو تكملة لموضوع المطهر . ما هي عقوبة المطهر : بدون شك المبالغة في الحديث عن عقوبات المطهر وتصويرها جعل بعض الطوائف الأخرى ترفض المطهر لأنه يعتمد على التخيلات والتصورات ولكن الآن نشرح عقوبة المطهر في نظر الكنيسة الكاثوليكية.
عقوبة الخسران هي: تقوم بالحرمان المؤقت من الرؤية الطوباوية إلا أن هذه العقوبة تقترن دائماً بسبب الدينونة الخاصة التي سبقتها بالثقة الوطيدة في السعادة الأخيرة لأن الموتى في المطهر يعرفون أنهم أبناء الله وأصدقاؤه ويتوقون إلى الاتحاد به اتحاداً صميماً فيزيدهم شعورهم هذا ألماً بهذا الفراق المؤقت.
مدة المطهر:
لن يدوم المطهر إلى ما بعد الدينونة العامة لأنه بعد أن يصدر الديان حكمه كما جاء في
( مت 24:25، 41) لن يكون غير السماء والجحيم.
القديس أغسطينوس يقول: لا تحسبن للآلام المطهرة حساباً إلا قبل يوم الدين المخيف أما المدة المحددة للامتحان المطهر فلا سبيل إلى معرفتها لكل نفس بمفردها يدوم المطهر لكل نفس إلى أن تُطهر.
بعض النقاط للحوار مع الكنائس التي ترفض المطهر:
إن كلمة المطهر غير مستساغة أو غير مفهومة نفسياً وتربوياً، فلابد من إيجاد مصطلح أخر يعبر عن العقيدة، وخاصة أن هناك تشابه في المضمون بما يطلقون عليه الأرثوذكس الفردوس وما يطلقون عليه الكاثوليك بالمطهر. فلماذا لا تتم مناقشة هذه العقيدة في لجنة مشتركة من الكنائس المختلفة لتوضيح المفهوم والمضمون والمصطلح، وخاصة أنه سبق وتم الحوار فيما يخص الطبيعة والطبيعتين في شخص المسيح، وتم الاتفاق على مصلح وتعبير يُرضي جميع الأطراف مثل لاهوته لم يفارق ناسوته.
يجب أن يتم التمييز في التعليم المسيحي بين ما يتصل بالعقيدة والإيمان وبين ما يأتي من التقاليد التقوية التي تتسرب وتؤخذ كأنها عقيدة.
تتحدث بعض الكتب عن عقيدة المطهر بشكل يميل إلى الآساطير والخرافات واحياناً التصورات التقوية النابعة من نفوس تقية والتي تأخذ الإنسان بعيداً عن الفكر المسيحي الحقيقي، فهناك تصورات عن الآلام والعذابات المطهرية التي تخيف والتي تمتاز بالخيال.
يجب علينا مراعاة العصر والزمان والمكان والثقافة لأنه لكل عصر وزمن ومكان طريقة وأسلوب ولغة للتعبير، لكي تكون مناسبة لعقلية وحياة مجموعة البشر في هذا العصر والزمان والمكان، وقد لا يتلائم هذا الاسلوب وهذه اللغة وهذا التعبير عضراً أو زماناً أو مكاناً آخر. ومن هنا نلاحظ التطور والتغيير والتجديد في الطريقة والأسلوب واللغة والمصطلحات المستخدمة، وهذا ما نلاحظه مثلاً في عقيدة المطهر. ولذا أري أن الحوار مهماً للتقارب والتفاهم بين الكنائس ولإيجاد لغة مشتركة للتعبير عن إيمانها وتعاليمها وعقائدها. فالإيمان واحد ولكن العقيدة هي التعبير عن الإيمان، ولذا فالإيمان واحد، ولكن التعبير عنه يتعدد ويتنوع، وعلينا أن لا نخلط بين الإيمان والعقيدة، [نهما لا يتطايقا/ فالإيمان أكبر بكثير من العقيدة.
تصلى الكنيسة من أجل الراقدين وفق ما يؤكده الكتاب المقدس وما تثبته الممارسات الطقسية عبر القرون. هلى هذه الصلوات والقداسات واعطاء الحسنات على أرواح الموتى التماساً لرحمة الله عليهم أموراً مسنحسنة أو أنها غير واجبة ولا مقدسة وتصبح مثل هذه الأشياء في هذه الحالة لاستدرار الربح الخسيس وتجارة بالدين، وتلاعب بعقول ومشاعر الناس. لأن جوهر هذه الصلاة من أجل الراقدين موجود في صميم إيماننا في شركة القديسين. إن الأحياء والأموات هم معاً يكونون الجسد الواحد السري لسيدنا يسوع المسيح. إن الصلاة من أجل الراقدين، بخاصة في ذبيحة القداس التي تقدم من اجلهم، تلتمس من الله أن يمنحهم الراحة والعزاء وأن يرحمهم يوم الدينونة.
إن مخلصنا يسوع المسيح، رأس هذا الجسد، قد افتدى بدمه جميع البشر من خطاياهم، فمنه – وحده – يأتى الخلاص، وكل ما تقوم به الكنيسة واعضاؤها من أجل الراقدين يستمد قيمته من العمل الخلاصي وحده الذي أتمه يسوع المسيح.
كل مغفرة للخطايا لاتنال إلا بذبيحة الفادي سيدنا يسوع المسيح الذي يحيا من خلال الكلمة والأسرار المقدسة في حياة الكنيسة لكي تتم المغفرة لكل اعضائهبدون توبة لا مغفرة. ولا توجد أية امكانية للتوبة بعد الموت. وصلاة الكنيسة ليس لها مفعولها إلا للراقدين الذين قبل موتهم قد تابوا بصورة ما عن خطاياهم. والله وحده يعلم ويحكم على هذه التوبة – وكانوا قد انتموا إلى شركة القديسين.
إن نفوس الراقدين تنتظر قيامة الأجساد والدينونة العامة التي يقيمها المسيح الأتي في مجده، ولن تكمل المشاهدة الطوباوية إلا بعد هذه الدينونة، كما سينال كل المخلصين مع قيامة الجسد مجدهم الكامل الذي يمنحهم ميراث الملكوت.
بعد الموت، سينعم القديسون بالمشاهدة الطوباوية لله مثلث الأقانيم، بينما يحرم الذين رقدوا في غير توبة من هذه المشاهدة الطوباوية، فهذا الانعام المباشر يسمى بالدينونة الخاصة. إلا أنه ليس كالدينونة العامة ولكنه اكتشاف النفس لذاتها في النور الإلهي. وتسمى المشاهدة الطوباوية لله مثلث الأقانيم بالفردوس أو السماء أو ملكوت السماوات. وقد تظل سعادة القديسين غير مكتملة حتى تتحد النفس بالجسد القائم من الموت في ملء مجد جسد المسيح.
عندما تشير الكنيسة إلى الآلام المطهرة لا تعنى مطلقاً انها عقاب الله للخاطئ، لأن الله "هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 16:3) "والله لا يناقض ذاته" (2تى 13:2). فان كان للتائب آلام بعد الموت، فمصدر ذلك هو التشوق لرؤية الله والنمو في حبه والاتحاد بألام المسيح الذي فتح لنا بصليبه باب القيامة والملكوت. إن تعليم الكنيسة عن المطهر يعنى أن النفس الذي رقد في التوبة ومحبة الله وعدالته لا يزال يحمل نتائج الخطايا المرتكبة. هذه النفس تطهر بعد الموت من كل هذه النتائج بواسطة الآلام المطهرة. إن الآلام المطهرة وصلوات الكنيسة من أجل الراقدين والغفرانات التي تمنحها الكنيسة، ذلك كله لا يمكن أن يعتبر أيفاء للدين لله لكي ينقل الموتى إلى الحياة الطوباوية السماوية. ان دين كل خاطئ في نظر الله قد تم أيفاؤه اماماً بذبيحة المسيح في آلام المسيح التى تحملها مرة واحدة على الصليب، كما أن صلوات الكنيسة والغفرانات ليست إلا توسلات ترفعها الكنيسة من أجل أعضائها في شركة القديسين.
كانت نفوس الأموات تذهب إلى الجحيم، لأنها جميعاً أخطأت بخطيئة آدم، فأدركها الحكم بالموت الذي أدرك آدم "بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية 12:5). ويتحدث الآنبا غريغوريوس في هذا الصدد قائلاً: وهذا هو السر في حاجة البشرية إلى الفادي، لأنه بدونه لا يمكنهم أن يخلصوا من حكم الموت الأبدي، وبدونه لا يستطيعون أن يدخلوا ملكوت السموات. ولا أن يعاينوها (يو 3:3-5)...لهذا صلب المسيح ومات فداءاً عن المسبيين الذين سباهم الشيطان إلى مملكته ومضي بهم إلى الججيم، فأنطلق المسيح إلى ذات الجحيم لينفذ الخراف من فم الذئب "وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضاً أولاً إلى أقسام الأرض السفلى" (أف 9:4) ورد الذين اختطفهم إبليس، ونقلهم من الجحيم إلى الفردوس "سبي سبياً وأعطى الناس عطايا" (أف 8:4). أجل "نزل المسيح إلى الجحيم، كما جاء في القداس طبقاً للنصوص السابقة، وطبقاً لقول الرسول أيضاً "ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1بط 19:3) وبهذا هتف روح النبوءة "بدم عهدك قد أطلقت أسراك من الجب الذي فيه ماء. إرجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء" (زك 11:9-12) نعم، رجع الذين "نظروا المواعيد من بعيد، وصدقوها وحيوها" (عب 13:11) رجعوا إلى الحصن الذي يركض إليه الصديق ويتمنع (أم 10:18)، رجعوا إلى الفردوس الذي كان مغلقاً في وجه البشرية منذ سقطة آدم الأول (تك 24:3)، ولم يفتحه إلا المسيح بالصليب (لو 43:23)<!--[if !supportFootnotes]-->[20]<!--[endif]-->. ومن هنا يجب أن نستفسر عن عمل المسيح بعد نزوله إلى الجحيم وتحرير النفوس من هذا السجن، هل وضعهم المسيح في سجن أخر اسمه الفردوس؟ ماذا فعلالمسيح بعد قيامته: ألم يفتح باب النعيم أمام البشرية بعد أن أُغلق بعد الخطيئة؟ يجب تحديد معنى الفردوس والحياة الأبدية؟ هل حمل المسيح النفوس من مكان إنتظار إلى مكان إنتظار آخر؟
خاتمة:
المطهر عقيدة إيمانية حية وتناسب عدل الله وقداسته ورحمته ومقبولة لدى العقل البشري وفترة المطهر هي فترة الاستعداد لمقابلة العريس وهي فترة اشتياق أو اكتمال الاشتياق وفي المطهر يتم الوصول إلى الكمال عن طريق صلوات الآخرين وبعد التطهير في المطهر يستطيع الإنسان مقابلة المسيح وبعض اللاهوتيين يشبهون المطهر بالزواج المتأخر أو المؤخر حيث نجد العروس موجودة ولكن في حالة انتظار فانظر العذاب عذاب هذا الانتظار ومن اختبره. المطهر لا يجد له معنى بعيداً عن دم المسيح المسفوك على عود الصليب فالمطهر هو نابع من فاعلية دم المسيح وقوته التي تمتد حتى ما لا نهاية لأن دم المسيح قمة الرحمة والحب والعدل أيضاً.
فليس المطهر تيار آخر يضارب في تيار دم المسيح كما يرغب البعض أو يظن لأن المطهر أساساً مبني على فاعلية هذا الدم وبدون قوة مفعول الدم لا يوجد مطهر.
ويمكنكم متابعة الموضوع على الرابط
http://aghostenos.multiply.com/journal/item/5#_ftnref10