المحرر موضوع: هموم المثقفين ..وهم وزارة الثقافة  (زيارة 494 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Jwaad Kadhem

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هموم المثقفين ..وهم وزارة الثقافة


جواد الشلال
يبدو ان بعض اتجاهات العاصفة الصاخبة قد هدأت ..وبدأت رياح الموضوعية تنساب في اروقة المثقفين العراقين جراء الاعلان الاول لتشكيل الجزء الاكبر من الحكومة...وقد نالت العاصفة بشكل قاس من السيد سعدون الدليمي وزير الثقافة  ...وكما نعلم ان للمثقفين دورا هاما في توجيه شدة الرياح صوب الاتجاه الذي يعنيهم  وهو وزارة الثقافه ...في بادء الامر كان للمثقفين العراقيين طموح معقول بأن يتسنم احد المثقفين ادارة تلك الوزارة وبذلك يخرجهم من دائرة المحاصصة  الطائفية ويلبى طموحاتهم الثقافية  ويكون قريبا من نسغ الشارع الثقافي ....اذا حصيلة الرؤية هو الجانب الوطني والمهني وليس هناك اي رؤية خلاف ذلك ..وقد ادلى الكثير من المثقفين بدلوهم بهذا الشأن وقد ازدحمت  المقالات في المواقع الالكترونية خصوصا بهذا الامر ..الا ان الامر لم يخضع كما يبدو لقياسات التحليل المنهجي والموضوعي وذلك عبر البحث عن اجابات محددة لركام الاسئلة الذي يتجنبها الكثير من المثقفين حفاظا على وحدة المثقفين شكليا......ويمكن لنا  ان نفتح جزء من قربة الاسئلة التقليدية  ...من هو المثقف العراقي ..وماهي معايير الثقافة الوطنية ..هل المشكلة في ادارة وزارة الثقافة حسب ام بالمثقفين انفسهم ...وهل تنحصر الهوية الثقافية في المؤسسات الثقافية العراقية كاتحاد الادباء والكتاب ونقابة الصحفين والفنانين ..وهل كل صاحب منجز وله اثر ثقافي يقع ضمن هذا التوصيف....... ام هي رديف للسلوك العام .  وهل الثقافة للجميع  ... وهل للثقافة مكان ما ام محددة لمن في العراق فقط..وهل كل مثقف له القدرة القيادية والادارية على ادارة مؤسسة كبيرة مثل وزارة الثقافة ..وماهو المعيار الحقيقي والطبيعي لغرض توصيف الانسان ضمن دائرة قطاع المثقفين ............ويمكن لنا ان نتسأل هل  كانوا  كل المثقفين او بعظهم بمستوى تضحيات ابناء شعبنا وهل كان لهم دورا جاد ومؤثر في كبح لجام الموت والدم والطائفية المقيته والمدمرة التي عصفت بالعراق واهله ولا زالت بعض اسقاطاتها تتوغل عبر النسيج الاجتماعي العراقي ..ثم علينا ان نصارح انفسنا بواقعية قد تكون مرة لحد ما ..هل نحن المثقفين متوحدين للمطالبة بحقوقنا.. ام نريد حقوق مجتزءة حسب..كل حسب ميله ورغباته واعتقاده ...فالبعض منا يريدها وزارة ذات نهج قومي او ديني او يساري او ليبرالي او ربما عشوائي فنطازي وربما البعض يريدها ايديولوجية الصعاليك ويعتقد البعض ان هنالك صراع في الباطن على ان تكون الوزارة في عقول البعض طائفية صرفة ..كل هذا محتمل ..وان كانت الشعارات العامة تدعو الى وزارة عراقية وطنية خالصة...ثم علينا ان نعود للتسأول بشكل واقعي .... هل وزارة الثقافة قادرة على احداث نهضة ثقافية كبرى في بلدنا ..وهل يمكن لمسارها وبرنامجها ان يحدث تغييرا نوعيا كبيرا في مجال الابداع والمعرفة وصناعة الحب والجمال  ورعاية المثقفين ..ان مثل هذا التسأول قد يبدو صعبا او يقع ضمن دائرة الاحباط الثقافي او اليأس المطلق ...وماهو دورنا الان بعد ان حسم الامر ... انه في الحقيقة علينا كمثقفين ان نوحد هدفنا بأتجاه مجلس النواب ووزارة التخطيط والماليه لاسعاف وزارة الثقافة بميزانية استثمارية معقولة ومتميزة حتى تستطيع ان تسير بشكل متوازي مع رغبات وطموحات المثقفين  ..والا فان ميزانيتها الحالية محدودة وبالكاد تستطيع ان تسد رواتب العاملين بها مع هامش مالي لايكاد يذكر ..فأن توفر هذا الاهتمام من قبل مجلس النواب والحكومة  للوزارة يمكن  لناان نكون القوة المنظمة والمرشدة والمسددة لكل مشاريع وبرامج  عمل الوزارة ..ونكون احد ادوات الرقابةالموضوعية بهذا الشأن ...............اذا علينا ان ندرك بأن جمع المثقفين بكل عناوينهم مشتت الى حد القطيعة احيانا ... وذو علاقات شائكة ..وامزجة مختلفه .. والرضى كل الرضا عن اي وزير بات امرا مستحيلا ...و سبب هذا الاختلاف يعود لاسباب عقائدية وفكرية ومسارب ايدلوجية ومصلحية متصارعة من اجل البقاء او من اجل اثبات الوجود ...ورغم هذ الاختلاف والصراع والهشاشة البائنة للجميع اى اننا نتوحد بسرعة الضوء على تدمير وزارتنا والنيل من وزيرنا بشكل يصل الى درجات الابتذال والتهريج الرخيص  ....وهنا نتسأل بثقة عالية هل يستطيع احد مهما كان عنوانه ان يزايد على وطنية السيد سعدون الدليمي فبالرغم من الكتابات الهائلة والهجوم الشرس على شخصية السيد الوزير ..غير انه لم يجرء احد على المساس بوطنيته الصادقة ونظافة يده ودماثة خلقه ...وكلنا نعلم انه عندما تسنم وزارة الدفاع في ظل ظروف لن تطاق ولاتحتمل في التفريط بوحدة العراق ..اثبت خلالها بصدق انه عراقي اصيل حد النخاع ولا تأخذه  في عراقيته لومة لائم واحتار به الجميع لعناده وثباته على وطنيته وحاله هذا حال الكثير من العراقيين المخلصين لبلدهم ........وبالمناسبة فأني لا اعرف الرجل ولم اراه في حياتي ولم يربطني به شيأ سوى اننا  ابناء بلد واحد وهو ارتباط ثمين .......كما علينا ان نتذكر ان الرجل يحمل شهادة جامعية عليا هي في الواقع تصب في مجال مهم من مجالات المعرفة الثقافية ..ناهيك عن خبرة ادارية كبيرة في احد اكبر وزارات الدولة العراقية ...لم يبقى لنا سوى ان نديم الصلة الثقافية مع السيد الوزير ونقدم له رؤيتنا الثقافية العامة ..واي منهاج وزاري يحظى برغبتنا ونعمل لان تكون الوزارة الاخ الاكبر لكل المثقفين بكل اطيافهم واختلافاتهم  وان نشد على يد الوزير ونؤازره ونسانده بشكل وطني وشفاف ..........واني ارى ان نقف طويلا امام ثقافة الهجوم والاذلال وتكسير الاجنحه والاتهامات غير المبرره وتقزيم الاخرين وان كانوا قامات كبيرة مثلما نقف كثيرا امام ثقافة المدح وتأليه الانسان وتكبير الاقزام وصناعة الرجال النجوم اللذين هم حقا انصاف رجال ..تلك المعادلة يجب ان تسود وان تكون للواقعية وقعها الصحيح فيما نكتب او نقول وان نرحم الناس من الاستنتاجات الغيبيه وبناء القصور فوق الرمال المتحركة......والله من وراء القصد.