المحرر موضوع: تهديدات القاعدة لمسيحي العراق ومسؤولية الحكومة الجديدة في الحماية والرد  (زيارة 697 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تهديدات القاعدة لمسيحي العراق
ومسؤولية الحكومة الجديدة في الحماية والرد

  مرّة أخرى، خرجتْ الذئاب من أوكارها المظلمة والنتنة، لتـُفسد سُّكون الليل وهـُدوء الطبيعة، بعويلها المزعج، باحثة عن صيد حي وسهل، أو عن فـُتات صيد هنا أو هناك، لتسد به جوعها، او لتشبع غريزتها في القتل، كما هي بطبعها متعطشة دومًا للدماء.

  فها هي القاعدة الإسلامية المتطرفة في العراق، التي تشبه تلك الذئاب، تخرج من وكْرها المظلم، لتهدَّد مسيحي العراق بالقتل باسم الدين الإسلامي، مُشوَهةً بذلك تعاليمه التي أنزلت على الإسلام بحق النصارى (ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} (المائدة  82)، وغيرها من الآيات، التي تعكس نـُبل الإسلام في التعامل مع إخوانهم النصارى.

 فبعد أنْ أشبعت غريزتها الحيوانية في قتل الأبرياء في كنيسة سيدة النجاة، ظهرت مرة أخرى بلا خجل ولا حياء، لتهدد الشعب المسيحي من مُختلف انتمائه القومي، بالقتل فيما أن لم يرضخوا لمطالبها التي تحثهم على العمل بها دون أي شرط او اعتراض، كأنّ هؤلاء السفهاء يعيشون في زمن الفتوحات الإسلامية وزمن نشر دعوتها! وحتى في ذلك الحين ان راجعنا صفحات التاريخ لن نقرأ فيها عن أي فاتح مُسلم او أي خليفة او أموي حنك، يصنع قبحًا بحق النصارى بهذا الشكل الذي نـُشاهده في عصرنا من هؤلاء المجرمين المرتزقة الذين يعملون لصالح أعداء البشرية ولصالح أعداء الدين الإسلامي قبل المسيحي.

 ومن الغريب في الأمر، ان هذا التهديد قد تزامن مع قيام الحكومة (الإسلامية الشيعية) الجديدة في العراق، بعد نزاع دام شهور على السلطة بين البرلمانيين، وان دل هذا على شيء انما يدل على تحدي القاعدة لدور الحكومة السياسي وإظهار عجزها في حماية أبناء شعبنا المسيحي، كما تبيَّن في مجزرة كنيسة سيدة النجاة، حين سقط اكثر من خمسين شهيداً، وذلك بسبب سوء القيادة للأجهزة الأمنية ومكافحة الإرهاب، وأيضًا سوء توجيه مسؤول عملية تحرير الرهائن، الذي لم يكلف نفسه التفكير والتخطيط بجدية أكثر إزاء ذلك الموقف الرهيب والخطير، الذي خلف الدمار وراءه.   

 وهذا التهديد سواء ان كان ذو بـُعد سياسي واسع او ديني متطرف، في كلتا الحالتين يرتكز على قاعدة مشبوهة تتكئ على أجندات خارجية لها صلة بمخططات مريضة تحاول تفريغ العراق والعالم الشرقي من الوجود المسيحي، بقوة السلاح، كما هو واضح وجلي من تركيز القاعدة على الهدف المسيحي في العراق، لكونه الهدف الوحيد الذي لا يمتلك سند يقف وراءه ليحميه من المخاطر، وأيضًا لكونه من أقدم الشعوب الموجودة على ارض الرافدين، فله تعود الأرض وكل خيراتها، فهو الآشوري البابلي الذي حكم بلاد الرافدين وسيطر على مناطق كثيرة لأعوام مديدة قبل انهيار كيانه السياسي والعسكري على يد الأجانب.

 ومع كل الأسف ان هذه التيارات الإرهابية المتطرفة في العراق، لا تجد أي مُقاومة من قبل الحكومة لتتصدى لمخططها الإرهابية، كما نلتمسه في دول عربية أخرى كالأردن ومصر وسوريا.. فهي تعمل باعمال إرهابية كبيرة في منتهى السهولة، وكنيسة سيدة النجاة غير دليل لذلك.

 لذلك وبعد هذا التهديد وقيام الحكومة الجديدة، التي صرحت ووعدت وعودًا كثيرة لكنها لم تفِ بها، نسألها، كيف سوف تتعامل مع هذا التهديد، فلا يجوز إغفاله وتمريره مرور الكرام، خصوصًا بعد حادثة سيدة النجاة، والقتل العشوائي الذي يـُقترف أمام أعيون المسْؤولين بين حين وحين، والذي قد يهدد بقاءنا على ارض الأجداد. فيجب على الحكومة ان تتعامل مع هذه المواقف بجدية أكثر وتطارد هؤلاء الذئاب وتخرجهم من أوكارهم المظلمة لينالوا ما اقترفته يداهم، ولإعادة الأمن والأمان في العراق، فهذا باعتقادنا أهم من ملاحقة بيع الخمور ومنع الرسم في المعاهد الفنية!

والرب يبارك الجميع
الشماس جورج ايشو