المحرر موضوع: بمناسبة مرور سبعة اعوام على وفاته... عنكاوا كوم تعيد نشر مقابلة قديمة للموقع مع الراحل عمو بابا  (زيارة 3581 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37775
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنكاوا كوم تلتقي شيخ المدربين عمو بابا

بمناسبة مرور سبع سنوات على رحيل شيخ المدربين العراقيين عموبابا، يقوم موقع "عنكاوا كوم" باعادة نشر نص المقابلة التي اجراها معه الزميل شيرزاد شير قبل 11 عاما اثناء تواجده في مدينة ستوكهولم.

نص المقابلة


اعتز بعراقيتي قبل أي شيء أخر وأعتقد بأن الوطن فوق كل شيء
ولا أؤمن بالفروقات القومية والدينية والطائفية ولم أسمع يوما أحدا طوال عمري يشير الى ديني أو يميزني بأنني أشوري وهذه حقيقة لابد أن تقال  ...! 

شيرزاد شير / عنكاوا كوم

من منا لم يسمع باسم عمو بابا ولم يتلذذ بحركاته ورقصه مع الكرة وتفننه بها؟ وهل هناك في أرض العراق نجم كروي أخر أكثر شهرة منه؟ من هو عمو بابا وكيف بدأ مسيرته الكروية ؟ وماذا عن مشواره التدريبي وهو الذي رافق فرق الأندية العراقية والمنتخب الوطني العراقي لسنوات عديدة ...؟

التقينا شيخ المدربين العراقيين عمو بابا في واحة تشم منها رائحة الوطن، ضيفا على الأخوة (الشقيقين غسان وجيهان جبرائيل اوغنا من عنكاوا  وباسل تومي من ألقوش) وفي مطعمهم ( ليللا كابري ) بوسط ستوكهولم، حيث كان على موعد مع وليمة خاصة أقيمت على شرفه ... وبدأ الضيف العزيز كلامه :-

- ولدت عام 1934 في بغداد وانتقلت أسرتنا وأنا  في الثالثة الى الحبانية للعمل مع قطعات الجيش البريطاني المرابض في معسكر(الحبانية) قرب الرمادي ... أحببت الكرة وأنا صغير حيث كان الجميع في المعسكر يلعب القدم وكنا نحن  الأولاد الصغار نلعب الكرة مع الجنود الانكليز في المعسكر، الذين علمونا الف باء كرة القدم وكان لهم الدورالكبيرفي تدريبنا واللعب مع مختلف الفرق الأنكليزية القادمة من قناة السويس في مصر ومن مناطق أخرى الى الحبانية وتركوا أثرا ملحوظا على نشوء مجموعة موهوبة من اللاعبين الكبار فيما بعد من أمثال أرام كرم (الذي سبقني في تمثيل العراق كرويا ) ويورا وكلبرت ويوئيل وأديلسون وزيا ويوارش وأخرين كثيرين، حيث لعبنا لاحقا معا في النادي الأثوري مع فرق أخرى عراقية وعربية ...


-   أصبحت معروفا في الوسط الرياضي وأنا لم أتجاوز 16 عاما وعندما شاركت في أول مباراة خارج العراق في بطولة المدارس التي أقيمت في مصر عام 1950 .... ولعبت في كل فترة الخمسينات في منتخب الحرس الملكي وفي المنتخب العراقي ولأول مرة عام 1954 واشتركت في الكثير من المباريات ... وكان المشجعون يلاحقونني لأستمتاع بلعبي المشوق ولأنني كنت أتفنن في أشكال ضرب الكرة بالقدم وبالرأس واشتهرت بحركات لم يكن يجيدها غيري كالتهديف إلى وراء والتهديف بالرأس ...

وفي عام 1958 ارسلت للعلاج الى انكلترا  ولم أنقطع عن التدريب هناك أيضا حيث كانت الكرة تلازمني
وكنت غالبا أخرج الى الحدائق لكي أمارس هوايتي المفضلة أمام الجمهور الانكليزي الذي كان يتمتع في التفرج على حركاتي و فنوني والكرة لا تفارق قدمي وتلقيت عروضا مغرية للبقاء واللعب في الفرق الأنكليزية ...
ولكني عدت الى العراق بعد ثورة 14 تموز وبعدما تلقيت دعوة من الزعيم عبد الكريم قاسم للعودة وطبعا للاطمئنان على أهلي  بسبب الأنباء المقلقة الواردة من العراق وكنت حينئذ احد افضل اللاعبين العراقيين بين أقراني  ...

وعن مشواره التدريبي كمدرب يقول عمو بابا مايلي :-
- كان الفريق الأثوري أول فريق توليت تدريبه في الخمسينات ومن ثم أسست ودربت النادي الأثوري عام 1960،  وبعدئذ أصبحت مدربا لأشهر الاندية العراقية الجماهيرية وقد حصلت معها على بطولات عدة في المشاركات الداخلية والخارجية ، ومنها فرق القوة الجوية والشرطة وكركوك والرمادي وكذلك فرق صلاح الدين والطلبة ، الذي فاز (ببطولة الدوري 1981) والزوراء الذي أحرز البطولة عام 1994   ... وانجازاتي كمدرب معروفة للعراقيين  ومحبي كرة القدم، ففي الثمانينات قدت المنتخب الى الفوز ببطولة أسيا وبطولة الخليج خمس مرات، والى الفوز بكأس العرب عام (1988) ، كما أوصلته الى نهائي دورتين اولمبيتين عام 1984 وعام 1988 ... فأنا أول من سبق وأن لعب وأصبح هدافا وعمل مدربا للفريق الأولمبي العراقي ... فينبغي على الوسط الرياضي الافتخار بموقفي كلاعب أوكمدرب وأنا الذي مثلت المنتخب العربي كرئيس للفريق لمدة ثلاثة أشهر، وكان من المقرر أن يقابل فرق عالمية قوية وكذلك فرق الدول الأخرى ولقبت بمدرب القرن من قبل جمهرة من  الخبراء و النقاد الرياضيين وورد اقتراح بذكر اسمي في قائمة مشاهير العراق منذ نشوئه....


وحول ما يشاع عن ان عمو بابا لايتقن العربية بشكل جيد قال:
صحيح لا اتقن العربية بشكل جيد ليومنا هذا ولكنتي يعرفها الكثيرون ويعود السبب بالدرجة الأولى الى أننا في المدرسة كنا ندرس الانكليزية والأثورية فقط وانعكس ذلك تباعا على اتقاني للغة العربية ...لأنني  أنهيت الدراسة المتوسطة فقط وتفرغت بعدئذ مباشرة الى لعب الكرة ... لكنني اعتز بعراقيتي وقبل أي شيء أخر وأعتقد بأن الوطن فوق كل شيء ولا أؤمن بالفروقات القومية والدينية والطائفية ولم أسمع يوما أحدا طوال عمري يشير الى ديني أو يميزني بأنني أشوري وهذه حقيقة لابد أن تقال  ...!


- وفي معرض  رده على سؤالنا عما اذا كان يشغل منصبا اداريا في الرياضة العراقية في الوقت الحاضر؟ اجاب قائلآ:-
- ليس لدي أي منصب  رياضي و أشعر طبعا بالغبن والأهمال من قبل الجهات المسؤولة وأشكو كثيرا من ضعف الاهتمام بي ولم  ألق الرعاية المناسبة لأنسان خدم العراق كل عمره ...!؟
 وأستطرد عمو بابا قائلآ -  أن المسؤولين الجدد ليسوا بأفضل ممن سبقوهم ، فمعظمهم منشغلون بأمور لا علاقة لها بالرياضة وكرة القدم ! وأن غالبية  الموجودين حاليا في اتحاد الكرة وفي كل المؤسسات الرياضية لا يستحقون مراكزهم بأستثناء القلائل، بدءا من الوزير ورئيس اللجنة الاولمبية وقادة اتحاد الكرة وغيرهم من الدخلاء على الرياضة العراقية، وانتهاءا بالمسؤولين الأخرين حيث لم  يقدموا للرياضة شيئا ... أن التحزب وتسنم المناصب وفق الحصص وفي جميع المراكز والمستويات قد قفزت الى الواجهة، بدلآ من الاهتمام بالرياضة وتطوير المواهب والقابليات ....! ويبرز السؤال هنا تلقائيا ، من أين أتوا هؤلاء وأين كانوا أيام كانت الرياضة العراقية تحتضر تحت اقدام المسؤولين السابقين !!!؟


و يضيف :- لم أنقطع عن الكرة ولو ليوم واحد رغم المعاملة القاسية التي كنت الاقيها في ظل النظام السابق ... فكان رئيس اللجنة الأولمبية السابق غالبا ما يستعين بي عند فشله ويعفيني من التدريب ويمنعني من مزاولة التدريب داخليا وخارجيا عند تحقيق الأنجاز المطلوب والفوز بالبطولة. ولازلت  أواصل أهتمامي بالكرة العراقية وأسهر على تنشئة وتدريب الصغار وأشرف في الوقت الحاضر على المدرسة الكروية للفئات العمرية التي تضم أكثر من 300 من اللاعبين الجيدين (دون عمر 15 عام ) ، الذين سيعيدون للكرة العراقية أمجادها الغابرة ...

وفي رده على السؤال حول مدى اهتمام مؤسسات شعبنا  به أردف قائلآ .... تم أختياري  عام 2000 من قبل الجالية الأثورية في امريكا (The Man of the year) - رجل العام و كان من المقرر تكريمي  في الكونفينشين ... ولكن  للاسف لم يسمح لزوجتي بالدخول الى المهرجان في البداية، بحجة ان الدعوة المرسلة لي هي لشخص واحد فقط  ... و انتقد بشدة دور المسؤولين في الكونفينشين وذكر : بأنهم حتى لم يسمحوا لي بالقاء كلمة فيه  ...


وردا على سؤالنا حول زيارته الى السويد ذكر بأنه سعيد جدا هنا بين أبناء العراق في السويد وقيم عاليا زيارته و مرافقته لوفد المدربين ، مشيرا الى أن الوفد قد  أستقبل خير استقبال وحظي بحفاوة واحترام كبيرين من قبل الأخوة في اتحاد الجمعيات العراقية ونادي 14 تموز والأخوة الشيوعيين في السويد، بالاضافة الى الاهتمام الخاص من قبل نادي آشور ومرافقتهم لي في كل هذه الفترة ...

وحول فترة تواجده هنا اختتم قائلآ  :

- سأبقى في السويد الى نهاية هذا الشهر وسألتقي في هذه الفترة بالكثيرين  ومنهم  الأخوة في نادي أسيريسكا وسأزور المدن الأخرى للاطلاع عن كثب على نشاط  أبنائنا وعمل الأندية وكذلك للالتقاء بمحبي كرة القدم  العراقية هنا ...
 
وشكر موقعنا على اللقاء  و أصحاب  المطعم على حسن الضيافة 



أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية