المحرر موضوع: هل نخاف المرأة ؟ أم نخاف عليها؟  (زيارة 1411 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل نخاف المرأة أم نخاف عليها؟
المرأة كما يُقال نصف المجتمع، وقد خلقها الله حالها حال الرجل، لكن بعده ومن ضلعه كما يقول الكتاب المقدس، وهي كيان متكامل لا فرق في تكوين جسمها عن تكوين جسم الرجل إلا ما تقتضيه الأنوثة أو الرجولة ووضائفها، إذا الله خلق أثنين متشابهين بأشياء، ومختلفين بأخرى لكنهما يُكملان بعضهما البعض، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرته، هكذا يقول العهد الجديد، أي أن الخلق كان فيما يخصهما لكي يلتصق الرجل بالمرأة لأنهما معا يكونان كاملين، وأي منهما بفرده هو غير متكامل. ويمكننا القول أن لا أحد منهما يستطيع العيش بمفرده، إنها الحكمة الإلهية التي تجعل من الحياة تستمر وللبشرية البقاء رغم كل المصائب والحروب والمآسي.
ونحن نعيش في مجتمع شرقي أقل وصف يمكن أن نوصفه به هو كونه مجتمعا رجوليا؛ فالمرأة تعيش فيه بالظل حتى وصل الأمر بالبعض أن يقول بخصوصها (تِكرَم مرأة) إنها مأساة أن نجعل من نصف المجتمع هكذا، جالسة في البيت حتى عندما يزور أصدقاء الرجل البيت تكون هي بعيدة ولا تشارك بالنقاش، وغير مسموح لها بالجلوس أو أبداء الرأي بل قد نطلب من أصدقائنا الانتظار لوقت معين لكي نرتب لهم طريق الدخول إلى البيت!!!! أي لنقوم بتنبيه الحريم!! حتى ينزوين جانبا غير منظور عندما يدخل الغرباء حتى ولو كانوا أصدقاء أو جيران مخافة أن يراهم أحدهم!!
وهنا يستوجب التساؤل لماذا كل هذا؟ هل نخاف منهن أم نخاف عليهنّ؟ فإن أدخلت صديقا إلى بيتي يعني أنني أثق به وإن كان كذلك يجب أن لا أخاف منه على شيء حتى بيتي ودون شك فإن المرأة هي الأهم مِما موجود في البيت، هي الإنسانة التي ترافق الرجل، إنها تساهم في التفكير فلديها ذات القدرات الموجودة لدى الرجل، فلماذا نخسر هذا العقل وأبداعاته، ألسنا بذلك نهمل جزءا مما أبدعه الله ؟ وكيف لنا أن ننعتها بناقصة عقل ودين؟!!! وكيف نجعل لها وليا حتى لوكان طفلا أحيانا في بعض الدول؟!!! أو ان تكون شهادَتَها لا تعادل شهادة أخيها أو زوجها في المحاكم!!! وحتى عندما تنقل تلفزيوناتنا أحداثا عالمية؛ رياضية كانت أو غيرها فإنهم يقطعون البث عندما تظهر صور لنساء أحيانا فيها وكأن ظهور هذه الصور سيشوه الذوق العام، وإن كان للغرباء تقاليدهم وأزياؤهم التي قد تبدو غريبة لنا، فلماذا نتخذ ويتخذ العديد من الذين يمارسون هذه الممارسات تلك الدول أصحاب هذه المظاهر والأزياء ملاذا آمنا لهم؟ أليس هذا مثار تساؤل!!!!!!!!
إننا قد نخاف من أبراز دور المرأة في حياتنا لكي لا تهتز شخصيتنا، وقد يرتفع نجمها فوق نجم زوجها مثلا، وهذا يعتبر خطيئة في مجتمعنا، ونحن نتفاخر بأننا نعطي للمرأة حقوق وامتيازات، لكن كيف؟ وإن تعكزّنا على خوفنا عليهنّ فهذا أيضا نقص فينا لأن ذلك يعتبر نقصا في التربية وخوفنا من أن تكون المراة غير مؤهلة للثقة بها فنضعها وراء جدران سميكة ونسلبها حقها في التمتع بالحياة والاختلاط واستغلال ما وضعه الله فيها من قدرات!!!
فيا أيها الرجال لا تخافوا على النساء ولا تخافو منهنّ، فهنًَّ السند لكم وقد تكونان كليكما عظيمين، فلماذا نخسر عظيما من خلال حبسه في البيت؟ ولا تخافوا عليهن بل أعطوهنّ الثقة لكي تتيقنوا أنهنَّ أهى للثقة واتركوا لهنّ الحرية في المظهر والكلام والتصرف وبكل تأكيد هنَّ سيأخذن تقاليد وعادات مجتمعهنَّ وسيكونوا فخرا لكم وستسير الحياة بصورة أفضل، عندها سوف لن نحتاج إلى الكثير من الممارسات التي أشرنا إليها ويعيش المجتمع بصورة أفضل.
إذا وكخلاصة للقول نقول أن كلا السؤالين الذين هما عنوانا لمقالنا هذا ليسا من الصواب بمكان لأننا كلينا (رجل وامرأة) يجب أن نعمل سوية كندّين ولهدف نبيل كل يسعى لتحقيق ذاته وأظهار أبداعاته لكي نتحول إلى خطوة مهمة ومتقدمة إلى أمام ونحن معا. وقد تكون هذه الخطوة المهمة تبرز بجهود امرأة أو قد تكون بجهود رجل وبكلا الحالتين هي مكسب للرجل وكذلك للمرأة ولجميع المجتمع، إذا ليست مسألة الخوف بل مسألة الثقة والإيمان بالآخر وعندها نكسب المجتمع كله، ونزيح أكواما من الغبار بل الطين المتراكم على صورة المرأة أو الرجل نتيجة الموروث الكبير من العادات والتقاليد، وننسى أن الرجل أو المرأة لا همّ!َ له سوى الجنس والتفكير به عندما يتواجد مع المرأة لأن الحياة هي أعظم من ذلك وإن وضعنا تفكيرنا بقالب جامد نكون قد جمّدنا جميع قدراتنا، وإن تحررنا سوف لا ننظر للمرأة لكي نشتهيها بل لكي نتعاون معا لخلق مستقبل أفضل لكلينا، وهكذا نكون أثنين سليمين ونتكامل ونبدع وسيفرح بنا الله حتما.