المحرر موضوع: أيها المسيحيون , لا تصلبوا المسيح  (زيارة 1786 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نينوس نيـراري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 127
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أيها المسيحيون , لا تصلبوا المسيح 
   

 
تكاثرت في الآونة الأخيرة دعوات تطالب بألغاء الأحتفالات بعيد الميلاد المجيد من قبل المسيحيين أنفسهم بذريعة المآسي التي يمرّ بها المسيحيون في بعض بلدان الشرق الأوسط وأخص بها العراق , كالمجزرة البشعة التي أقترفتها الجماعات المتشددة المجرمة بحق المصلّين الأبرياء في كنيسة سيدة النجاة في بغداد , الى القتل والأختطاف والتهجير القسري للمسيحيين .
قبل أكثر من ألفي عام بشّر الملاك مريم العذراء قائلا : " ستلدين من روح القدس ابنا ويسمّى عمانوئيل ( الله معنا ) " , فهل توجد مسرّة أعظم من أن يكون الله بمعيتنا ؟ .
العقيدة المسيحية تؤمن أن الله تجسّد في الأنسان في شخص يسوع المسيح الذي جاء ليقودنا الى الأب ويصالحنا معه ثم يفدي نفسه لأجل خلاص نفوسنا وغفران خطايانا لنكون مؤهلين لدخول مملكة الرب السماوية .
للمسيحيين أعياد , أهمها عيد الميلاد العظيم , وعيد القيامة الأعظم , وفي الأخير سرّ قوّة الأيمان المسيحي .
أن ميلاد السيد المسيح هو ولادة البشارة , السلام ,التضحية , المحبة والمصالحة , فكيف نرفضها جميعا ؟ .
أنني وبصريح العبارة , لا أتفق مع الذين يدعون الى ألغاء أفراح الميلاد المجيد لملك السلام , أن بهجة الميلاد هي فوق كل الأحزان والمآسي التي تحاصرنا وتحبطنا , علينا أن نخلع رداء الأشجان ونرتدي الأفراح ونصلّي لأجل شهدائنا الذين هم الآن يحتفلون في الأعالي بميلاد يسوع الفادي , فكيف نحن لا ؟ ونحن المحتاجون أكثر لفعل ذلك  , كيف نتجرأ أن نرفض أو نلغي السلام والمحبة والمصالحة ؟ .
أننا برفضنا للأبتهاج بميلاد المسيح نسهّل للأرهابيين والمتطرفين ما يسعون أليه وهو صلب المسيح في مهده وتعتيمه عن الخلق .
أن مآسينا لا تتوقف عند حدّ معين , وهي امتداد لمذابح التاريخ ضدّ كنيستنا , فهل من المعقول أن نرضخ من جديد  أمام سيف المذابح ونظهر ضعفنا وقلة ايماننا بالمسيح  بألغاء مظاهر الأحتفال بميلاده ؟
ينبغي أن تجري الأحتفالات على قدم وساق وبلا توقف وألا فنحن لا نؤمن برسالة المسيح الداعية الى التضحية من أجل الآخرين .
أدعوا المسيحيين في كل بقاع العالم الى عدم ترجمة عواطفهم ومشاعرهم بصورة خاطئة , وأن يتحدّوا قوى الظلام بنصب وأنارة شجرة الميلاد الخضراء والتي تمثّل المسيح , وبهذا فأننا نبعث برسالتنا الى المتشدّدين بأنهم مهما حاولوا قهرنا سنبقى ظافرين في اليسوع الظافرالذي يولد كل عام في قلوبنا ويترعرع في وجداننا لأننا متمسّكون بعقيدتنا  طالما رتّلت الملائكة :

" ألمجد لله في الأعالي , وعلى الأرض السلام , وفي الناس المسرّة ."
 
 
نينوس نيراري
20 – 12 - 2010