المحرر موضوع: الشماس كوركيس مردو بين الادب والتنجيم  (زيارة 1689 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشماس كوركيس مردو  بين ألادب والتنجيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاروق كيوركيس

ظننت للوهلة الاولى وانا أطالع عنوان الموضوع ( المؤسسات الاشورية تزويرية ومختلقة ) للشماس  والدكتور والكاتب والمثقف والاديب  كوركيس مردو المنشور في موقع عنكاوا قبل أيام بأنه  يتطرق الى المؤسسات الاشورية المختلفة المنتشرة في ارجاء العالم كالاحزاب والمنظمات والاتحادات والجمعيات وغيرها  من حيث ادائها وكفائتها وسلبياتها ، فرغبت  بقرائته ،  ولكن مفاجئتي كانت كبيرة حين اكتشفت المستوى الذي وصل اليه بعض الذين يطلقون على انفسهم دكاترة وكتاب وأدباء ومثقفين .. والخ كالسيد كوركيس مردو  ، لا بل ان المفاجئة كانت مذهلة حين علمت بان الادباء والكتاب  الكلدان قد أختاروه عضوا للهيئة التنفيذية لانحادهم العالمي .
واذا كان الجدير بمن هو بمنزلة  الشماس كوركيس مردو وبحكم القابه اعلاه ان يبحث ويقرأ قليلا في الكتب وفي التاريخ والجغرافية والعلم والحضارة والادب ، كي يرفدنا ببعض المقالات والمواضيع التي  تثقفنا وتوسع من مداركنا ومعلوماتنا ، نراه عازفا عن الخوض في ذلك  ، ومنصرفا  الى التنجيم والغيبيات  في تفسير  وترويج بعض الاوهام وتسويقها لبعض من زبائنه الراغبين بمثل هذه البضاعة  الغير مستوفية لشروط الرقابة والسيطرة النوعية .
بالتأكيد سوف لن ادخل في سجال ونقاشات مع الشماس كوركيس مردو وليس مطلوبا منه ان يعقب على  ردي هذا ، لان شخصا كالشماس مردو يعرف تمام المعرفة انتمائه الى أمته الاشورية الخالدة وليس بالضرورة ان يعبرسلوكه وما يكتبه عما يؤمن به ، فكما يقول يعقوب في رسالته الى مسيحيين من اصل يهودي.. (  2 ــ 19 أنت تؤمن ان الله واحد ؟ حسنت تفعل .. والشياطين أيضا تؤمن بهذه الحقيقة ولكنها ترتعد خوفا  ) ، وهكذا فأننا لا نجد مبررا واحدا يجعل أديبنا ومثقفنا الكبير يرتعد من آشور وآشوريته .
وهنا سوف لن استشهد بعلم الاشوريات ولا  بكتابات المرحوم هرمز أبونا  و لا بكتابات  ومؤلفات أي من الاشوريين لكي لا نحسب منحازين ، ولكنني سوف أنقل للشماس مردو بعض الفقرات المدرجة أدناه من بحث للمطران مار سرهد يوسب  جمو مطران الكنيسة الكلدانية  الذي يفند بوضوح  أدعاءاته من ان ظهور الاسم الاثوري كان بعد الحرب العالمية الاولى وكخدعة من الانلكيز لمن يسميهم ( كلدان نساطرة )  : ــ
 ــ بعد ان ذاقت كنيسة المشرق طعم المجد أجيالا لا سيما منذ القرن التاسع حتى نهاية الثالث عشر أبان الحكم العباسي ومطلع الحكم المغولي وثبتت مراكزها في كل مقاطعات بابل وفارس وآثور .
ــ  عند تثبيت شمعون سولاقا بطريركا كاثوليكيا على كنيسة المشرق ،  جاء لقبه في الوثائق الرومانية هكذا : بطريرك كنيسة الموصل في آثور .
ــ  مطلع الصيغة الايمانية التي أبرزها البطريرك الجديد في روما في  7 آذار 1562 البطريرك مار عبد يشوع مارون : أنا عبد يشوع أبن يوحنا من عائلة مارون من مدينة الجزيرة على نهر دجلة المنتخب بطريركا على مدينة الموصل في آثور الشرقية .
ــ أن التقرير الذي عرضه الكردينال أمرليوس لهيئة الكرادلة في المجمع التريدنتيني في 19 آب 1562 يقدم لهم البطربرك الجديد على النحو التالي : السيد المحترم عبد يشوع بطريرك الاثوريين المنتخب من قبل الاكليروس وبموافقة شعبهم .
ــ  في رسالة رومانية مؤرخة في 1565 البابا بيوس الرابع بعث برسالة الى رئيس اساقفة كوان في الهند يوصي بها المطران اوراهام الذي ا رسله البطريرك عبد يشوع الى ملبار يقول :  الى هذه الاعتاب الرسولية  كان قد قدم من الهند  هذا الاخ الحبيب اوراهام الكلداني مرسلا من من قبل  أخينا عبديشوع بطريرك الاثوريين .
 ــ اما بعد وفاة عبد يشوع فقد خلفه لفترة قصيرة مار يابالاها الذي جلس في سعرد (1578 – 1580). ثم شمعون دنحا (1581 – 1600)، وقد بعث معاونه المطران ايليا هرمز حبيب اسمر الى روما بتقرير بأسم البطريرك، لا زالت نسخته محتفظاً بها في ارشيف الفاتيكان (AA،الخزانة 1-18، رقم 1796، ورقة 1-4 ) ( عند بلترامي، ص 199) هذا مطلعه: " (أنا) مار ايليا رئيس أساقفة أمد في بلاد ما بين النهرين، كلداني من اثور... أعرض بتواضع كيف أن مار شمعون سولاقا بطريرك أمته، بعد عودتهِ من روما. توقف في أمد فترة خمسة أشهر فقط ورسم فيها خمسة أساقفة ورؤساء أساقفة..." والخ، وفي ختام التقرير يتوسل مار إيليا أن يُـعمم قداسة البابا على العالم المسيحي القرار الذي كان قد أصدره سابقاً، والذي مرّ الحديث عنهُ. حيث يمنع قداسته أن يطلق أحد على الكلدان المتحدين بروما اسم النساطرة، بل أن يطلق عليهم إسمهم الحقيقي وهو "الكلدان الشرقيون في اثور" .
ــ  ومن بين الوثائق المهمة التي تخص موضوعنا التقرير الذي رفعه الى الحبر الاعظم غريغوريوس الثالث عشر مطران صيدا اللاتيني وأسمه ليوناردو هابيل، وقد أرسلهُ البابا في مهمة لتقصي الحقائق في بلاد الشرق وذلك بين (1583 – 1585) فجاء تقريرهُ غنياً بالمعلومات عن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط. وذا يبلغ في مقالهِ الى الحديث عن كنيسة المشرق يقول (ونحن نترجم هنا عن النص الإيطالي): " كذلك زرتُ مار شمعون دنحا بطريرك الامة الكلدانية في اثور..." ثم يتابع التقرير شارحاً: " ان اولئك الذين من الأمة النسطورية يسكنون مدينة امد وسعرد والبقاع والمدن القريبة، اذ تمردوا على بطريركهم، الذي حتى ذلك الحين كان يسكن في دير الربان هرمزد قرب مدينة آثور – وهي تسمى اليوم بالموصل – في بلاد بابل، قدمو الطاعة الى الكنيسة الرومانية المقدسة على عهد حبرية البابا يوليوس الثالث عشر الطيب الذكر واستعادوا اسمهم اذ اطلقوا على ذاتهم اسم كلدان اثور الشرقية " (عند جميل، ص 115 – 116).
وبعد هذه الاقتباسات من  بحث المطران سرهد جمو أوضح للشماس كوركيس مردو نقطتين :
الاولى : ان الكاثوليكي أوالكاثوليكية ليس مذهبا بقدر كونها صفة وتعني الجامعة او العامة ، أما الاسم الحقيقي للكنيسة ( الكاثوليكية ) فهو  الكنيسة الرومانية أو كنيسة الرومان الكاثوليكية  وأن الصفة الكاثوليكية ليست مقترنة فقط بالكنية الرومانية وانما مقترنة بأسم كل الكنائس .. المشرق الاثورية ،  الشرقية القديمة ، الكلدانية وغيرها  وان بطريرك  كنيسة المشرق  يلقب  بالقاثوليق أي العام ، وفي الكنيسة الرومانية تجد المذهب اللاتيني والدومنيكاني واتباع لعازر وغيرها ، ولكن الذي نود التأكيد عليه ان الكنيسة  الرومانية هي ايضا كنيسة قومية ( رومانية ) وهذا هو الذي يثير استغرابنا من قيام أبناء قوميات أخرى بالانضمام والالتحاق  بالكنيسة القومية الرومانية   التي آمنت بالعقيدة المسيحية بعد عدة قرون من ايمان أبناء أشور ، واذا كان الرومان قد أوهموا الكثيرين من أبناء الكنائس القومية الاخرى بأن روما هي الاصل ، فأننا في الحقيقة لم نجد  سطرا واحدا  في اعمال الرسل يشير الى قيام مار بطرس بالبشارة في روما .
ثانيا : بالنسبة الى المذهب النسطوري ، فليس غائبا على احد  ان الاشوريين قد أمنوا بالمسيحية على يد تلاميذ المسيح الاوائل مار بطرس في انطاكيا وبابل ومار توما ومار أدي وما ماري وان الملك الاشوري أبكر أوكاما ملك الرها الاشورية قد أمن بالرب يسوع له المجد  وارسل مبعوثين  الى اورشليم وبعث  المسيح برسالة للملك الاشوري ،  وانطلق المؤمنون من ساليق وقطيسفون واربيل منذ القرون الاولى ونشروا العقيدة المسيحة في كل مكان ، وعندما جاء االبطريرك مار نسطورس بعد اربعة قرون من الكرازة والتلمذة والايمان المسيحي لكنيسة المشرق ، فأن   هذا البطريرك لم يجد علما ولا هوتا وأيمانا أفضل من ايمان كنيسة المشرق ، لذلك فلو كان أبناء كنيسة المشرق قد أستقبلوا الايمان بالمسيحية  على يد البطريرك نسطورس لكان معقولا ان  يلقبوا بالنساطرة ، ولكن كما هو واضح ان  هناك اريعة قرون بين ايمان كنيسة المشرق وبين ظهور مار نسطورس ، يضاف الى ذلك ان المسألة الخلافية لم تكن لا هوتية صرفة بين مار نسطورس وكرسي الاسكندرية والكراسي الاخرى بقد كونها مسألة شخصية ،  وبالعودة الى الاتفاق المسيحاني بين كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الرومانية ستة 1994 نجد عدم وجود خلاف في التفسير اللاهوتي    وربما بداية الطريق لرد الاعتبار لمار نسطورس .
تمنياتنا للجميع بالسعي وراء الحقيقة لا شيء غير الحقيقة ، و لكل ما هو مفيد وصالح لبناء الانسان بعيدا عن اثارة الفرقة والتناحر والتجزئة بين أبناء الامة الواحدة .