المحرر موضوع: الارهاب واسراره وما يدور من حوله  (زيارة 1227 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل جمعة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                                      الارهاب واسراره وما يدور من حوله

 يمر العالم في هذا الوقت بظروف عصيبة ومعقدة وبالغة الخطورة تترك أثارها السلبية على المجتمعات الدولية على حد سواء مما يسبب تعقيد حياة الإنسان في غياب الأمن والاستقرار في كافة أنحاء المعمورة وفي هذه الفترة بالذات يكثر الحديث عن الإرهاب ونتائجه المدمرة بشريا وبيئيا وبدون استثناء من حيث انتشاره وتوسعه ليشمل دولا ومجتمعات وكذلك الأفراد. ومن منطلق الإنسانية وحماية البيئة التي هي مصدر الإنسان في العيش الكريم علينا الوقوف صفا واحدا لمواجهة هذا المرض الخبيث الذي إذا ما قورن مع الأمراض البشرية الأخرى التي تسببها الأنواع العديدة من الفيروسات والبكتيريا التي تنهك جسم الإنسان وتقتله نجد بان مرض الإرهاب الخبيث له مسبباته بطريقة أو أخرى اعني المخططين له ومموليه ولكن بأسلوب يندب له جبين الإنسان لما يحدث من أعمال إرهابية هنا وهناك وكل ذلك هدفه المساس بحقوق الإنسان والاعتداء الصارخ على حياته وتدمير البيئة التي يجني الإنسان منها مصادر ديمومة حياته والعيش بكرامة لذا علينا ردع هذه الأعمال والعمل من اجل تجنب وقوعها لحماية الفرد والبيئة .
من الطبيعي أن ينحاز الإنسان إلى جانب الحق حتى لوكان ذلك يكلفه حياته في بعض الأحيان ( ولكل فعل رد فعل) .في هذه الحالة علينا التروي وروْية الأحداث بمنظور محايد دون التفريق بين هذا الحدث وذاك وخاصة إذا كان الهدف منه المساس بأمن الفرد والمواطن دون الأخذ بنظر الاعتبار من هو الفاعل ومن يقف وراءه وما هي أهدافه لان كلها تصب في خانة واحدة وهدف واحد ألا وهو الاعتداء على حقوق الإنسان والمساس بكيانه وهذا اعتداء صارخ على لائحة حقوق الإنسان وما جاء في ديباجته – أن جميع الناس ولدوا من أمهاتهم أحرارا ومتساوون في الحقوق والواجبات – وعليه يراد من الجميع نبذ التفرقة بكل أنواعها وأشكالها وعلينا بدلا من نشر روح الكراهية والحقد والتبشير بالطائفية والاثنية والمذهبية علينا أن نعمل سوية لتطهير بلدنا العراق والساحة الدولية أيضا من الثعالب الخاطفة ومن الذئاب المفترسة وذلك للوصول وتحقيق هدفنا السامي والإنساني ألا وهو العيش معا تحت راية الوطن الواحد وحياة حرة كريمة خالية من جميع أنواع العنف والاضطهاد بكافة إشكاله في امن ومحبة وسلام .
ليعلم الجميع بان الإرهاب مهما تنوعت أشكاله وتعددت أساليبه واختلفت أهدافه فهو يوْدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء ونجد بأنه ينتشر ويتوسع ليشمل ويغزو العالم دون التفريق بجنسيته أو قوميته أو دينه فلا فرق بين الإرهاب إذا حدث في العراق أو في أفغانستان واليونان أو في جزر ألواق واق وأهدافه معروفة للجميع فهو إرهاب دولي لا يفرق بين دولة وأخرى حتى لو اختلفت عن بعضها في الأسباب والأهداف وتغيرت أماكنها لان الهدف في النهاية واحد ومشترك وهو الإرهاب الدولي الذي تعاني منه البشرية جمعاء لان من أهداف الإرهاب الدولي محاولة وبكل الأساليب البشعة هو إشاعة الفوضى وخلق الرعب والنهب والاغتصاب والاعتداء والقتل والتهجير للقوميات عامة وبشكل خاص غير المسلمة والمستضعفة وهذا ما جرى ويجري في عراقنا من تجاوزات واعتداءات على حقوقهم المدنية وحقهم في ممارسة شعائرهم القومية والدينية وبشكل خاص منذ الغزو الأمريكي للعراق ولحد ألان فجميع الحكومات التي توالت أثبتت فشلها وعدم القدرة في توفير الحماية للمواطن العراقي وبشكل خاص المكونات الصغيرة وكل ذلك جاء نتيجة وحصيلة تفاعل التناقضات والصراعات الدولية والعربية والإسلامية التي برزت في الأحداث اليومية وغياب المشروع الوطني والديمقراطي في العراق ليس إلا , دون احترام لأبسط حقوق الإنسان والشعب العراقي بكافة مكوناته وغياب المْوسسات الوطنية والديمقراطية الفاعلة وبعيدا عن تدخل الدولة.إن الغزو والاحتلال الأمريكي جعل من ارض العراق ارض الخراب ومركز الظلام وهذا ماهو إلا مخطط لجعله مركز ومصدر للإرهاب لتحويله ونقله إلى سائر البلدان الأخرى في المنطقة حسب الحاجة والضرورة وان الأحداث في المنطقة توْكد ذلك ابتداء بقضية (إسرائيل- فلسطين) في المنطقة وخلق بوْرة الاقتتال (العربي – الكردي) والاقتتال( الكردي– الكردي) في العراق وألان ومنذ الغزو عمت الصراعات المختلفة بين الشيعي والسني وبين المسلم والمسيحي والقتل على الهوية ,في حين لم نسمع منذ نشوء العراق بوجود شعوبا متفرقة تتقاسم بينها ارض العراق وموارده بل العكس وعلى مر ا لتاريخ كان شعبا واحدا يعيش متآخيا وتحت راية الوطن الواحد في ثوراته وكفاحه ضد العدو المشترك وضد جميع الغزوات والاحتلال . في هذا العالم المضطرب يريد المحتل أن يدفع الأمور وبتوجه شرير ومدمر تحت عنوان الطائفية والاثنية والدينية لتمرير مخططه في تقسيم العراق وخلق العداء بين العراق ودول الجوار من اجل إضعافها وعدم توحيدها وجعلها ضعيفة أمام المعتدي والمحتل وهذا ما يجري على قدم وساق في تشتيت الشعب العراقي بعربه وأكراده وسائر مكوناته المتآخية على مر الازمنة ويبادر في تأجيج الصراع القومي والطائفي في صفوف الشعب العراقي وما قضية كركوك إلا جزءا من المخطط في تقسيم العراق وإنشاء كيانات صغيرة وضعيفة ليتسنى للمحتل التحكم في مصائرها. حيث قامت أمريكا بدفع العراق للدخول في حروب إقليمية ودولية بهدف إضعافه وتدمير بنيته التحتية ما قبل القيام بغزوه واحتلاله.  
أن أمريكا دخلت العراق تحت شعار التحرير والديمقراطية ولم نحصل من غزوها غير الاحتلال واللاديمقراطية وعملت وبشتى الوسائل لتنفيذ مشروعها وخلق ظروف من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة وبشكل خاص في العراق ليبقى العراق والمنطقة في حالة ضعف وتخلف وعند الضرورة لجأت أمريكا إلى التدمير الشامل لبعض البلدان ومنها العراق عند غزوه وبالتعاون مع مؤيديها في الداخل والخارج والذين اعتبرتهم من معارضي النظام ألبعثي الدكتاتوري آنذاك معتمدتا على المقولة الشهيرة : /إذا كان هناك أصدقاء فلماذا البحث عن الأعداء ...؟ / وبشكل خاص ضد شعب متآخي امن والذي يعيش الآن الفوضى العارمة من اقتتال بين الإخوة والقوميات والطوائف وتعمل في خلق التوتر والتعصب والعداء بين الجماعات الأساسية السياسية والقومية والدينية وقد مارست أمريكا جميع الأساليب اللاانسانية للإبقاء على الأوضاع القائمة وتحقيق ما يسمى بالفوضى الأمريكية وذلك بإقامة أحزاب وتشكيلات سياسية وقومية وعرقية وهمية لتتقاتل فيما بينها والامئلة كثيرة وكثيرة ومنها الأحزاب الكردية المعروفة والعربية القومية وكذلك الأحزاب الدينية والطائفية المسلمة والمسيحية مما يؤدي إلى التباعد في وجهات النظر ويعمل كل طرف لتحقيق الأكثر لحزبه مما يؤدي إلى تشرذم هذه القوى والكيانات فتصبح ضعيفة لتسقط في أحضان الأعداء .فهناك المسلمون الشيعة والسنة - العربي والكردي - المسلم والمسيحي والصابئ – الفارسي والتركماني – اليزيدي والشبكي إلى جانب ذلك خلق وإيجاد حالات عدم الانسجام بين الأحزاب القومية المتعصبة والعلمانية والتي تلحق بها العديد من الأجهزة المخابراتية بأسماء عديدة ومتنوعة وكما ذكر احد الإخوان من الأكراد عن معاناته ويحمل الجنسية النمساوية من قبل هذه الأجهزة ومنها على سبيل المثال لاالحصر البار استن  والزانياري التابعة للحزبين الكرديين الرئيسيين وكذلك أجهزة الاسايش وبالتعاون مع جهاز الموساد .

الى اللقاء في الجزء الثاني
د. جميل جمعة