المحرر موضوع: بحسب تصريحات السيد المالكي مذبحة سيدة النجاة سوف تتكرر!  (زيارة 1393 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بحسب تصريحات السيد المالكي مذبحة سيدة النجاة سوف تتكرر.


   أن العراق بعد سقوط نظامه ألبعثي عام 2003م، يعيش وضْع امني وسياسي متدهور، لاسيما في هذه الفترة التي  انعدم فيها حُكم السلطة المركزية، وفقدان الأمن في اغلب المحافظات. فقيام عناصر طائفية متطرفة لها صلة بجهات خارجية بالسيطرة على المناطق التي تتواجد فيها بأغلبية ساحقة، وقيام تلك العناصر بخرق القانون، بإعمال تخريبية وإرهابية أمام أعيون المسئولين ضد المواطنين الذين يرفضون أفكارهم الانفصالية المريضة، هو اكبر دليل على انعدام السلطة والأمن في العراق.

  وقد أصبح العراق في السنوات الست الأخيرة ولاسيما في وسطه وجنوبه، ساحة مفتوحة للصراع الطائفي، وبلا شك ساحة مفتوحة لاستقطاب الإرهابيين من مُختلف الدول الإسلامية، كما هو مُخطط له من قبل الدول المجاورة، بمباركة أمريكية وصهيونية، ناهيك عن الخصومات السياسية بين البرلمانيين والأحزاب التي بدأت تميل الى الحركات الدينية ذات الطابع الطائفي.

 وبسبب هذه الفوضى السياسية إلى تعم عموم العراق، بدأ الشعب العراقي بمختلف انتمائه الطائفي يدفع فاتورة الحساب، وبالأخص شعبنا المسيحي، ففي يوم 31/10/2010 دفعَ هذا الشعب الأصيل الذي وّجد على هذه الأرض منذ قديم الزمان، في كنيسة سيدة النجاة، حساب لتلك الفوضى السياسية التي يعيشها بلاده، مع انه لم يكن طرفاً فيها، غير انه دفعها بكل حب وتواضع، إيماناً منه وحباً للأرض التي عاش عليها أجداده منذ أكثر من 6000 سنة.


 مذبحة كنيسة سيدة النجاة التي حصدت 52 نفساً مُسالمة من الأطفال والشيوخ والرجال الدين وشباب، قد عكست بجلاء ليس فقط الوجه الحقيقي للإرهاب، أو الفكر الإسلامي المتطرف، وإنما أيضاً عجز دور الحكومة العراقية في حماية الشعب ودُور عبادته، وهذا ما أشاد به اغلب النقاد والمفكرين المتابعين الأحداث السياسية العراقية من داخل وخارج الوطن.

 فبعد هذه المجزرة الرهيبة التي وقعت في كنيسة سيدة النجاة والتي هزت الرأي العام (بحسب ردود افعال الصحف) والأحداث السابقة التي طالت أبناء شعبنا في الموصل وتفجير بيوت المسيحيين في الوقت الحاضر من مناطق مختلفة في بغداد، والاغتيالات الفردية، تؤكد بكل وضوح على فشل وعجز الحكومة في حماية شعبنا العراقي، وتصريحات السيد المالكي التي صرحَ بها خلال زيارته كنيسة سيدة النجاة تـُثبت صحة قولنا هذا، حين اعلن بانه سوف يعين عدد من الشباب المسيحيين لحماية الكنائس!!!

  افليس هذا الإعلان ينبع من عجز وفشل الحكومة في مواجهة الإرهاب، ويدفع أبناء شعبنا المسيحي لدبروا أمورهم ويحموا أنفسهم بنفسهم ولا يتكلوا على أجهزة الأمن؟ فان كانت الحكومة والأجهزة الأمنية التي تمتلك جميع متطلبات ضبط الأمن غير قادرة على ضبط الأمن، فهل يعتقد المالكي بان حراس لا يمتلكون خبرة في مجال الأمن سوف يستطيعوا فعل ذلك، وأساساً نحن لم نسمع في أي دولة في العالم ان الحكومة تطلُب من الشعب حماية نفسه بنفسه، فواجب الحكومة ان تحميهم وليس العكس.

وعلاوة على ذلك أليس هذا التصريح يدل بان هناك هجمات أخرى قادمة ويحثنا السيد المالكي على حماية أنفسنا في المستقبل! نعم بلا أدنى شك، مذبحة كنيسة سيدة النجاة سوف تتكرر أن بقي العراق في هذه الفوضى السياسية، وعليه نحن نُطالب الحكومة بحماية دولية، ولا نريد سماع المزيد من الوعود الخائبة، لان بقاء شعبنا المسيحي في المنطقة بات مهددا بسبب فشل الحكومة في حمايتنا، لكونه الأكثر استهدافا في العمليات الإرهابية وذلك بسبب الفكر الإسلامي المتطرف الذي بات ينتشر وبسرعة كبيرة في العراق نتيجة غياب القانون.

والرب يبارك الجميع
 الشماس جورج ايشو