المحرر موضوع: الحبّ والجنون  (زيارة 1152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحبّ والجنون
« في: 11:48 01/07/2006 »
قرائنا الأعزاء نقدم لكم اليوم قصة أخرى من القصص التي تدعونا إلى التأمل ولكن قصتنا
اليوم هي جزء من حياتنا للأن الحب هو في صلب حياة الإنسان، وليس هو غريزة بل أنه حياة
يعيشها الإنسان خلال سنين حياته ككل في الألم وفي الفرح. فالحب هو هذه الحياة التي
يعيشها الإنسان مع الأخرين، وهذا ما تعلما أياه قصت الحب والجنون التي قام بترجمتها عن
الإيطالية الأب باسل سليم يلدو مشكوراً.
         الأب إيهاب نافع البورزان
            بغداد 1/7/2006


  الحبّ والجنون
[/size]

     يروى ان في احدى المرات اجتمعت كل مشاعر الانسان (الاحاسيس) بما فيها المحاسن
والعيوب. وبعد تثاوب الملل لاكثر من مرة، إقترح الجنون عليهم لعبة الاختباء،
فتساءل الفضول: ولكن كيف سنَلعب؟ فشرحَ الجنون لهم: احاول تغطية عيني وأبدا بالعد
الى الألف، اثناء ذلك عليكم بالاختباء جميعاً. وعندما أُنهي من العد سابحث عنكم،
ومن اجده اولاً سيأخذ مكاني، وهكذا تستمر اللعبة.
   
     طار الحماس من الفرح وتبعته الخفة ورقصا بسرور لاقناع الشك الذي لم يكن متأكداً من
نجاح اللعبة، فالبعض منهم لم يرغب بالمشاركة، فالحق فضل عدم الاختباء، والكبرياء
قال بانها لعبة سخيفة، أما الخوف ففضل عدم المخاطرة. مع ذلك بدأ الجنون بالعد:
واحد، اثنان، ثلاث .... الخ.
   
    وكالعادة حاول الكسل الاختباء اولاً، حيث اختبأ وراء اول صخرة رأها بعد خطوتين من
المسير، بينما صعد الايمان الى السماء، واختبأ الحسد خلف ظل النصر الذي بدوره نجح
بالوصول الى قمة الجبل. أما العطاء فلم يفلح بالاختباء لانه كان يترك لاصدقائهِ كل
مكان يجده. وفي بحيرة تشبه الكريستال اختبأ الجمال، وفضل الخجل الاختباء بين
الادغال ؟ أما الحرية فكان مكانها المفضل هو نسمة الهواء، وبقي الحزن الذي بدوره
اختبأ في الدمعة، بينما الفرح في الابتسامة. وكالمعتاد الانانية وجدت لها المكان
الافضل، أما الكذب فلا احد يعرف اين اختبأ؟ وفي داخل البركان اختبأت الشهوة، اما
النسيان فلا احد ذكره.
   
     عندما وصل الجنون الى الرقم 999 بالعد، لم يكن الحبّ قد وجد له مكان بعد، لان جميع
الاماكن كانت مشغولة الى ان وجد وردة
   
   واختبأ فيها. وهنا اكتمل العد الى الالف... بدأ الجنون بالبحث، واول من وجده كان
الكسل، ثم الايمان، وبعد ذلك الشهوة التي شعرت بالهيجان داخل البركان فخرجت. ثم تم
العثور على الحسد الذي كان مختبئاً خلف النصر، ورأى ايضاً انعكاسات الجمال على
البحيرة. مضى قدماً للامام فوجد الشك الذي لم يكن قد قرر بعد اين يختبئ ؟ رأى بعد
ذلك طفلاً وعلى خده دمعة، فوجد فيها الحزن، ثم بعد دقيقة رأى على شفتاه الابتسامة
وفي داخلها الفرح... وهكذا وجد الواحد تلو الاخر باستثناء الحبّ؟!
   
     بدأ الجنون بالبحث من جديد خلف الاشجار، تحت مجاري المياه وفوق قمم الجبال...الى
ان رأى مجموعة ورود وهي تحرك اغصانها سامعاً صوت صراخ، فعندما إقترب منها رأى ان
الشوك قد جرح الحبّ في عينيه. فلم يعرف الجنون ماذا يفعل؟ بكى، وطلب المغفرة.
   
  ومن ذلك الوقت عندما اكتشفت لعبة الاختباء، كان الحب اعمى والجنون لم يتركه ابداً.[/b]