تخاريف خريف الفعل الماضي
طورا داشور
يلفت نظري في ما اقرأ عن المشاكسات التي قد تصل إلى حروب بويلات وكلمات تناطح كلمات .. أناس يحبون أن يثيروا المشكلات سواء كانوا آشوريين ام كلدانيين ام سريان يشاكسون احدهم الاخر .. أو متحررين يتعاركون مع متشددين .. أو جنس لطيف يحارب كي لا يوصف باللطف وكي يحظى بكافة حقوقه التي كفلها لها دستور حمورابي .. أجد أناسا لا هم لهم إلا الكتابة في امور التسمية والتي لم يتفق عليها اثنان في الدنيا وذلك لكي تنشأ مشكلة من كتاباتهم ويصلوا لغاية في أنفسهم لا يعلمها احد !! أتسائل في كل مرة أقرأ مثل هذه المواضيع .. ألن يكبر هؤلاء الناس أبدا؟ ألن يعرفوا أن السكوت من ذهب وأن أوضاع أمتنا تحتم عليها أن نتفق ونكتفي من الخلافات التي مزقتنا ما الذي يجنيه هؤلاء من خلافاتهم مع أضدادهم؟ وما الفائدة التي أجنيها من كتابتي إذا لم تحسب لي ولكن علي يوم وقوفي أمام الله؟
متى نرى وعيا ثقافيا يسمو فوق الرغبة المجنونة في الشهرة أو إثبات الذات حتى لو كانت الشهرة أو الذات مزيفتين .. متى يكف من يدعون الكتابة عن حروبهم الكلامية وفقاعاتهم اللفظية التي لا تلبث أن تتلاشى .. أليس الذكاء مثل النهر .. كلما ازداد عمقه .. كلما خف ضجيجه.
فمتى يخف ضجيجنا؟ ولماذا ندخل كنائسنا في مطحنة التسميات . لماذا عندما نواجه عفونة قلمنا لا نكون شجعانا ونعتذر لنزيل صفحاتنا السوداء.
كم تمنيت ان تنشط كريات الدم لمن يدعي الكهنوت في بداية مشواره وتستريح ملامح أقبح قلم بين يديه في قضية لا تتعدى عملية ذبح الديوك الأصيلة ، وهو لا يرى غير عقدة نقصه في الديوك .
فلا خطية على ذابحي الديوك بأقلامهم الذين نَصَبوا أنفسهن ضد امتنا الأصيلة وهم لا يعلمون بفنون المشوي والمقلي إلا التحمير !!! انها تخاريف الخريف ، لحلم خانق على وسادة إبليس .
