المحرر موضوع: من يطالب المسيحيين بالبقاء عليه أن يضمن سلامتهم  (زيارة 1795 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


قد يستطيع الفرد أن يستوعب دوافع الأرهابيين في قتل وتهجير المسيحيين العراقيين لأنهم وٌجدوا للقيام بمثل هذه الأعمال الخسيسة التي يندى لها جبين البشريه، هؤلاء أناس لاتعرف قلوبهم الرحمة، إنهم يعملون كروبوتات مبرمجة لتنفيذ إرادة الشر والظلام، فماذا نتوقع من أدوات الشر غير الحقد والكراهية والدمار والدم.

يسيل الدم المسيحي هنا وهناك، وأصبح الجميع أهدافاً دسمة وصيداً سهلاً لكل من هبّ وَدَبْ من عصابات إرهابية منظمة الى افرادٍ طامعين في أموال وأعراض المسيحيين، لأنهم - ببساطة - رعية بلا راعٍ ، فلا الرؤساء الدينيون قادرون على فعل شئ ولا (ممثلي المسيحيين) في البرلمان والحكومة بامكانهم توفير الحماية اللازمة لهم.. كل مايستطيعون فعله هو تصريحات (ناريه) وشجب وأستنكار ورفع الشعارات (القوميه والثوريه) التي تتكرر في أعقاب كل مأساة جديده.

والمضحك المبكي في الأمر هو أن بعض (قادتنا) السياسيين يحاولون اثبات وجودهم واستعراض عضلاتهم ووطنيتهم من خلال التصدي وبشده لكل المحاولات (الخارجيه) الرامية لمساعدة الضحايا المسيحيين كمحاولات فرنسا والفاتيكان وجهات أخرى ويتهمونهم بالتدخل في الشؤون الداخلية، لابل يذهبون الى أبعد من ذلك حد تشبيههم بالقاعدة!! فالكل يحاول إخلاء العراق بطريقته الخاصة... هل هذا منطق العقل والشعور بالمسؤولية؟ أم منطق المصلحة ، أم انه كلام لغاية في نفس يعقوب؟
إنهم لايرحمون ولايجعلون رحمة الله تنزل على المساكين... أين هم من الألم والمأساة التي يعيشها أهالي ضحايا كنيسة سيدة النجاة .. أين هم من الطرق البشعة التي تمارس في قتل المسيحيين وتفجير منازلهم واختطاف فتياتهم، هل يُعقَلْ أن يصبح الفرد معرضاً للقتل في داره في أية لحظة ويُطلَبْ منه البقاء دون ضمانات؟
إذا كُنّا نستطيع أن نفهم غايات الأرهابيين في قتل المسيحيين ،فأننا لانفهم اصرار قادتنا على بقاء أبناء شعبنا تحت رحمة المجرمين.
 
هناك عدة أسئلة تطرح نفسها هنا:
هل يستطيع قادتنا أو يمتلكون الوسائل اللازمة لحماية المسيحيين؟
هل يستطيعون توفير سبل العيش الكريم لهم؟
هل هناك إتفاق بين الزعماء الدينيين والسياسيين حول القضايا المصيرية لأبناء شعبنا كالحكم الذاتي والمحافظة المقترحة؟
والسؤال الأهم:
هل يمتلك قادتنا الشجاعة الكافية لأعلان عجزهم عن حماية المسيحيين؟
إذن: بأي حق يطالبونهم بالبقاء.. ويقفون كحجر عثرة أمام من يحاول مساعدتهم..إنهم يقتلون أحلام الاف الأطفال والشباب المنتشرين في دول الجوار ويقضون على مستقبلهم، فهم لايستطيعون العودة ولايتمكنون من الوصول الى دول يستطيعون الأستقرار فيها.. هل اصبح المنصب والكرسي أغلى من الدم المسيحي؟

يعلم الجميع بأننا لانملك ثقلاً سياسيا في العراق، ولايحسب الآخرون لنا أي حساب بدليل ماحصلنا عليه في تشكيلة الحكومة الجديدة، إن ما (حصلنا) عليه كان نتيجة الصدقة (كوتا) التي منّوا بها علينا. وحتى المحافظة المقترحة التي تكلم عنها مام جلال بعد مأساة كنيسة سيدة النجاة مباشرة كانت بمثابة المخدر-بعد كل ضربة موجعة نتلقاها- نتيجة الضغط الدولي الأعلامي والرسمي على الحكومة العراقية، الآن وبعد زوال هذا الضغط زال المخدر أيضاً، بالامس صرح الناطق بأسم الحكومة العراقية بأن إنشاء هذه المحافظة ليس ضمن توجهات الحكومة.

في الختام، إن كل من يدعو المسيحيين الى البقاء في أراضيهم، ويمنع الأخرين عن مساعدتهم، عليه أن يوفر الحماية اللازمة لهم لضمان سلامتهم وتوفير فرص العمل لآلاف الهاربين من الموت ليتمكنوا من اطعام عوائلهم.. وإلا عليه أن يوفر كلامه لنفسه ويدافع عن أمجاد أجداده إذا كانت أغلى من دماء أبناء شعبه،ثم عن أية امجاد يتحدثون؟
لندع المجاملات والشعارات الرنانه التي لاطائل من وراءها، ونفكر معا لأيجاد مخرج لهذه المأساة بعيدا عن المصالح الشخصية والانانية الضيقة، وكفانا متاجرة بمصير شعبنا الصابر المظلوم لأن الحقيقة ساطعة كالشمس.

جاك يوسف الهوزي
hozi.org