المحرر موضوع: دونية المراة انعكاس لسيكولوجية الرجل المقهور  (زيارة 1684 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
[
color=black]
دونية المرأة انعكاس لسيكولوجية الرجل المقهور
               
 
  بقلم: عمانوئيل يونان الريكاني[/
left]
خلق الله الإنسان ( ذكر وأنثى ) على صورته ومثاله متساويين في القيمة والكرامة لافرق بينهما سوى بالجنس لكن التاريخ يخبرنا إن هذه المساواة أصيبت في الصميم بعد تسلط المجتمع ألذكوري على حركة الحياة . ومنذ تلك الفترة تحاول المرأة جاهدة استرداد صورتها الأصلية التي فقدتها وحقوقها الإنسانية التي أهدرت . وبعد كفاح شاق ومضن ونضال طويل ومستمر استطاعت في البلدان المتقدمة إن تحقق الغاية المرجوة والهدف المنشود . وتؤدي دورا فعالا في المجتمع وتتبوأ المناصب الاجتماعية و السياسية العالية . لكن في المجتمعات المتخلفة مازالت تعاني من جرحا عميقا في كيانها الإنساني ونزيفا حادا في كرامتها البشرية . نتيجة بنية هذه المجتمعات المبنية على أساس تسلطي حيث الأولوية فيها تعطى للرجل الذي يمارس دور المتسلط والوصي عليها وان شكل العلاقة السائد بينهما هي علاقة السيد بالعبد والرئيس بالمرؤوس والتابع بالمتبوع . وعلى أثرها دفعت المرأة ومازالت الثمن غاليا جدا من الاضطهاد النفسي والجسدي إلى التبخيس والتهميش والإقصاء من الحياة العامة وحصر رسالتها في البيت فقط كأم وزوجة واجبها تقديم قرابين الطاعة للرجل . ليس لها حق تقرير مصيرها ولا اختيار شكل حياتها أو رسم ملامح مستقبلها فهي مشلولة الإرادة والفكر ومسلوبة الرغبة والطموح لان هنا من يريد ويرغب ويطمح بلا عنها . وليس لها سلطة حتى على جسدها لأنه ملك العائلة والعشيرة يتحكمون به وبحركاته وفق أنماط اجتماعية ابتدعوها . وهي سلعة تباع وتشترى وبضاعة سعرها محدود حسب نوعيتها وجودتها . وان رحلة حياتها تبدأ بالانتقال من سجن الأب والأخ إلى سجن الزوج والتي هي اقرب خط بين نقطتين . لقد حيكت حول طبيعتها الأساطير والخرافات ونسجت حول أنوثتها التصورات والمعتقدات التي لاتمت إلى الحقيقة بصلة إنما هي من اختراع المجتمع ألذكوري ألصقت بها لتزيد من تبعيتها وخضوعها . كان لا تصلح للقيام بأي نشاط عقلي أو رياضي لان مركز ثقل تفكيرها هي العاطفة لذلك يعطى لها أعمال ثانوية هامشية ليس فيها أي إبداع والتي لاتحتاج إلى طاقة ذهنية خلاصة القول فهي تعاني الاستلاب الاقتصادي والجنسي والعقائدي كل هذا يتم تحت شرعية القوانين المدنية والدينية . إن المرأة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الظلم والاستغلال والدونية الواقع عليها والذي أدى إلى استنزاف كلي لإنسانيتها وإهدار جميع حقوقها فكل ضغط يولد انفجارا طبيعيا ونفسيا وهذا الذي أدى إلى حدوث ثورة بركانية في عالم النساء تناثرت حممه في كل دول العالم الثالث ومن ضمنها مجتمعنا العربي وبمؤازرة الرجال المتنورين تطالب فيها برفع الغبن والظلم عنها وبالمساواة مع الرجل والسماح لها بالانخراط في واقع الحياة بكل مجالاته للمساهمة جنبا إلى جنب مع الرجل لبناء الإنسان والمجتمع والحضارة . وإنها ليست اقل قيمة أو أدنى كفاءة منه وان خمولها الفكري وكسلها العقلي ليس ناتجا من صلب تكوينها وإنما حرمانها من الدراسة والتعليم فكيف نطالب شخصا لم يقرأ الرياضيات إن يقوم بحل مسألة رياضية عويصة وقديما قال الشاعر العربي ( رماني في اليم مكتوفا وقال لي إياك إياك أن تبتل بالماء ) وان الشخصيات النسائية والذي خلدهن التاريخ حيث أبدعن في كل مجالات الحياة مثل سميراميس وملكة سبأ ومدام كور وانديرا غاندي وغيرهن كثيرات لامجال لذكرهن لهو اكبر دليل على بطلان هذه الحجة . لاريب أن اكتشاف الداء نصف الدواء وان معرفة جذور المشكلة يعني السيطرة عليها وإيجاد حلول مناسبة لها إن كل مظاهر استعباد الرجل للمرأة نتاج بيئة اقتصادية اجتماعية وثقافية معينة . وان الرجل هو الأخر ضحية الظروف القاهرة التي يعيشها تحت ظل فئة متسلطة تتحكم في كل أمور حياته بما لها من قوة ونفوذ وسلطان واحد أساليب السيطرة هي زرع في نفسه الشعور بالنقص والخوف من السلطة وغرس في أعماقه إحساسا في فقدان القدرة على المواجهة وتغيير المصير وان وضعيته التعيسة أمر مقدر مكتوب ( واللي مكتوب على الجبين تراه العين ) أو العين لاتعلو على الحاجب .. مما يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه وشل إرادته و حركته والعجز التام عن تغيير أوضاعه المعيشية ومكانته الاجتماعية . وان مشاعر العداء والكراهية التي يكنها للمتسلط نتيجة المذلة والمهانة التي يلقاها منه ستتراكم في لاوعيه ولا يستطيع توجيهها نحو المسؤول عن بلاياه خوفا على أمنه وحياته وعياله لذلك تكون حبيسة في داخله تنتظر إطلاق سراحها . وبما إن الاحتقار الذاتي شعور مؤلم لايمكن احتماله لذلك سيتم تفريغ هذه العدوانية على الآخرين الذين اضعف منه أو له سلطة عليهم ومن غير المرأة سيكون كبش فداء وهكذا من باب قلب الأدوار والتماهي بالمتسلط يتحول المازوخي إلى سادي والضحية إلى جلاد وان عقدة العار هي تكملة لعقدة الشعور بالنقص وهي حيلة دفاعية يلجأ إليها الرجل المقهور المطعون في شرفه وكرامته لتغطية عاره الحياتي الذي لايطيق احتماله . وافتضاح بؤسه وعجزه يقلقه كثيرا لذلك يخشى إن ينشف باستمرار . فتكون السترة هاجسه الأساسي الذي يشكل درعا واقيا لبؤسه الداخلي . هذا سيسقط العار كله على المرأة والتي سيرتبط شرفه وكرامته بأمر جنسي لامبرر له من الناحية البيولوجية . إنها لعبة مفبركة وخدعة ذكية من قبل الفئة المتسلطة لتحويل الأنظار عن مصدر العار الحقيقي وإيجاد عار وهمي وهي المرأة لتكون شماعة تعلق عليها ملابسه الوسخة . وهذا سيكون تحرير المرأة مشروط بتحرير الظروف الاقتصادية والاجتماعية للرجل لان فاقد الشيء لايعطيه وان المجتمع الذي تسود فيه قيم الحرية والمساواة والعدل والذي لامان فيه للخوف والقهر والاستغلال والعنصرية حيث التوزيع العادل للثروات وتقليص المسافة بين الأغنياء والفقراء يستطيع فيه الإنسان رجلا وامرأة وبملء الحرية أن يؤكد ذاته ويبني شخصيته بالوسائل الايجابية الصحيحة دون اللجوء إلى الحيل الدفاعية أو لبس الأقنعة . 

         
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com                                                     [/size] [/color]