المحرر موضوع: لص النصوص  (زيارة 1918 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Khaled Silevani

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 17
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لص النصوص
« في: 03:10 10/07/2005 »
لص النصوص

((الحدث))



خالد علي سُلَيفاني           
سُميّل-دهوك

 

لِعجزي عن الجريان

وهِمَتي المشلولةْ

أودعتُ صديقاً نصوصاً

لِينشرها في جرائِدٍ مشهورةْ..

غمرني بالقبولِ والرضى

فأسعدني قبولهْ..

بعدَ مرورِ أيام

قرأتُ قصائدي

في صحفٍ ما

بإسمهِ منشورةْ..

فأبتسمتُ غضباً حتى

أدمعتُ ماءَ الفحمِ عليها

وجعلتُ وجهَ الكتابةِ سبورةْ...

 

((نداء))

وقفتُ أمامَ داري

التي بالظلامِ مغمورةْ..

فجأةً لمحتُ وجهاً

تفوحُ منهُ رائحةَ كلماتي

استدارَ بابشعِ صورةْ...

ناديتهُ..يا...يا...

قصائدي التي.....

فلم يلبيني

توارى بخطواتٍ مذعورةْ.....

 

((السماح))

مرتِ الأيام

وودّعَ العامُ شهورهْ..                                                   في ليلةِ الميلاد

أبصرتُ على مكتبتي

باقةَ زهور

وبطاقة تهنئة وإعتذار

انها مِنهُ

إتخذَ كلماتي سبيلاً

لِيعبّرَ لِخطيبتهِ شعورهْ..

فغضبتُ مسامحاً

إكراماً للميلادِ

قبّلتُ زهورهْ.....

   خالد علي سُلَيفاني

    سُميّل-دهوك

 Kh_1995@yahoo.com[/b]
[/center][/b][/center][/b]


غير متصل abuthar

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 308
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: لص النصوص
« رد #1 في: 17:51 10/07/2005 »
الاخ خالد علي سُلَيفاني           
لست في الهم وحدك فقد سبق الكثيرون
وبهذه المناسبة اهديك هذه القصة


تأبط وهما

   أثنى مرفقيه وظل ساكنا متقوسا ما بين الوقوف والقرفصة ، فاغر الفم معوج الرقبة ، في انكسار مذل بثياب مهلهلة ، عيناه الوديعتان تتسقطان بإطراقة متسول ، حركات الشفاه لأولئك الأدباء المتحلقين حول الطاولة ، وحواسه تلتقط صورة احتدام النقاش فتنعكس على شكل تهدلات بلهاء في شفتيه المرتخيتين واللعاب يسيل منهما على جانبي فمه بصورة مقرفة فلا يعمد إلى إزالته ، بل يظل ساكنا في وضعه المؤلم ما بين الوقوف والقرفصة ، في انتظار دائم لشيء ما .
من أقصى المقهى صاح أحدهم .
   ـــ  ارموا له بعظمة كي ينصرف .
   لم ينتبه إليه الأدباء الجالسون في صدر المقهى ، لكن الحزن أصابني حال سماعي لتلك الملاحظة الساخرة ، فقد كنت يوما ما اعرف هذا المثني المرفق / يوم كان يصول ويجول في المحافل الأدبية بحثا عن الشهرة ، ثم يخبرني حين يلقاني في شارع أو مقهى ، انه قد اصبح شخصا مهما ذائع الصيت ، فمرة يزعم انه قد صار شاعرا فطحلا يفوق المتنبي والمعري والجواهري ، ثم يمد يده باحتفال مهيب وصدر منتفخ ليريني قصاصة ورق اقتطعها من جريدة ، فأقرأها من اليمين إلي اليسار ومن اليسار إلى اليمين دون أن اصل إلى فك طلاسمها ، عندها يعمد هو إلى انتشالي من عار قصوري عن الفهم ، بتواضع زاعما إن هذه القصيدة قد كلفته عاما ونصف من الكتابة ، وانه قد اختزل فيها خلاصة تجاربه السريالية والبنيوية والتفكيكية ، ومرة يريني قصة زاعما أنها فتح جديد يضع كل من موباسان وأدغار الن بو ومحمد خضير في متحف التاريخ الطبيعي ، ومرة يخبرني بأنه قد اصبح ناقدا لاذعا يخشاه الجميع لسطوته التي اكتسحت كل التجارب والخبرات ، مستعينا بذكائه الألمعي في سرقة كل ما ليس له بشراهة منقطعة النظير ، فحينا يخبرني أحدهم بـأنه يقوم بسرقة القصائد وقراءتها لكتاب القصة أو الرواية وآخر بأنه يقوم بسرقة القصص وقراءتها لبعض الشعراء ، وآخر عن سرقة لا أعرف ماذا وقراءتها للا أعرف من ، في خلطة غريبة عجيبة تبعث على الشعور بالغثيان ، ومرة إلتقيته يرتدي بزة أنيقة على غير عادته فادعى انه على موعد غرامي مع امرأة اعرفها تكتب القصة ، وحين كاشفته باستغرابي للأمر ، وان هذه الأديبة ذات سمعة طيبة ، انتفخ كالطاووس وراح يختال أمامي بزهو وهو يؤكد لي انه على علاقة بأغلب حسناوات الوسط الأدبي ، وأن هذه العلاقات لا حدود لها ، وكان من الممكن أن تستمر أكاذيبه وخداعه للآخرين لولا انه وصل إلى مرحلة بدا فيها مصدقا لكل الأكاذيب التي اختلقها ، فصار لا يرضى لأحد أن يناديه سوى بالأستاذ الأديب الشاعر القاص الروائي الفذ ،وقد جاراه البعض في إسماعه هذه الألقاب سخرية أو إشفاقا ، ليقينهم انه يشكوا من أمراض نفسية شتى ، لكن المصيبة انه عدها شهادة من أدباء عالميين ويجب أن تؤخذ بالحسبان ، متناسيا انه كان من قبل يشكك في إبداع أولئك العالميين ويتهمهم بالسرقة ، وبالتالي فقد اصبح كل الذين ينفون عنه هذه الألقاب أعداء حقيقيين وينبغي التصدي لهم والقضاء عليهم ، فبدأ ينفث سمومه في كل المحافل والمجالس مشوها سمعة أعداءه المفترضين بأقذع الألفاظ وأشنع التهم مبدعا في ذلك أيما إبداع حتى أن خياله الذي كان عاقرا في إنتاج الأدب صار ثرا في الذم والوضاعة ، وإذ تحمله البعض ترفعا عنه ، لم يطق البعض الآخر تماديه فنصحوه أولا بكف لسانه عنهم فلم يرضخ ، وإنما تفاقم لديه الغرور متصورا انهم صاروا بالفعل يخشونه ويحسبون لـه ألف حساب ، وأن هذه المعارك ستوفر لـه الشهرة متذرعا بأن الغاية تبرر الوسيلة ، لذا قرروا أن يوقعوه في شر أعماله ، فمنهم من بدأ يفتش عن سرقاته الأدبية ، ومنهم من بدأ يفتش في ماضيه الحافل بالنقائص ، حتى إذا ما اجتمعت لديهم الأدلة والقرائن التي فاقت التوقعات ، عمدوا إلى استدراجه إلى أحد المحافل الأدبية ، متذرعين أن ثمة جائزة أدبية ستمنح لأديب شامل متكامل وأن أسمه في أول قائمة المرشحين ، وكانت لحظة لا تنسى حين حضر فأحاط به الحضور وراحوا يصفقون لـه بحماس فصار يتطلع في الوجوه غير مصدق لما يحدث حتى إذا ما استمر التصفيق لدقائق أخر، زال عنه الحذر وراح يرد التحايا بفخامة تتناسب والوهم الذي تملكه ، ثم سار بينهم منتشيا منتفخا بالغرور ، عندها انبرى لـه أحدهم منحنيا أمامه انحناءة حاجب لوالي وتقدم كي يدله على كرسي فخم يقع في صدر القاعة ، ثم انهم فاجئوه بإنارة المصابيح الكاشفة في وجهه ، وبتوجيه كاميرا فيديوية إليه ، فإذا به ينتفض واقفا كمن يستيقظ من كابوس مرعب ، لكن يبدوا انهم قد حسبوا لكل شيء حسابه ، فلم يفاجئوا برد فعله هذا وزيادة في إتقانهم للدور أبدوا استغرابهم واستنكارهم لـه زاعمين إن للجائزة شروط أبسطها هو إجراء حوار مع من سينالها ، فعاود الجلوس ودارت الكاميرا مع أول سؤال ، ومن ثم تناوبت الأسئلة بسيطة سهلة لا تتناسب وتلميذ مبتدئ ، لكنه وبدلا من أن يشك بالأمر راح يجيب عن الأسئلة ويبالغ بشرح أمور تافهة دون أن يتنازل عن اصطناع الوقار حد الانتفاخ ، حتى إذا ما مرت بضعة دقائق بدأ جسده ينتفخ أيضا وصار بالوسع التنبؤ انهم إذا ما واصلوا محاورته بهذه الطريقة فانه ربما سينفجر ، فسارعوا إلى سؤاله عن رأيه في الكاتب الذي يسرق من الآخرين نتاجهم فيضيف لـه ويحذف منه ثم يدعي انه نتاج قلمه ، عندها توقف عن انتفاخه المضطرد ، وقبل أن يجيب انهالوا باستفسارات مستقاة مما جمعوه عنه من فضائح وسرقات ، فأصابه التلعثم وابتلع ريق إحراجه وبان بروز حنجرته ككرة تتراوح صعودا ونزولا متوافقة مع تراوح أكاذيبه ، وتراجع شدقيه حتى كادا يصلا إلى أذنيه في حين بدا فمه يتسع بطريقة منفرة وكأنه قد فقد سيطرته عليه ، أما قبضتاه فقد راح يعصرهما بقسوة فاحمرّتا ولم يعد يعرف أين يضعهما ، والعظمة التي انتفخ بها في البداية نقص هوائها وبدأ حجمه يتضائل حتى صار يشغل نصف المقعد ، وتسارعت دقات قلبه بإيقاع تموسق مع طبول الفضيحة التي صارت تقرع أذنيه بدوي هائل ، فهم بالنهوض متعكزا على آخر أكاذيبه زاعما أن ما يحدث الآن هو مؤامرة دنيئة خطط لها أعداؤه ونفذها من كان يظنهم في صفه ، فأجابوه بصوت واحد ودون اتفاق مسبق بأنها ليست مؤامرة كما يظن وإنما قضية انتدبوا أنفسهم لها كي يجتثوه ويجتثوا أي عضو فاسد يحاول اعتلاء صهوة الأدب لتحقيق أمانيه الشريرة ، كان الكل يقفون وقفة رجل واحد أمامه ،ينظرون إليه باحتقار وهو ينقل أبصاره بينهم بذهول محاولا استيعاب حقيقة ما يحدث ومتخيلا شكل حياته القادمة بلا ألقاب أدبية وبلا أدباء والشهرة التي كان يسعى لتحقيقها تحولت إلى فضيحة وعار سيظل يلاحقه مدى الحياة ، فلم يجد من فعل يقوم به سوى مغادرة المكان ، لكنه انهار فوق المقعد قبل أن يستقيم بجسده ، وفغر فمه ثم تدلى لسانه وهو يهم بالكلام معترضا ، لكن مرفقاه انثنيا ،وبدلا من الكلام أخرج صوتا شبيها بالنباح / عندها كور أحد الأدباء المتحلقين حول الطاولة بضعة أوراق ورماها عاليا ، فطارت ثم هوت عند قدمي ،فصحوت من الذكريات ، ورأيته يخف باتجاهي ملاحقا الأوراق بعينيه وكأنه قد تعود منهم هذه المنة ، حتى إذا ما رأى مستقرها عند حذائي التقطها دون أن ينظر إلي وهرول مسرعا خارج المقهى ، كفعل كل يوم منذ أن أصابه ما أصابه .