المحرر موضوع: من اين جاءت هذه الخرافات والغيبيات الى حياة العراقيين  (زيارة 1121 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Jamil Gabriel

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 51
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من اين جاءت هذه الخرافات والغيبيات الى حياة العراقيين


لا اذكر يوما واحدا في حياتي والتي امضيت معظمها في بلدي العراق ان مسلما طرق باب بيتنا ودعانا للخروج منه والذهاب الى الجحيم ليحتله ويصادره وتحت حماية السلطة مهما كان نوعها كما انني لم اصادف ولا مرة واحدة ومنذ ابتدأت اللعب في الازقة حيث الالعاب المعروفة ايام زمان وحيث لا كومبيوتر ولا اكس بوكس ولا بلي ستيشن ولحين شروعي بالدراسة الجامعية ان مسلما سألني عن ديني او ايماني المسيحي ومعتقداتي او نظر اليّ باستخفاف او تطرف في تصرفه معي وحاول ارهابي او ترك ديني او أجبرني على قراءة القرآن الكريم والاحاديث النبوية او اطلق علي كلمة كافر او نصراني وما الى ذلك من امور عجيبة غريبة نسمعها هذه الايام في عراقنا الجديد والذي يقوده المحررون الجدد وبرعاية الامبراطورية الامريكية .. انما اذكر اجمل سنين عمري وانضجها عشتها مع المسلمات والمسلمين فترة دراستي الجامعية وفترة الخدمة العسكرية والتي امتدت الى عشر سنين وبعدها خدمتي مع الفلاحين في القرى المسلمة المحيطة بمدينة كركوك .. يومها تعرفت على اجمل الناس والطفهم اولئك اللذين قدموا من الثغر الباسم مدينة البصرة وبابل وكربلاء والنجف والكوفة وبغداد ونينوى والسليمانية ابناء الحرية والجمال الجبلي ومن خلالهم اكتشفت  اجمل معاني الحياة واعظمها ومعهم كافحت وتألمت وغنيت وفرحت وبكيت وتعلمت الكثير الكثير ومع مرور الزمن كبرت عندي رغبة التعرف على الشخصيات الاسلامية والتي لايقل شأنها عن اولئك اللذين عرفناهم عبر تأريخ الانسان الطويل على هذه الارض وكان اولهم الامام علي عليه السلام فقراءت نهج البلاغة او حاولت لاكون ادق بسبب صعوبة لغته واستمرت هذه الرغبة وتواصلت معي الى يومنا هذا فعرفت المزيد عن هذه الشخصية الاسلامية والانسانية الفذّة والتي كان اخرها معرفته والمامه ونطقه وبطلاقة اللغة السريانية كونه صديقا لاولئك الرهبان والاساقفة والبطاركة اللذين عاشوا في اديرةالكوفة وكنائسها والمناطق المحيطة بها والممتدة الى شمالها وجنوبها .. ومع مرور الزمن ايضا وجدت نفسي محاطا بمجموعة طيبة ورائعة وذكية وخلاقة وموهوبة من الاخوات والاخوة المسلمات والمسلمين لا بل اضحى بعض منهم اعزّ الاصدقاء واقربهم الى نفسي اذكر منهم الفنانة المسرحية والشاعرة الكردية ميديا رؤوف والاديب والفنان التشكيلي والشاعر التركماني فاضل ناصر كركوكلي والشاعر والفنان المسرحي والسينمائيي علي ريسان هؤلاء اللذين يقطنون قلبي ولا اظن ان بامكان امريكا وآليتها العسكرية العملاقة ولا جرائم مليشيات منظمة القاعدة صنيعتها بحق مسيحي العراق او الشرق ان يحركوهم خارج قلبي او يغيروا مشاعر الحب والاحترام والتقدير الكبير الذي اكنه لهم ولكثيرين غيرهم من الاخوة المسلمين .. اشياء كثيرة تربطنا وتعمق اواصر العلاقات مع بعضنا اولها وطننا اوروك كما يسميه علي ومن ثم الفكر الخلاق والحضارات العظيمة التي نشأت وترعرت على ارضنا وادي الرافدين فأثارت لغناها حسد الاغبياء والمتخلفين وصارت في زمن قوتهم هدفا لتحطيمها والغائها من الوجود كما تربطنا مبادئ الحرية وكرامة الانسان وانعتاقه من قيود الظلم والعبودية وانتصار قيمه النبيلة والعالية في العيش السعيد .. لم يكن للدين دورا في تحديد شكل علاقاتنا او رسمها او عاملا محفزا للمضي قدما في تطويرها او الحفاظ عليها او انهائها فمن اين جاءت هذه الخرافات والغيبيات الى حياة العراقيين ومن الذي يحاول اثارة مشاعر وآلام المسيحيين اللذين اضطهد ابائهم واجدادهم بسبب ايمانهم  فالتأريخ والماضي لايمكن تغيره ابدا انما بامكاننا معا تغير الحاضر والمستقبل . انني دائم القول ان اليهودي الذي بصق على المسيح وجلده وعلقه على الصليب واهانه وطعنه بالرمح وسقاه الخل وقتله لاشأن ليهود اليوم به وكذا الحال بالمسلم الذي اضطهد مسيحي بسبب ايمانه في زمن من الازمان لاشأن لمسلمي اليوم به لان الحياة تتغير باستمرار وبسرعة وان عاجلا ام آجلا سيذهب كل من يسير عكس الزمن الى المكان الذي يستحقه
                                                    جميل شمعون