المحرر موضوع: هل يكون لبنان وسوريا الوطن المستقبلي لكل مسيحيي الشرق؟  (زيارة 1349 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Charbel Elkhoury

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 106
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل يكون لبنان وسوريا الوطن المستقبلي لكل مسيحيي الشرق؟

شربل الخوري -اعلامي

ماذا يمكن ان يحدث  للمسيحيين في الدول العربية من مصر الى العراق مرورا بسوريا ولبنان بعد فاجعة كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة ببغداد؟وتهديدات القاعدة للمسيحيين في لبنان ومصر وسوريا والاردن وكل الشرق الاوسط؟وما هو مستقبل اكثر من 20 مليون شخص يتعرضون يوميا لشتى انواع الاضطهاد تارة بشكل علني وطورا بشكل مستتر لحملهم على التأسلم او الهجرة الى الخارج واللحاق بمن سبقهم من ابناء ملتهم الذين يربو عددهم على 40مليون شخص منتشرين في كافة اصقاع الارض والذين ذابوا او بالاحرى اندمجوا كليا في اوطانهم الجديدة ؟وهل يكون الحل في ابادتهم عن بكرة ابيهم او تهجيرهم الى الغرب المسيحي المبادئ والحضارة ,العلماني الشكل والمظاهر؟في الواقع انها مأساة كبرى ,لا يمكن تجاهلها او التنكر لاهلها او غض الطرف عن ناسها ومعاناتهم التي اصبحت لا تطاق نتيجة الاضطهاد المستمر منذ صعود الفكر الاسلامي المتطرف الى العلن واعتماده كقاموس يومي في حياة بعض المجتمعات الاسلامية التي تحمل وزر علاقاتها الايديولوجية والفلسفية السلفية  مع الغرب لسكان الدول العربية المسيحيين الذين دفعوا ويدفعون الضرائب الباهظة دون اكتراث من الغرب الذي كان هو السبب بوصول مسيحيي الشرق الى هذه الوضعية؟ وتعمل الاسلمة الجديدة للعالم,المستترة والمعلنة, على ابادتهم رويدا رويدا.فالعراق الذي كان فيه اكثر من 3ملايين مسيحي منذ 30سنة لم يعد فيه اليوم الكثر من 400الف نسمة فقط وهم جميعا في حالة انتظار للهرب القسري او الطوعي الى الخارج للنجاة من مصير وساعة يجهلون توقيتها لاغتيالهم المنظم باسم الدين الاسلامي الذي بات مبررا لاي عمل انتقامي من ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل باي شيء مما يعانيه المسلمون في العالم ,ولن اخوض هنا في اسباب ما يعانون ووغن كان المال النفطي هو السبب في كل ما وصل اليه العالم من مشاكل.كذلك هو الوضع في سوريا ولبنان حيث يتراجع بشكل مخيف عدد المسيحيين في هاتين الدولتين ناهيك عن مصر التي تضم اكثر من 10 مليون مسيحي ,لا يهدأ لهم بالا على مدار الساعة لان المؤمرات التي تحاك ضدهم اكثر من ان تعد او تحصى..فهل يضع المجتمع الدولي راسه في الرمال وكانه لا يتحمل اية مسؤولية ..ويترك هؤلاء لمصيرهم الاسود القاتم مقابل الحفاظ على مصالحه المرتبطة بالنفط والتجارة الدولية؟وقد اصبحوا فريسة غرائز واوهام "الجهاد في سبيل الله عن اقتناع او عن دعاية او لاسباب تفريغ المنطقة حتى الضفاف الشرقية للمتوسط من اي وجود غير اسلامي ابتدا بالمسيحيين وسينتهي باليهود ,ليتم لاحقا مقارعة كبرى ,تعد لها ايران بالحيلة تارة وبالقوة والمال طورا منذ زمن طويل,يتم فيها الثار للحسن والحسين والتاريخ الشيعي باسره منذ انقسام المسلمين الى سنة وشيعة؟ وهل يقبل الجمهوريون الذين بدؤوا باستعادة نفوذهم القوي في واشنطن بتحويل اوطان مسيحية او شعوب مسيحية الى إسلامية بقوة التفجيرات والمفخخات والعبوات الناسفة للابرياء؟
المصادر المطلعة في الغرب وعلى راسها الفاتيكان وفرنسا ترفض التخلي عن دور المسيحيين في الشرق خصوصا في لبنان وإن كانت عاجزة عن فعل اشياء مهمة لهم في هذا الوقت بالتحديد ..ولكنها عازمة على تحديد استراتيجية مستقبلية كما تقول هذه المصادر تشرك بها كل من روسيا والولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية الفاعلة ضمن الاتحاد الاوروبي ,وهي على غاية الاهمية  وتشمل لبنان بالدرجة الاولى وتمتد الى سوريا لاحقا ليتم اقامة دولة مشتركة على اراضي الدولتين للمسيحيين المشرقيين بحبث تستوعب كل المسيحيين :من مصر الى سوريا وفلسطين والعراق يكون عمادها وعمودها الفقري لبنان ولا تمانع اسرائيل في قيامها لانها تشكل لها نوعا من السد الشرقي في مواجهة العرب فيريحها كثيرا من الناحية العسكرية وهي التي بدا جسمها يثقل ويترنح تحت وطاة الممانعة الاسلامية التي تشتد لوجودها او الاعتراف بها او التطبيع معها.ومن ناحية اخرى يتم ترحيل المسلمين الى بلاد اخرى لان اقامة دولة مسيحية في هذه المنطقة بالذات مهم جدا للغرب الذي يلتحف العلمانية ولا يستطيع الجهار بواقعه المسيحي المعشعش في عظامه والذي بات يظهر في العديد من القرارات الاخيرة في فرنسا وبلجيكا وهولندا وسويسرا وقد اظهرت نتائج انتخابات الونغرس الاميركي اخيرا صحة ذلك بعد ان عادت الى الواجهة السياسية ,العصب الديني المسيحي ,في المعارك الانتخابية والحملات الدعائية التي خاضها الجمهوريين ضد الديموقراطيين وحققوا بموجبها نتائج باهرة وغير متوقعة .
ويقول المعترضون على مثل هذه التعددية من المسيحيين بان الموارنة سيكون تواجدهم في لبنان مع بعض الاقليات الكاثوليكية القادمة من العراق كالكلدان والسريان والروم الكاثوليك في حين سيتم توزيع الاقباط والاورتوذكس على سوريا وقد يبقى الدروز والعلويين وبعض المسلمين فيها مقابل انشاء دولة اتحادية-فدرالية وعلمانية في الوقت نفسه لكل هذه الطوائف على غرار الولايات المتحدة الاميركية تكون فيها سياسة خارجية ودفاعية واقتصادية وعملة واحدة على ان يترك لكل منطقة ادارة شؤونها الذاتية الاخرى.ويقال ان الرئيس ساركوزي فاتح الرئيس الضيني بهذا الموضوع خلال زيارته الاخيرة الى فرنسا وان بكين ليس عندها اي مانه في قيام مثل هذه الدولة شرط ان تكون الارضية صالحة لمثل هذه العملية على الصعيد الدولي علما ان العالم بات شبه عاجز عن التصدي الفعال للارهاب الاسلامي وإن خط الدفاع الاول عن مصالح الغرب:تقافة وتجارة ومفاهيما وتمط حياة. هو مثل هذه الدولة ويبدو ان نجاح ساركوزي في سياساته الداخلية سيحوله الى رجل المرحلة المقبلة في التعامل المتشدد مع ايران وسوريا بالتعاون مع الصقور الجدد في البيت الابيض وهو ما بدات دمشق وطهران تخشاه جديا في المرحلة المقبلة
 
للتواصل مع الكاتب:CHARBELELKHOURY11@YAHOO.COM 



--