الامين العام للجامعة العربية يدعو الى حماية مسيحيي العراق
بغداد – عنكاوا – خلود ال بنيان دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى حماية المسيحيين في العراق فيما اعرب عن سعادته بالتمثيل الواسع للمرأة في مجلس النواب العراقي، مبينا تأكيد الجامعة العربية بدعم حقوق المرأة في ان تحتل الصفوف الاولى في العمل السياسي.
وكان مجلس النواب العراقي قد استضاف موسى في جلسته الاعتيادية العشرين التي عقدت برئاسة اسامة النجيفي رئيس المجلس، امس الاحد.
والقى موسى كلمة شدد فيها على ان "العراق يعد من مؤسسي الجامعة العربية وواضعي ميثاقها وكان باستمرار يتصدر العمل العربي المشترك"، واضاف ان " صفحة جديدة في الحياة السياسية العراقية قد بدأت وان المزاج العراقي بدا يرتاح اكثر وعملية المصالحة والوفاق قائمة على قدم وساق والمشاركة اتسعت".
وآمل موسى ان يكون ذلك "ايذاناً بتقدم سريع نحو العراق الحديث الذي يمثل ركنا من اركان العالم العربي والمنطقة وان استرداد العراق لعافيته يعني استرداد المنطقة لعافيتها".
واشار موسى الى ان المنطقة تواجه مشاكل كثيرة مما يستدعي بذل كل دولة وبالذات الدول الفاعلة لجهد كبير في حل تلك المشاكل، وقال "علينا الان ان نتحدث عن تأثير العراق على الدول المجاورة بعدما كنا نتحدث عن تأثير دول الجوار على العراق".
وكشف موسى عن تطلعاه في ان يقود العراق العمل العربي المشترك بعد ترأسه للقمة العربية المقبلة في بغداد وعودته الى اداء دوره العربي الفاعل بكل مكوناته التي لابد ان تتعايش سوية وان يكون هذا التنوع في العراق او الدول العربية مصدر قوة وليس ضعفا .
واكد موسى سعي الجامعة الى تحقيق استقرار الدول العربية وتشجيع الاستثمارات والتجارة، لافتا الى انه بعد ايام قليلة تعقد القمة العربية الاقتصادية في شرم الشيخ لبحث مسائل تتعلق بالتنمية وبمشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني، منوها الى ان الازمات التي تصيب جزءا من مجتمعاتنا كما حدث للمسيحيين امر لا يمكن قبوله كما لا يمكن القبول باي تدخل خارجي .
واوضح موسى ان الجامعة العربية تثق بان مجتمعا مستنيرا مثل المجتمع العراقي سوف يتجاوز المحنة وقد تجاوزها فعلا فيما اكد ان الجامعة العربية معنية بالعراق حاضرا ومستقبلا وهي مستعدة للعمل في مختلف المجالات لرفع المعاناة خاصة بعدما نجح العراق في خطوات عدة للخروج من تحت طائلة الفصل السابع متعهدا بتقديم الدعم العربي الكامل وتحمل الجامعة لمسؤوليتها تجاه العراق.
مؤشرات خطيرة ...
وقال يونادم كنا العضو في البرلمان العراقي والسكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية ان "الجرائم ضد كنيسة سيدة النجاة في بغداد وكنيسة القديسين في الاسكندرية بمصر تحمل مؤشرات خطيرة جدا بشان محاولات من قبل ايادي خفية لتفكيك بنية المجتمع العربي"، داعيا الدول العربية الى "مواجهة هذه التحديات ومنع التدخل الخارجي".
وثمنّ كنا مواقف موسى ازاء العراق، قائلاً "نتوسم دعما عربيا لاستكمال خطوات التوافق السياسي وتسوية موروثات النظام السابق سواء مع الكويت او غيرها من الدول".
وشدد النائب ابراهيم الجعفري عن التحالف الوطني في مداخلته على اهمية اعطاء العراق حجما يتناسب مع حجمه وتاريخه ومكانته.
وبينّ ان "الشعب العراقي الذي اسقط صدام لن يبق احتلال ولابد من الوقوف بأجلال امام موقف عمرو موسى الذي بذل جهدا كبيرا في عامي 2003 و2006 "، متمنيا ان" يواصل موسى جهوده النبيلة التي ستتكلل بعقد القمة في بغداد".
اما النائب سلمان الجميلي عن القائمة العراقية فقد اعتبر ان زيارة موسى تحمل رمزية كبيرة وميزة خاصة كونها تمثل زيارة الجامعة العربية ومن خلفها العرب الى مجلس النواب العراقي الذي يمثل كل العراقيين، مشيرا الى ان" البلد مر بفترة عصيبة واستثنائية لكنه قادر على النهوض كما ان الاجواء الان ليست كما كانت عليه في 2005 عندما استضافت الجامعة العربية مؤتمر الوفاق".
من جانبه، اكد النائب فؤاد معصوم عن التحالف الكردستاني ان "دور الامين العام كان فاعلا من خلال اتصالاته مع كافة المسؤولين لعقد مؤتمر القمة العربية في بغداد"، مبينا ان الجميع في العراق يعمل على تحقيق نجاح مؤتمر القمة الذي يؤسس لعلاقات متينة على اسس صحيحة ووفقا لمفاهيم عصرية وواقعية، مشيرا الى ان مجلس النواب يمثل واقع العراق عبر تمثيله لكل القوميات والاديان.
بدوره اوضح النائب سليم الجبوري عن تحالف الوسط ان الجامعة العربية ابدت اهتماما كبيرا بهموم الشعب العراقي الذي يحتاج الى المزيد من الاهتمام معبرا عن امله بان "تكون الجامعة العربية بوابة لافق اوسع لإزالة اي خلافات ".
وطالب النائب شورش حاجي عن كتلة تغيير، الجامعة العربية بإسناد دعائم الديمقراطية والفيدرالية بالعراق وان تتمتع كل مكوناته واقلياته بحقوقها الكاملة لتقوم بواجباتها الكاملة.
في الجلسة ذاتها، صوّت المجلس بالأغلبية على مشروع قانون نواب رئيس الجمهورية الذي تضمن سبعة مواد لتنظيم احكام اختيار نائب رئيس الجمهورية والتعريف بمهامه أعمالاً لأحكام البند (ثانياً) من المادة (69) من الدستور بعد عرض التعديلات التي اقترحتها اللجنة القانونية المؤقتة .
من جانب اخر انتقد رئيس المجلس التلكؤ الحاصل من قبل الكتل السياسية في تقديم مرشحيها لشغل عضوية اللجان داعيا للإسراع بتقديم المرشحين للجان في غضون اليومين المقبلين.
في سياق منفصل، قرء النائب بهاء الاعرجي رسالة بعث بها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى النواب تضمنت، اولا، تخصيص حصة من النفط العراقي لكل فرد من افراد الشعب من دون التمييز بين عرق او طائفة اودين او ما شابه، ثانيا ، تخصيص قطعة ارض او اي ملك اخر لكل عائلة ليس لديها ملك، ثالثا، اندثار الزراعة في العراق يستدعي القلق العميق لذا فعلى الحكومة والبرلمان السعي من اجل اعطاء تسهيلات للمزارعين والملاك من اجل الاستصلاح والزراعة والتوزيع مع دعم السعر حكوميا كي يصل الى المشتري بسعر ارخص من المستورد".
وفي مداخلة له رحب النائب حيدر الملا عن ائتلاف العراقية بعودة مقتدى الصدر الى العراق معتبرا انها تعزز العملية السياسية وان المضامين التي حملتها رسالة الصدر يمكن توظيفها لإتمام عملية المصالحة الوطنية.
وتقرر رفع الجلسة الى يوم الثلاثاء المقبل بعد ان صوت مجلس النواب بالأغلبية على مشروع قانون نواب رئيس الجمهورية.
