المحرر موضوع: مار باوي مطران عـصرنا يرسم مستـقـبلنا  (زيارة 1308 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأسقـف مار باوي مـطران عـصرنا يرسمُ مستـقـبـلــَنا
بـقـلم : مايـكـل سـيـپـي / سـدني

عـمانوئيل ، عـمانوئيل ( الله معـنا ، الله معـنا )
إذا كان الله معـنا ، فـمَنْ عـلينا ؟

حينما أبدء بكتابة مقال عـن سيادة المـطران باوي سورو الكلي الهيبة ، لا أهـيىء ورقـة أولية ( مـسْوَدّة) لأنـني لا أحـتاجـها . إنَّ مجـرد تحـسـس نبضات قـلب هـذا الرجُـل الرجُـل  المـملوء إيمانا ً بالمسيح و حبا ً لأبناء أمّـته ، يكفي للقـلم أنْ ينطلق و يُطـلق العـنان لـحـِبْرهِ  فـيرسم لوحات و لوحات ، تعـبيرية كانت أمْ تجـريـدية  أمْ  تكعـيـبية أو سـمّها ما شئت . فـمحاضراته وَ أفـكاره ، شراعٌ  لأبناء أمتـنا ، به يوجـّهون سفـينـتهـم باتجاه شاطىء الأمان وُصولا ً إلى الآمال و الأمنيات التي نريـدها جـميعـنا سواءً رضيَ البعـض القـلائـل أم لم يرضَ . إنه يرى أمـّـته وَ مصـيرَ كـنيستها ، واحـدة مُـوَحـََّدة . فـكـيف يمـكـنـنا أنْ نفـهـم فـكر هـذا المـطران الجـليل ؟
إنَّ فـهم المنطـلقات البسيطة و الواضـحـة و العـلنية التي يكـرز بها هـذا الرجل الفـذ ّ ، ليس أمـرا ً هـيّـنا ً للغامضين من الناس ، نعـم أقـول للغامضين منهم لأنـهم لا يريـدون الوضوح ، لا بل ليس في صالحـهم هـذا الوضوح ، لأنـهم  يُخـفـون شيئا ً. إنَّ مَنْ يُـخـفي شيئا ً، عــنـده شيى مخـفي ، أليس ذلك صـحيـحا ً.؟ وإلا ّ فافـتح كـفـّك َكي نقـرأ نواياك .
هـذا الأسقـف الكـريم مار باوي يخـطب في قاعات مفـتوحة أبوابـها ، يفـتح قـلبه لجماعات مُنـَوّعـة ألوانـها ، تـُنقــَل أقـواله عـبر وسائل إعـلام عـديـدة إتـّجاهاتـها ، يُجـيب بصـدر منشرح عـن أسئلة كـل مَنْ يُـريـد مُـحادثـته بـهواتف مُـتاحة خـطـوطـها ، فـبأيّ حـجـة تـَمَسـّون حـركة مار باوي التـصـحـيحـية وغـنى مـعانيـها ؟
( طـوبى لكـم إذا أبغـضـكم الناس وَ رذلوكم وَ شتمـوا إسمكم ، وَ نبـذوه كأنه عـار مِـنْ أجل إبن الأنسان ، إفـرحـوا في ذلك اليوم وَ ابتـهـجـوا ، لأن أجـركم في السماء عـظـيم فـهـكـذا فـعـل آباؤكم بالأنبياء ) ....لوقا 6: 22
إن َّ الحـقـيـقـة واحـدة لا تنـقـسم ، الحـقـيـقة لا تعـرف الخـجـل وَ لا تنفـصـم ، إنـّها تـُـنادي فـوق السـطوح والجـبال ، وَ تصـيح عـنـد البراري و الرمال، و حـقـيـقـة اليوم ترفـع صـوتها في أماكـن مـكـشوفـة وَ وسائل إعـلام مـعـروفـة ، لأنـها فـكـرة صادقـة بمَـغـْزاها ، وَ صادق الفـكـرة صاحـبـها ، و قـد قال سـپـيـنوزا ( إن َّ مَنْ لـديـه فـكرة صادقـة يـعرف أن َّ لـديه فـكرة صادقـة ) . هـذا هـو مار باوي الـمـوقـّرالـذي يـمـكـنـني – بـعـد أنْ أسـتسـمـحـه – أنْ أ ُرَدّ دَ ما قاله أفـلاطـون : ( ألويل لـِمَنْ يُحاول أنْ يُـعَـلــّـمَ الناس أسـرع مـما يسـتطـيـعـون أن يتعـلــّموا ) . لماذا ؟ لأن الله منح البعـض عـيونا ً وَ لا يُبصـرون ، أعـطاهـم الرب آذانا ً وَ لا يَسمـعـون ، وَ أمامهـم الشـمس وَ ظـلالها وَ لا يُميّـزون ، فـبأي قـناعـة يقـتنعـون؟
يُـعـجـبني كـما يسرّني أنْ أ ُكـررَ ما قـلتـُه في مـقالي الأول ، إنه لشرف لي أنْ تتوفـّرالفـرصة كي أكتبَ ما يستحـقـّـُه
مار باوي المتواضع المقـدام منْ مقال وَ مقال – لا ما نسمـعـه و ما يُـقال - . إنني أكتب عـنه منْ داخل الوجـدان و عـلى مَسْـمَع كل إنسان ، و لأعـجابي بشجاعـته وَ صراحـته و شفـّافـيّـته ! فإنني ألــَوّح باسْمـِهِ فوق السطوح  و الحـيـطان، في المكتب كنتُ أم بين زهـورالبستان ، في بيتي ، في عـملي ، في كل مكان ، حـتى في دار الخـلان . إنني أراه  رجـلا ً فـيه طيبة القـرية كـلها ، مُحـَنـَـكا ًبخـبرات المـدينة أجـمـعـها ، ممتلىء بحـب الكنيسة وَ وحـدتها ، كلـدانيـّتها و آثـوريّـتها واحـدة لا غـيرها . أستحـلفـكـم بربّـكم ، هـل عـنـدكم ما تقـولونه عـلى أفـكاره وَ ما فـيها ؟
أذني لا تسمع أقـوالا ًمـِنْ خـلف الحـيطان ، بل هاتوا القـولَ مبسوطا ًفـوق حـرير أو كـتـّان. لا تـهـمسوا مِنْ خـلف الأسوار و الجـدران ، بل إكشـفـوا ما عـنـدكم فـوق الأسطـح و البنيان ، وَ ما عـدا ذلك سيكـون ضـرب ٌ منَ الهـذيان ، و عـنـدئذ فأنا أُشـَبّـهـُـكم بأناس مُـلــَـثــّمين ، حـول الـمـديـنة حائـمين ، يرمون حـجارتهـم بائسين ، و عـلى دخـول القـرية غـير جـسورين .
( أ َيؤتى بالسراج ليوضـع تحـت المـكيال أو تحـت السرير ؟ أما يؤتى ليوضـع فـوق المنارة ؟ فـما مِنْ خـفـي إلاّ سَيُـظـهَر وَ لا مِنْ مكتوم إلاّ سـيُـعـلــَن ، مَن كان له أذنان فـلـيسـمع !) ... مرقـس 4: 21
( ما مِنْ مسـتور إلاّ سـيـُـكشف وَ لا مِنْ مكـتـوم إلاَ سـيُـعـلم ) ... لوقا 12: 2
لـنـدعْ فـصاحـة اللسان و لباقـته ، و رزانة الأنسان و وقـفـته ، و مـداعـبة الصاحـب و دغـدغـته ، إلى صـُلب موضـوعـنا وَ أهـميته .
منطـقـياً يمكـننا القـول:
أن الرياح لا تـُزيل الأنقاض  ما لم تجـمـعـها بنفـسك و ترمي بها خارج قريتك - الذي ينادي بالوحـدة  ، ما منْ شـك  إنه يرفـض الأنقـسام  -  و مَن يعـمل للأتحاد فـهـو يشطـب بيـديه عـلى كلمة الأنشقاق .  و عـلى سياق المنطـق نفـسه يمكـننا إعـطاء بـديهـيات يقـبلـها العـقـل ، فـمثـلا ً: إنْ سكـَتَّ على الخاطىء ، سوف لا يعـرف بأنه خاطى ! -  إنْ لم تجـدد عـباءتك ستـنـدثـر و تصـبح خـرقـة !  و أخيرا ً إنْ لم تـُمَـشط شـعـرك ، تبقـى شعـيراته مبعـثرة .
والآباء والأجـداد قالوا لنا:
لا تزرع على البيار( ارض صـلبة ذات أدغال ) ، بل أحـرث أرضـك أولا ً ( جـدد حـيويتها ) -
أخـوك سيف ، يحـمي ظـهـرك ! -  في الأتحاد قـوة ، و في التفـرّق ضـعـف ! -  ثـمّ صاغ لنا شاعـر الجاهـلية :
أخاك أخاك ، إنَّ مَنْ لا أخا ً له       كسائر إلى الهـيجا ، بـدون سـلاح
ألا تـُحـَرّ كــُنا و تـُنـَـبّـهـُنا و تجـمـعـنا إلى بعـضـنا هـذه المقـولات ؟ أ َ تريـدون أفـضـل منـها ؟ تعالوا إلى المسيح
و ها هـو يناديـكم بصـوته عاليا ً و يـقـول:
في الكـتاب المـقـدّس:
( مَنْ لم يجـمـع مـعـي كان مـُـبـدِّدا ً ) ......متى 12: 31
( كل مـدينة أو بيت ينقـسم ، لا يـثـبت ) .....متى 12 : 24
( ما أحـلى أن يـقـيم الأخـوة معـا ً ) .... مزمور 132
مِنْ هـذه المنطـلقـات ، المنطـقـية و التراثـية و كتبنا المـقـدسة ، إنطـلق راعـي الكـنيسة مار باوي الموقــّر في دعـوته إلى الأتحـاد بين أقـسام الكنيسة المـُـكـَـوِّنة لكنيسة المشرق العـظـيمة و التي كانت بالأصـل كنيسة واحـدة ، فـهـل مِنْ مانع يا أيـُّـها المعـترضـون لـدعـوة الأسقـف الجـليل ؟ عـِلما ً أنّ الرغـبة سـبـق وَ أنْ أ ُعْـلـِنـَـتْ عـنـد الأطـراف المـعـنية مـنـذ عام 1997  بميثاق رسمي مـُـوَقـّع مـِنْ قـِـبـَلـِهم . فبأية حـجـة ، هـذا الأسقـف تـُعارضون ؟
إنّ مَنْ يـتـتبّع أفـكارالمـطران مار باوي البنـّاءة وَ البانية لمـستقـبلنا ( كنـَـسيا ً مِنْ موقـعـه كـكاهـن الله ، وَ قـَوْميا ً مِنْ مشاعـره الطـبيعـية كمشاعـرنا نحـن أبناء أمـّـته ) أقـول إنِ مَنْ يـتـتـبع ذلك سيرى فـيه ذلك القائـد المسيحـي المناسب في الزمن المناسب ، ألا تـَرَوْنَ أنـنا الآن أحـوج ما نكـون إلى مثل هـكـذا قائـد أكـثـر مِنْ أي وقـت مضى ؟ وَ إذا وُجـِدَ قائـد آخـر غـيره ، و بجـانبه ! فـَلـِـمَ لا ؟ نحـن وَ جـميعـنا سوف نهـلــّـل و تصـفـّـق لكـليهـما ، لـثـلاثـتهـما ، و للجـميع . نعـم سوف نفـرح و نعـمل و نشـجـع جـميع البنـّـائين الذين يبنون مستقـبل كنيستنا و أمـّـتنا . إنـنا مُبعـثـرون فأين الجامـعـون ؟ أين الذين يحـفـظـون قانون الأيمان و يُعـلــّموه قائـلين : و بكنيسة واحـدة جامـعـة مـقـدّسة رسولية ؟ أين الرسُـل المـُـقـدّسون مِنْ عـملية الجـمع كي يحـصـلوا على نتيجـة واحـدة؟ أليس هــذا الذي تـَعـَـلــّـمْناه من الرب المسيح ؟
( أنتم مـلح الأرض فـإذا فـسـد المـلح فأي شيء يـُمَـلــّحه ؟) متى 5: 13
( تـُـقـفـلون ملكـوت السماوات في وجـوه الناس فـلا أنتم تـدخـلون وَ لا الذين يريـدون الـدخـول تـدعـونهـم يـدخـلون ) ...متى 23:  13 
( إنَّ ملكـوت السماوات سـيُـنزع عـنكـم لـيُـسَـلــّم إلى أمـّـة تـجـعـله يُـخـرج ثـمـره )...متى 21 : 43
على هامش أفـكار مار باوي المحـترم:
إنْ كنتَ تـُحـب أخاك ، حاسـبْـه!. إنْ لــَمْ تـُـقـَوّمْ الخاطىء، فإنه يتمادى في أخـطائـه !.
 و نقـرأ في الكتاب المـقـدّس بلسـان الرسل و الأنـبياء :
( و لكن لمـّـا قـَدِمَ صـخـرٌ إلى أنطـاكـيا ، قاوَمْتـُـه وجـها ً لـوجـه لأنه كـان يسـتحـق الـلوم ) ... غـلاطـية 2: 11
وَ هـنا أتـذكــّر مار باوي المـقـدام أثـناء خـطابه في قـاعـة نادي الثـقـافـة الآثـوري ( ( Cultural Clubحـيث قال : إنـني لا أبحـث عـن رضى الناس ، إنـني أعـمل ما يُـرضي الله ، ما يُـرضي ربي .
( لو كنتُ إلى اليوم أتـوخـى رضا الناس ، لــَما كنتُ عـبـداً للمسيح ) ...غـلاطـية 1: 10
( فـما أولانا أنْ نحـكـم في قـضايا الحـياة الـدنـيا ! و إذا كان بينكـم خـلاف عـليها ، أ َتـتـّـخـذون قـضـاة مِـمَّنْ ترذلـهـم الكنيسة ؟ أقـول ذلك لـتخـجـلوا. أ َفـليس فيكـم حـكيم واحـد بوسـعـه أنْ يقـضـي بين إخـوته ؟ و لـكن الأخ يُـقاضي أخاه ، يقاضيه لـدى الكـفـّـار! و في كل حال فإنه من العـيب أنْ يـكون بينـكم دعاو. ) ...كورنثوس الأولى 6: 3-7
( فـلـيكـفّ بعـضـنا عـن الحـكم عـلى بعـض ، بل الأولى بكم أنْ تحـكموا بأنْ لا يكون أحـدٌ لأخـيه سـبـبَ سقـطـة أو عـثار ) ...روما 14: 24
والآن دعـونا ننـظر نحـن بمنظارنا الخاص ، و نقرأ أيضا ً ما يقـوله الكتاب المقـدس:
( فإذا كان بينكم حـسـد و شقاق ، أ فـليس في ذلك دليل عـلى أنكم بشر وَ تـسيرون سـيرة بشرية ؟ و إذا كان أحـدكم يقـول :أنا مع پـولص ، و الآخـر : أنا مع آپـُـلــّوس ، أ فـليس في ذلك دليل على أنكم بشر؟) كورنثوس الأولى 3: 3-4
( أعـداء الأنسان أهـل بيـته ) ...ميخا 7: 6
( لا يُـقـبل نبي في وطـنه ) ... لوقا 4: 24
( و قال الرب : هـذا الشعـب يتقـرب مني بفـمـه و يُـكرمني بشفـتيه ، و أما قـلبه فـبعـيـد عـني . فـهـو يخافـني و يعـبـدني بتعـاليم وضـعـها البشر ) ..إيشعـيا 29: 13
( فـليكن لكـل امرىء رأيه إذا كان عـلى يقـين منه ) ...روما 14: 5
( فـعـلينا أنْ نطـلب ما غـايته السـلام و البنيان المشترك ) ...روما 14: 19
( إني أسألكم إذا ً أيـهـا الأخـوة برأفـة الله أن تـجـعـلوا مِنْ أنـفـسكم ذبيحـة حـية مـقـدسة مَـرْضـية عـنـد الله. فـهـذه هي عـبـادتكم الروحـية . وَ لا تـتشـبـهـوا بـهـذه الـدنيا بل تـَـبَـدلوا بتـَـجـَـدّد عـقـولكم لـتـُـمَـيّـزوا ما هي مشيـئة الله وَ ما هـو صالـح وَ ما هـو مَـرْضيّ وَ ما هـو كامل )...روما 12: 1-2
أين نـحـن اليوم مِنْ صـفـحـات تاريخـنا الكنسي ؟
ببالـغ الأسـف نـقـول إنّ تاريـخـنا الكنـسي غـزيربمـحـطات تـَوَقـّـف جامـدة وَ بمنعـطـفـات حادة قاصـدة وَ طـُرق افـتراق هامـدة ، وَ هي كانت سـبـبا ً في ما آلت إليـه الأمور إلى ما نـراه في يومنا هـذا مِنْ تفـتـّـت الكنيسة بسبب تسابـق المـعانـدين وَ تناقـض المـفـسّرين مـما أدّى إلى تبعـثر المؤمنين. وَ لو بحـثـنا في أسباب أغـلبـها – إنْ لم نقـل جـميعـها – نرى أنـها ما كانت تـتعـدى إلى أكـثر مِنْ حـبّ الـذات تحـت الأنوار أو التشـبّـث بالكرسي الـدوّار أو عـدم التنازل عـن الرأي الخاطيء المـهـذار ، وَ ربـما كان للبعـض مصالح شـخـصـية أو سوء نية عـصـيّة لا يعـرف بـها إلاّ الله باحـر القـلوب وَ العـارف بكـل ظاهـرة وَ خـفـيّـة.
إنّ ما مـضى فـقـد مضى ، وَ إذا استمرّينا نـنبش الماضي وَ مآسيه فإننا سنبقـى نتخـبّط في عـواصـف حاضرنا وَ أتربته ، وَ ننـتهي إلى فـقـدان مستـقـبلنا وَ آماله ، أ هـكـذا نرتضي لأنفـسنا يا جـميـعـنا قادة شعـبنا وَ مؤمنيه ؟
كـلنا مُـطالــَبون اليوم بأن نشارك في عـملية إزالة الأنقاض وَ إعادة البناء وَ إقامة صرح شامل ( لا كـوخ مـُتـقـوقـع عـلى ذاتـه ) مبنيّ عـلى ركائز متينة مِنْ بـذل الـذات أولاً ، ثم الرغـبة في الخـدمة المـجانية في الساحـة الفـيحاء وَ ليس البحـث عـن مـوقـع أو منصـب تحـت الأضـواء ، وَ تـَحـَـمّـل ضـُـعـف غـيرنا ، وَ مـَدّ يـد العـون للأعـمى فـينا ، وَ الأنطـلاق بحـماس في الكرازة و التوعـية و التوجـيه و الأرشاد هناك وَ هـنا ، ثم إقـناع مَنْ هـو مـتردّد وَ شـكوك بأهـدافـنا ، حـتى نصـل إلى مسألة الأستظـلال تحـت السـقـف الواحـد لكـنيسـتنا ، و التي كانت في الأصل هـي كنيستنا الواحـدة الجامـعـة المـقـدسة الرسولية التي نفـتخـر بـها جـميعـنا و نستحـقـها لأنـها ثـمرة دماء شـهـدائنا القـديسين مِنْ قادتنا الكـنسيين وَ إخـوتنا المؤمنين . نحـن جـميعـنا مـدينون لـهم ، فـهل نوافـيـهم بأن نكـون أغـصانا ً في كرمة المسيح الـواحـدة أم شـُـجـيرات مبـعـثـرة هـنا وَ هـناك ؟
) تــَبَصّروا في سيرتكم وَ اجـعـلوها سيرة العـقـلاء لا سيرة الجهـلاء ، وَ انتهـزوا الفـرصـة السانحـة لأنّ هـذه الأيام سـيّـئة ، فإياكم وَ أن تكونوا مِنَ المـغـفـّـلين ، بل افـهـموا ما هي مشيـئة الرب ) ... أفـسـس 5:  15
( وَ نحـن نحاول إقـناع الناس لـعـِلـْمِـنا ما تقـتضـيه مخافـة الرب . أما الله فـيعـرفـنا حـق المعـرفـة ، وَ أرجـو أنْ تعـرفـونا أنتم أيضا ً في ضـمائركم حـق الـمعـرفـة . وَ ليس مُرادنا أن نجـعـل لكم سبيـلاً للأفـتخار بنا ، فـيمكـنكـم أن تـَردّوا عـلى الذين يفـتخـرون بالظاهـر لا بالباطـن ) ... كورنـثوس 5: 11
( فــَنـَصلُ جـميعـنا إلى وحـدة الأيمان بإبن الله و معـرفـته ، و نصـير الأنسان الكامل ، و نــَبْلغ القامة التي توافـق سـعـة المسيح . فإنْ تـمَّ ذلك لمْ  نبقَ أطـفالاً تـتقاذفـهم أمواج المـذاهـب وَ يعـبث بهـم كل ريح فـيخـدعـهـم الناس وَ يحـتالون عـليهم بمكرهـم ليَـضـلــّوهـم . وَ إذا عَمـِلـْنا للحـق بالمحـبة نــَمـَوْنا وَ تـقـدّمْنا في جـميع الوجـوه نحـو ذاك الذي هـو الرأس ، نحـو المسيح )... أفـسـس 4: 13
( أجل ، إنـّا نحـيا حـياة البشر، وَ لكـننا لا نجاهـد جـهاد البشر . فـليس سـلاح جـهادنا بشرياً ، و لكـنه قادر في سبيل الله عـلى هـدم الحـصـون. وَ نهـدم آراء المـُـغالطـين و كل مـُرتفـع يَحـول دون معـرفـة الله ).كورنثوس الثانية 10: 3 
( وَ جَـعَـلَ عـلى ألسنتنا كـلام المصالحة. فـنحـن سُـفـراء المسيح ، وَ كأنّ الله يَـعـظ بألسنتنا ).كورنثوس الثانية 5: 20
شتـّـان ما بين الصـوت الصارخ في البرية ، وَ أصـوات الـدّفـوف الـفـَـجَـرية:
مـِنْ ذكريات الماضي ، حـَـل َّ أحـد المـحاضـرين عـوَضاً عـني وَ سـدا ً للشاغـر الـذي تركتـُـهُ يوم  كنتُ مجازا ًمنَ الـمـدرسة ، فـصار الـطلاب يسألونه و هـو يجـيبهـم . فـقال له أحـدهـم : يا أستاذ أراك مجـيبا ً عـلى كل الأسئلة ! قال المحاضر : وَ هـل في ذلك ما يُـلفـتُ النـظر؟ قال الطالب : نعـم ، إنّ أستاذنا لا يجـيب على الأسئـلة السهـلة أو السخـيفـة . أقـول : في هـذه الأيام ، وَ بين الحـين و الآخر يتـطـرّق إلى مسمعي طنين ، حـفـيف ، أو رنين معـدن هـزّاز فارغ فلا أكـترث لـه ، لأنه صـوت صـنـّوج يرنّ ، فإذا لـمسـتـُـه َ سـكـتَ . وَ لكن نزولا ً عـنـد رغـبة وَ طلب بعـض الأعـزّاء كتبتُ مقالي هـذا وَ أقـول: كثيرة هي الـمرّات التي شاهـدتُ أو قـرأت ُ أو سمعـتُ محاضرات لأساتـذة أكـفـّـاء و رؤساء و حـتى شيوخ عـشائر ، و كل في نطاق حـقـله  فـتعـَـلــّمتُ منهـم . وَ كذلك لآباء كـَـنسيين فـطاحـل في إخـتصاصـهم اللاهـوتي و الفـلسفي فاستفـدتُ منهـم الكـثير. ولم تكن مهـمّـتهـم سوى ما أشـّرتُ إليه ، وَ لم يتطـرقـوا يوما ً إلى غـير ذلك ربما لأنهم ليسوا معـنيين إلاّ بحـقـل دراستهـم أو أداء واجـبهـم ، كما أنّ ذلك لا ينتقـص منْ مكانتهـم في قـلوبنا وَ لا مِنْ جـدارتهـم  وَ غـزارة فـكـرهـم في تقـديرنا . إلاّ أنّ مار باوي الفـذ ّ يتميّـز بإخـتياره منحـاً آخراً ، إنه يريـد أنْ يجـمعـنا لنحـمل أغـصان الزيتون وَ يسير بنا للأحـتفال بعـيد السعـانين سوية – لا منْ أجـل التصـفـيق لـذاتـه - ولكن موجـهاً أنظارنا إلى ذات المسيح الفـادي للتصـفـيق وَ التهـليل لأقـنومـه ! ، إلى صـليب واحـد لا إلى صـلبان كـثيرة ، وَ إلى كنيسة واحـدة لا إلى كنائس مبعـثـرة ! و ذلك إيماناً وَ إلتزاماً وَ تنفـيذاً لوصـية المسيح ، فـبأيّ دفـوف يُـوَلــْول و يطـَنْـطن البعـض وَ هم لا يفـقـهـون طنينهـم ؟ وَ لا يعـرفـون أنّ الرب يسوع قال : كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي هـو كامل ! إنِ المسيح يريـدنا كل منـّا أن نكون بمستوى الكمال الالهي ، و كذلك يريـد أنْ تنطـبع صـورته في قـلب كل واحـد منـّا ، و يريـدنا المسيح أن يكون كل واحـد منـّا مسيحاً ، وَ أن يتشـخّـص فـينا ! فـما رأي أولئك الذين هـم ضـد (( شـخـصـنة المسيح)) ؟ فـلـيتعـلـموا ، إذ ْ لولا تلاميـذ المسيح ، وَ لولا رسل المسيح ، وَ لولا وكـلاء المسيح و الآباء المؤمنين بالمسيح ، لــَـما عـرفـنا المسيح ، نعـم إننا نرى المسيح في كل واحـد منهـم ، وَ ليـفـسّـر منْ كـلامنا ما يريـده المفـسّرون . وَ هـنا أودّ أن اشير إلى مَنْ لا يزال في غـيبوبة خيالاتـه وَ يقـول إنه لا يشعـر بآشوريته إلاّ إذا إتحـدت كنيسته مع كنيسة الكـلـدان وَ أقـول له : إنْ لم تـُصـحّـحوا تعابيركم ، ستـعـيشون كل أيامكم في أحـلام يقـظـتكم ، وَ هـنا يكـمن الـفـرق الرئيسي بين تفـكيركم المرفـوض وَ عـظـمة تفـكـير الأسـقـف مار باوي سورو الكـلي الوقـار وَ الماضي في رسالتـه تاركا ً الموتى يـدفـنون موتاهـم. وَ مَنْ يريـد أن يعـرف ماذا يقـول الأسقـف الجليل مار باوي سورو ، فـَـليبحـثْ عـن محاضراته في وسائل إعـلام عـديـدة , إنه كاهـن الله ليس يبني قـلاعاً عـلى الأرض ، وَ لا جـيوشاً للأحـتـلال ، إنه لا يـريـد الجـنة لـوحـده ، بل إنه مـلاك الرب يـدعـونا إلى السماء ، فـمـَنْ يُـسرّهُ ذلك يُـمكـنه الألتحـاق بقـطاره ، وَ مَنْ لا يُـسـره ، فـهـو حُـر ! ، وَ لكـننا منْ منطـلق حـبّـنا وَ إخـلاصـنا  نقـول له ما قاله الهـاتف منَ السماء للـرسول پـولص : ( لــَيَـصْعَـبُ عـليك أنْ تَرفـسَ الـمـهـماز )..أعـمال 26: 14. وَ لكـن بعـد ذلك قال الربُّ نـفـسُـه لرسول الأمـم هـذا :( لا تـخـفْ ، بل تـَكـلــّمْ وَ لا تسكـتْ فأنا مـعـك َ ، وَ لنْ يـبسـط أحـد إليك يـدهُ  لينالك  بـسوء. فإنَّ لي شـعـباً كبيراً في هـذه الـمـدينة )..أعـمال 18: 9
( طوبى للساعـين إلى الـسـلام ، فإنـهـم أبناء الله يُـدعَـون ) متى 4: 9
ألف تـهـنئة لـ عـبد المسيح ، لكاهـن الله ، لرسول السـلام ، للـراعـي الصالح ، لأسـقـفـنا مار باوي الجـليل .، وَ هـو يجـمع الرعـية في حـضـيرة واحـدة ، ذلك الراعـي الـذي لا يتجـرّ أ غـيره منَ الرعـاة أن يحاول جـمـعـها . فألف تحـية لكل رسول سلام وَ لكل داعـية مـحـبة ، وَ ليُـطل الله في أعـمارهـم حـتى يُـحـقــّـقـوا أمنياتهـم في بناء بيت المؤمنين عـلى صـخـرة الأيمان ، لا عـلى رمال الوديان .