المحرر موضوع: لا تجعلوها بَقَرة .. فإنها أساس المجتمع  (زيارة 785 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Jwad Alkabchi

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 31
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا تجعلوها بَقَرة .. فإنها أساس المجتمع


جواد القابجي

للأسف أصبحت بلاد مابين النهرين ذات الحضارة والعراقة ليست سوى خطابات هنا وهناك وكانوا وكنّا وحتى نقف حيرى أمام حقبة التطور التي تحصل في كل بلدان العالم بدون استثناء عدا مايحصل في بلدنا العراق .. بعد ان كان العراق تأريخياً من أفضل البلدان السباقة في رفع مستوى المرأة ولا نذهب بعيداً بل نأخذ نظرة بسيطة لفترة مابين العام 1958 والى يومنا هذا ونستنتج عن ماهي التطورات او الاخفاقات التي حصلت في ملف المرأة العراقية .. فنجد إنه ولأول مرة تحدث في أنظمة الدول العربية أن يُسن قانون الأسرة الذي كان يصب في الدفاع عن حقوق المرأة وإعطائها دوراً فاعلاً في الشراكة مع الرجل في بناء المجتمع العراقي .. ولأول مرة يحدث في العالم العربي أن تتبوأ المرأة في العراق منصب ( وزيرة المواصلات ) والذي أُسند للدكتورة الراحلة نزيهه الدليمي .. وعلى المستوى الوظيفي فقد تحققت للمرأة كثيراً من المنجزات ماكانت لتحصل في أية دولة عربية .. مما حدا ببعض دول الجوار بشن حملة شعواء ضد نظام ثورة 14تموز لأنه أصبح خطراً على عروشها وكياناتها حتى تكونت الجبهة المضادة للنظام الجمهوري الجديد الذي جمع بين حقد دول الجوار على العراق بإسناد وتعاون مع الرجعية من الداخل وبإشتراك القوى والأحزاب القومية الشوفينية التي تدعمها هذه الدول والتي لاتريد التطور والتقدم لشعب العراق .. أتذكر بعض ماطرح إستهجاناً بالمرأة وتشريعاً لتهميشها من خلال فتاوى تصدر هنا وهناك من بعض ( المتأسلمين ) تمعيناً في تهميش المرأة وإلغاء دورها .. حين صرح أحد المرجعيات بأن النظر الى المرأة حرام بحرام ثم حرام .. ردّ أحد المواطنين وهو يعمل في محل بقالة .. ؟ كيف أبيع للمرأة بدون النظر إليها وإذا أدرت ظهري عنها إحتمال ان تسرقني .. هنا وجد الشيخ حلاً لفتواه وقال له : نعم إنظر إليها , ولكن إجعلها في نظرك بقرة .. لا أعلم كيف فسَّرها وشرّعها ..!!
في العهد الديمقراطي الجديد وبعد مرور سنوات مابعد السقوط ظهرت طبقة جديدة من المتأسلمين تتغذى على روح التخلف وتهميش المرأة وتدعوا لعودة ثقافة ( إجعلها بقره ) بعد ان تم إستخدام المرأة لمظاهر الدعاية الإنتخابية وجعلها جسر بعد ان تم العبور عليه للضفة الأخرى .. تم تهميشها مرة أخرى , وهذا ما جرى أثناء توزيع المناصب الوزارية للمرشحين من قبل الكُتل الفائزة .. حيث حصل مارثون السباق للكراسي الوزارية وهذه المرة لرؤساء الكتل والأحزاب وأما المرأة لم تحصل على أي تقدير ولم يتم توزير سوى إمرأة واحدة وهي الأخرى وزيرة بلا وزارة .. وقد قدّمت استقالتها تضامناً مع زميلاتها البرلمانيات اللواتي تم تهميشهن ..
ياترى هل هناك فرق بين المحاصصة والمشاركة ..؟؟
وفسَّر الكثير من المحللين السياسيين والإعلاميين بأن الحال الى اسوأ بدليل ان التهافت أصبح بشكل غير طبيعي من قبل رؤساء الكُتل والأحزاب لتبوّء المناصب الوزارية بحيث لم يفكّر أحد منهم بتمكين المرأة من أخذ دورها ..
وسؤال مهم آخر : إذا كان الوزراء في الدورة السابقة لم يستجيبوا او يتعاونوا مع رئيس الوزراء إلا لمرجعياتهم الحزبية وهم أعضاء عاديّون في الكتل أو الأحزاب فكيف سيمتثلون الى تشريعات رئيس الوزراء ومجلس الوزراء وهم رؤساء كتل وليسوا أعضاء عاديين ..؟؟
( القسوة القسوة بالكافرات والكفرة المنتمين لإتحاد الأُدباء في العراق لأنهم لا يفهموا ماهو الفساد ويقفون بوجه التخلف والرشوة والارهاب ويشكّلون لوحة فنية تعبّر عن وجه العراق العريق بالثقافة .. ) كيف يتطور المجتمع العراقي والثقافة تقتل على مذبح الديمقراطية الجديد .. والعفو العام عن المزوّرين للشهادات والجماعات الارهابية , ومضايقة الكفاءات الحقيقية من أجل إخلاء العراق منها ليتربع المزورون على صدور العراقيين من غير رقابة من ضمير ..؟؟!!!!!!
**********************************
alkabchi51@hotmail.com