المحرر موضوع: الحرية فوق صفيح ساخن  (زيارة 782 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحرية فوق صفيح ساخن
« في: 11:38 23/10/2010 »
                 
  الحرية فوق صفيح ساخن
                                 
عمانوئيل يونان الريكاني
تعد الحرية من أكثر الكلمات رواجا في سوق التداول الحياتي ومن أكثر المفردات قدسية في قاموس المفردات البشرية بمالها من إيقاع سحري عجيب وطابع جذاب ومثير على عقـــول ونفوس الناس وكيف لا وهي حلم جميع المسجونين والمأسورين وأمنية كــــــل المستعبدين والمقهورين وهي لاتفارق ابدآ أذهان الذين خنقتهم الأنظمة والقوانين والشرائع الصارمـــة ولاتبارح مطلقا خيال الذين يرزحون تحت نير العادات والتقاليد المجتمعية المتعسفة.لابل وحتى الطير في قفصه لو قدمت له الطعام وتركت الباب مفتوحا لتحمل الجوع مؤقتا واختار الارتماء في أحضانها وما تاريخ البشرية سوى مسرحية عنوانها صراع من اجل الحرية . وبعد تساقط أوراق العبودية من شجرة مخترع المقابر الجماعية الخبيثة تنفس العراقيون أول مرة بعد غياب طويل هواء الحرية النقي حيث كانت لهم طاقة من الفرح والسرور والسعادة ومحطة لتوليد أجمل حساس بالحياة .
لكن للأسف الشديد تهب الريا بما لاتشتهي السفن فالحلم الذي انتظرناه بفارغ الصبر لكي يتحقق على ارض الواقع ويغير حياتنا نحو الأحسن والأفضل بعد أن يمنحنا السلام والأمان والطمأنينة تحول إلى كابوس مرعب وشب مخيف ذلك لإصابة بعض الناس بعسر هضم الحرية وفقدانهم مناعتها المكتسبة لغياب الوعي السليم والفهم الصحيح لها.
فباسم الحرية تفشت الممارسات الخاطئة وانتشرت السلوكيات أللاجتماعية واللاحضارية في كل مكان من الاستهتار بالمبادئ الأخلاقية والقيم الاجتماعية إلى الإخلال بالنظام وعدم احترام القانون فأصبحت كل أساليب الغش والخداع وإيذاء الغير ول طرق إزعاج الآخرين لدى الكثيرين طعامهم اليومي ، وإذا حاولت أن تعاتب شخصا ما لتصرف شاذ غير مألوف فالوصفة جاهزة للرد عليك وهي إنها الحرية لقد أصبحت لنا مصدر الم وتعاسة وشقاء.
إن هذه الفوضى الحياتية التي نتخبط بها تجعلنا نلعن الحرية ألف مرة لابل إن مجرد سماعنا اسمها يثير بنا الاشمئزاز والكراهية ونحن بدورنا أصبحنا عارا عليها  حيث لوثنا قدسيتها ودنسنا حرمتها. رفقا بنا يا أبناء الرافدين يا أصحاب أعظم حضارة علمت الإنسانية الكتابة لقد كان أجدادنا العظام موضع فخر واعتزاز كل الشعوب نتيجة الانطباع الجيد الذي تركوه لدى الآخرين من سجل حافل بالبطولات والمآثر والأمجاد إلى تاريخ حامل شعل الفكر والفلسفة والعلم والفن والتقدم في كل مجالات الحياة والآثار التي تروها خير دليل عليهم . إن ترابنا المقدس مسقط راس أبي الأنبياء إبراهيم وكل رجال الأفذاذ الذين رووا بدمائهم الطاهرة نبتة الحرية الخالدة حيث البذل والعطاء والتضحية في سبيل الآخرين إن شعارهم في الحياة ومبدأهم في الوجود.
                           
Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]