المحرر موضوع: تذكار الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة  (زيارة 1342 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة
الشماس نوري إيشوع مندو
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: أعمال الرسل 19 / 8 _ 20 ثم دخل المجمع وكان مدة . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس10 / 4 _ 18 فليس سلاح جهادنا بشرياً ولكنه . . .
القراءة الثالثة: متى 24 / 45 _ 47 فمن تراه الخادم الأمين العاقل الذي . . .
                  + متى 25 / 14 _ 23 فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر . . .
    الملك قسطنطين: قبل موت الملك قنسطنسيوس كلورس  سنة 306 أوصى بابنه قسطنطين ليخلفه على القسم الغربي من مملكته الضخمة. وما عتم قسطنطين أن وجد مناوئاً له، قائداً كبيراً نظيره يدعى مكسانس ، فشهر عليه الحرب. والتقى الجيشان في جوار رومة ودارت رحى الحرب. وشعر قسطنطين أن جيشه هو دون جيش عدوه. فذكر إذ ذاك إله أمه هيلانة وتضرع إليه. وكانت هيلانة هي أيضاً تبتهل إلى الرب بدموع حارة من أجل ابنها. فاستجاب الرب تضرعات هيلانة وولدها. وكان في حكمته الأزلية قد اختار قسطنطين ليكون رسول السلام إلى الكنيسة. فعند الظهيرة رفع قسطنطين طرفه إلى العلاء، فشاهد في السماء صليباً يتلألأ لمعاناً، وقد كتبت عليه هذه الكلمات: " بهذه العلامة تنتصر ". وفي الليل عاد الرب يسوع فظهر له وشجعه، وأوصاه أن يحمل علامة الصليب التي رآها في السماء راية له في الحروب. فلما أفاق صنع كما أمره الرب، وجعل راية الصليب أمام كل فرقة من فرق جيشه، وطبعها على كل ترس من تروس جنوده، وسار بطمأنينة إلى مقابلة عدوه. فكانت موقعه عظيمة نال فيها قسطنطين فوزاً باهراً، وهزم جيوش الأعداء، وولى مكسانس الأدبار فغرق في نهر التيبر ، ودانت بلاد الغرب بأسرها لقسطنطين سنة 312.
    يعتبر قسطنطين أول الملوك المسيحيين التي اختارته العناية الإلهية ليوقف سيول الدماء المتدفقة من أجسام الشهداء، ويعيد إلى الكنيسة الفرح والسلام بعد طول الحزن والآلام. وقد دعته الكنيسة " الملك المماثل الرسل ". ونال شرفاً أثيلاً إذ أطلق عليه " الأسقف العلماني " أي ذاك الحارس الذي يسهر على مقدرات الكنيسة في كل ما يعود إلى راحتها وحرية عملها وإدارة زمنياتها. وقد أعلن حرية الأديان بمرسوم ميلانو الشهير سنة 313، ومنح المسيحيين حق الدخول في وظائف الدولة، وسك نقوداً طبع عليها علامة الصليب. ودعا الأساقفة إلى مجمع نيقية ليبحثوا قضايا الإيمان سنة 325.  وبقي معظم حياته محامياً عن الإيمان ورجلاً مسيحياً صادقاً غيوراً، وشيد في مدينة القسطنطينية كنائس عظيمة. وكان الرسول الكريم للمسيح بين شعوب المملكة، حتى أن ألوفاً لا يحصى عددها دخلت في حظيرة المسيح إقتداءً به. مات سنة 337، بعد أن ملك أحدى وثلاثين سنة، وبلغ شأناً عظيماً من المجد والعظمة وعزة الملك. 
    الملكة هيلانة: هي الملكة العظيمة الشأن التي اشتهرت بتقواها وفضائلها، وأعطت للعالم قسطنطين الكبير. وقد شيدت الكنائس الكبرى الفخمة في بيت لحم وأورشليم. فأقامت في موضع القبر والجلجلة  كنيسة عظيمة فخيمة، سميت كنيسة القيامة، وزينتها بأفخر الزينة. وشيدت كنيسة أخرى فوق مغارة المهد . وأخرى في مكان صعود الرب إلى السماء. ولم تترك بائساً إلا أعالته، ولا مسكيناً إلا وانجدته. فكانت كوكباً منيراً في سماء الكنيسة، وفرحاً للشعوب وعزاءً لمنكسري القلوب، لذلك دعيت " أم الفقراء والبائسين ". وقبل مغادرتها أورشليم جمعت طغمة العذارى البتولات المكرسات للرب، وأقامت لهن وليمة فاخرة، ووقفت هي تخدمهن بنفسها إكراما لبتولية العذراء مريم. ثم عادت إلى روما وهناك رقدت بالرب في شيخوخة صالحة سنة 328. 
    وترتل كنيسة المشرق في عيد الصليب هذه الصلاة: " مجده في الأرض والسماء: الصليب الذي ظهر في السماء لقسطنطين. وتجلى بمراحمه للأرضيين. وأتضح أيضاً لهيلانة أم الملك المنتصر. والرجل الشهير يهوذا. نادى وكرز بقوة سلطانه في الجهات الأربع من العالم. وها تحتفل الملائكة والبشر بالعيد الكبير لوجوده " لاكتشافه " في الجهات الأربع ". 
   ويحتفل بتذكار الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة في الجمعة الأولى بعد عيد الصليب.