المحرر موضوع: الصحوة.. لماذا غاب التيار الاسلامي؟  (زيارة 1008 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصحوة..
لماذا غاب التيار الاسلامي؟


عبدالمنعم الاعسم

قبل ان نبحث عمن قاد ويقود الشبيبة الغاضبة في تونس، ثم في مصر، ثم في دول عربية اخرى ينبغي اثارة الملاحظة الاتية: لماذا غابت تنظيمات الاسلام السياسي عن الشارع؟ ويمكن تخفيف الطابع المباشر للسؤال الى صيغة اخرى: من، وما الذي يحرّك ملايين الشباب في دول عربية كانت الى اسابيع تنتسب الى الجمهوريات المحكومة بملوك في واقع الامر؟.
كان المحللون الغربيون قد ملأوا صفحات كثيرة عن فرضية سقوط انظمة الاستبداد القومية، لدى اية هزة او هبة محلية، بيد قوى الاسلام السياسي وطلائعه الجهادية المتطرفة بكل مسمياتها الشائعة، من الاخوان حتى القاعدة،  وهذا ما ذهب اليه بيير بلان مدير تحرير مجلة “  كونفلينس ميدتيرانية” الفرنسية المتخصصة بدراسات حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط، بل ان باولا كونسالي استاذة العلوم السياسية في جامعة نابولي الايطالية دعت الغرب الى تقديم المزيد من الدعم لهذه الانظمة حتى لا تقع بيد الجماعات الارهابية المسلحة.
وطبعا، هرع الكثير من كتاب الصحافة القومية العربية الى تبشيع اي تحرك شعبي عفوي وتدنيسه بشبهات “العمالة” وبخاصة حين يتخذ هذا التحرك شكل رد فعل على انتهاكات الحقوق المدنية، واتحد كتاب السلطة وكتاب التيار القومي في الدفاع عن حكومات “مدى الحياة” والنفخ في خطر الجماعات الاسلامية المتطرفة والصمت حيال تجويع الملايين وإلقاء جيال متزايدة من الشباب الى دوامة البطالة وحرمانها من فرص العمل، وفي النتيجة، تعمقت الهوة بين الشعب والحكم قدر ما تعمقت مشاعر المهانة والهامشية في صفوف الفئات الشعبية وانضمت لها شرائح من الطبقات المتوسطة التي تصطدم يوميا باستئثار النخب الحاكمة بالامتيازات والفرص.
والحق، ان القليل من المحللين سلطوا الضوء على الحقيقة التالية: ان الاسلام السياسي باحزابه التقليدية ومجموعاته الجهادية، لم يتصدر الحركة الشعبية المطالبة بالخبز والحرية، في تونس، والآن في مصر، على الرغم من انه تقدم حركة المعارضة السياسية في هذين البلدين وفي بلدان كثيرة لثلاثة عقود ماضية.
وفي تفاصيل هذه الحقيقة لابد من تأشير ناحيتين مهمتين، الاولى، تتعلق بضعف التنظيمات الاسلامية الجهادية بعد الضربات المنهجية والملاحقات التي وجهتها السلطات لها في العقدين الاخيرين، وتجفيف مصادر تمويلها الايديولوجي والبشرية، والثانية، ان هذه الجماعات اخفقت في تقديم برنامج اجتماعي للتغيير، وبقيت تتخبط في سلسلة من الاعمال الانتقامية والتآمرية والاستعراضية المسلحة تحت شعارات دينية وفتاوى مقعـّرة  اغتربت عن معاناة الشبيبة والفئات المكتوية بنار الاستبداد والمجاعة.
*
 “لو كانت الحرية ثلجا لنمت في العراء”
                        الماغوط