الشاعر زهير بردىالمحترم،
لاشك في ان الحكاية التي جرت احداثها تحت شجرة معرفة الخير والشر هي ام الحكايا كلها ففي سفر التكوين اعطيت الشخصيات مطلق الحرية في تقرير المصير الشخصي ولكنها لم تحسن التصرف فكان لها الموت اذ تختار الحياة الدنيا ..فتعقبها اول جريمة في التاريخ ..يعاد اتتاج هذه الحكاية كل يوم فهي الوجه المشبوه للجنس البشري الذي يحاول دوما اكمال القصة ، ولكن هذه المرة بعيدا جدا عن شرقي عدن في عالم تجلد فيه طاقة التسامح وتكون فيه الحرب هوية... لاغرابة اذن ان يحاول ( ملتون) انتاج الحكاية في ( الفردوس المفقود ) شعريا ويقدمها ( مارك توين) ساخرا !..وهي الحكاية التي سترافق المبدعين الى النهاية اذ يبدو ان المبدع احرص في مسالة نوعه والتفكير الجاد بالعالم من حوله ..
في التركيب الرائع ( بريد فصيح) وسيلة للتحقق واستعادة التوازن والتنفيس عن كل مقموع..لن تحمل جثة اخطائك حتما فلديك رغبة صادقة في اشراكنا الأصغاء الى الى المناطق الجوفية التي يتحد فيها الكائن مع نقيضه ويتحولان الى صرخة واحدة في وجه الموت ..في القصيدة سر صاحبها وتمظهره الأكثر جلاء وصدقية ..ليس هناك اضمار ! بل شجاعة كاملة في الأستدعاء والأفصاح ، يتوخى في كل ما يذهب اليه ،مطاردة الحقيقة والوقوف على الينابيع...كثافة وايحاء وتدرب على اصابة الهدف..بياض صفحة الروح .
شكر،تقدير،محبة
Poles Adam
Austria