المحرر موضوع: قبضوا على مخططي جريمة كنيسة النجاة…هل من مسرحية جديدة ؟  (زيارة 2264 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اسكندر بيقاشا

  • ادارة الموقع
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قبضوا على مخططي جريمة كنيسة النجاة…هل من مسرحية جديدة ؟

اسكندر بيقاشا
تناقلت وكالات  الانباء ان الحكومة العراقية قبضت يوم اول امس على زعماء الشر في العراق ومخططي مجزرة سيدة النجاة, لكنني بالحقيقة لم اشعر بالفرح. قد يكون السبب لان الحزن لازال يغمرني بحيث لم استطع ان اشعر بالغبطة. لكنني اعتقد ان السبب الرئيسي هو انني لا اثق بما تصدره الحكومة في هذا المجال لا بل اعتقد انها لعبة جديدة قد تكون بعض الاطراف المشاركة في العملية السياسية  تخطط لها.

 لقد اعلن مثل هكذا خبر بعد استشهاد المطران بولص فرج رحو عام ٢٠٠٨ لكن القاتل ظهر انه كان محكوما بالاعدام مسبقا في جرائم اخرى وارادوا تعليق جريمة اخرى في رقبته المكسورة كي يسدلوا الستار على مقتل رئيس اساقفة الموصل في جريمة لم يشهد مثلها تاريخ العراق سابقا.

 كما اعلن خبرا مشابها حين تم استهداف المسيحيين وتهجيرهم قبل انتخابات مجالس المحافظات خريف ٢٠٠٨ وتحدث البعض عن ان رئيس الوزراء قد اراهم ملفات تثبت ان جهة ما وقفت وراءها لكن رئاسة الوزراء كذبت الخبر وكانها كانت مسرحية لاخفاء المجرم الحقيقي حيث اسدل الستار بعدها على الجريمة ايضا.

ولم تختلف عنها ما جرى عام ٢٠٠٩ من استهداف وقتل ما تبقى من مسيحيي الموصل قبل انتخابات البرلمان العراقي. وقالت السلطات انها قبضت ليس على واحد بل على اربعة. لكن اخبارهم قد انقطعت ومحاكمتهم لم تتم والجهات التي تقف وراءهم لم تكشف. وعلى ما يتوضح ,لي على الاقل, فانه كان  لتهدئة مشاعر الغضب التي عمت  داخل وخارج العراق ولتغطية فشل السلطات ليس إلا.

هذه الجرائم والكثير مما حصل للمسيحيين في الوسط والشمال علقت على الارهاب الذي تعني ,بلغة المكاتب, رميها في سلة المهملات, رغم انني اشك وبقوة ان هنالك اطرافا مشاركة في العملية السياسية مشاركة في الكثير من هذه الجرائم بشكل او بآخر. وقد يكون هذا هو السبب في عدم القبض او محاكمة القوى التي تقف وراء هذا الجرائم.

بعد سبع سنين من خطف وتفجير وقتل وتهجير لمسيحيي العراق من دون ان يحاكم كلبا واحدا على الجرائم البشعة التي استهدفت وجود المسيحية في العراق, كيف يمكن لي اذن ان اثق بما تقوله الدولة في هذا الخبر.

اسباب اعلان الخبر قد يكون حصل حقا وفي هذه الحالة هو طمئنة للعراقيين جميعا ومنهم المسيحيين. لكنه ايضا قد تكون اشارات الى الاتحاد الاوربي الذي طالب بتوقيع اتفاقية مع الحكومة العراقية لحماية المسيحيين العراقيين, حيث تريد ان تقول انه لم تعد هنالك حاجة الى اية اتفاقية معهم. وهو ايضا رد الحكومة على مطالبة الاحزاب المسيحية بمحافطة خاصة. وكانها تريد ان تقول ان لا حاجة الى تشكيل محافظة مسيحية بعد زال الخطر عنهم. وفي المحصلة فهو يهدف الى كبح طموحات المسيحيين وليس الرغبة في طمأنتهم واستقرارهم.

هنالك عدة طرق يمكن للحكومة ان تطمئن المواطنين المسيحيين وتعيد ثقة المسيحيين بها وتثبت صدقها معهم ايضا:

 احداهما هو المحاكمة العلنية لهؤلاء المتهمين وعلى شاشات التلفاز لكي يتأكد المواطنون ان خطرا حقيقيا قد زال وان الجريمة وخيوطها قد انكشفت  للعيان.

الطريقة الاخرى هو اشراك محققين مسيحيين في التحقيقات الجارية مع هؤلاء المحتجزين ومن ثم نشر نتائج التحقيق في وسائل الاعلام. هؤلاء المحققين يمكن تعيينهم من قبل الاحزاب السياسية "المسيحية" او من قبل اللجنة البرلمانية التي شكلت لوضع توصيات لحمابة مسيحيي العراق. المهم ان يكونوا نزيهين ومن اتجاهات سياسية مختلفة.

اما ابقاء التحقيقات سرا وتسريب اخبار تتناسب مع ذوق الحكام السياسيين ومصالحهم وتخدم سياساتهم فما هو الا فصل جديد في سياسة "ناصر اخاك ظالما او مظلوما" وحلقة من حلقات المؤامرة التي يشترك فيها الاطراف الحكومية والمعارضة ايضا في سوق المساومات والمهاترات التي تجري في العراق ويذهب ضحيتها دماء الابرياء من جميع اطياف الشعب العراقي وعلى رأس الضحايا واكثرهم تأثرا مسيحيو العراق.