المحرر موضوع: ثورة الانترنيت تسقط الانظمة الغاشمة  (زيارة 1296 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اميرة بت شمويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 161
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في 13-2 2003 ذكرت في مقالي المعنون (سيحدث غدا) وما زال متواجد على صفحتي في الحوار المتمدن، ذكرت بان القوة العظمى ستعمل على ((تشجيع الصحافة الحرة في الداخل وادخال وسائل الاتصالات في كل مكان (بما فيها الانترنيت) لتسهيل نقل الاخبار وفضح اسرار وتحركات الاقطاب السياسية ( الحاكمة والمعارضة) والدينية والعسكرية وحتى العشائرية، وتسهيل عملية جمع المعلومات عنهم )) كما جاء في البند السادس من المقالة.
هاهي ثورة المعلومات من خلال شبكات الاتصال المختلفة تجني فوائدها بتعريف وتثقيف وتأليب الشعوب المغتصبة على حكامها الدكتاتوريين، لتتحول شيئا فشيئا الى السير في طريق الديمقراطية العالمي.
الرئيس حسني مبارك كان يملك افضل الفرص للتنحي عن كرسي الرئاسة دون اراقة الدماء، عندما عاد الى البلاد بعد اجراء عملية جراحية في القلب، فكان يمكن ان يكتفي بتتنازله بكلمة قصيرة يعلن خلالها حاجته الى الراحة، ليحافظ على احترام الشعب لمسيرة الثلاثين سنة من الرئاسة، وربما لينسى هذا الشعب دكتاتورية نظامه، ولكنه ابى ان يبتعد عن كرسي الرئاسة اللعين الا باراقة الدماء. هكذا فعل صدام من قبله. اربعة رؤساء امريكا تناوبوا على كرسي الرئاسة ومبارك وغيره قابعين في مكانهم بلا خجل. اهذه ديمقراطية؟
المآسي التي عاشها المناضل بو عزيزي واقدامه على حرق نفسه المعذبة، انتشرت بسرعة البرق في كل انحاء العالم عبر ثورة الاتصالات الانترنيتية (يوتيوب، فيسبوك، تويتر وغيرها)، لتعصف بهدوء العالم وتحوله الى ثورة ضد الدكتاتورية المقيتة، ليس في تونس (بلد المناضل بو عزيزي) فحسب، بل في كل بلدان الشرق الاوسط، التي يتعشعش على اقتصادها الوفير وخيراتها حكام لا حدود لجشعهم وانتهازيتهم.
الثورات المشتعلة في تونس ومصر والمرتب لاشتعالها في بقية بلدان الشرق الاوسط، فضحت زيف وكذب وافتراء الحكام وانظمتهم حول اوضاع شعوبهم التي استبد بها اليأس من السلطة لتلبية طلباتهم بالعمل الجاد لرفع مستوى المعيشة والتعليم والكف عن مناصرة العنف والتمييز داخل مجتمعاتهم.
مما لا شك ان العالم اليوم يبدو كقرية صغيرة يعرف من فيها بعظهم البعض، بفضل ثورة الاتصالات (الانترنيت خاصة) والشعوب الشرق اوسطية قد ادركت ان كثرة خيراتها واهمية واستراتيجية موقعها في العالم، لابد وان يجعلهم يعيشوا بعزة وكرامة ورفاهية ، لولا جشاعة وبخل ودكتاتورية حكامها. وها هي الاف بل ملايين الصور والمعلومات (العربية والاجنبية) للكثير من العلماء والمحللين على الشبكة العنكبوتية يؤكدوا ذلك.
المشكلة في الحكام المستبدين انهم لا يريدوا ان يقروا الامر الواقع، الذي فضح اكاذيبهم، فنجدهم مع استمرارهم على الكذب، يحاولوا قطع شبكات الاتصال عن شعوبهم، بدل تغيير مناهجهم الى الديمقراطية والسعي الى تحسين سمعتهم ومسيرتهم امام شعوبهم.
ثورة الكادحين والجياع لشعوب الشرق اوسطية والتي اشعلها المناضل بو عزيزي، ستستمر بلا توقف لتقلع جذور القمع والفساد والتعسف الدكتاتوي الجاثم على صدورهم، مادامت هنالك شبكات اتصالات في كل مكان في العالم، تبقيهم على اتصال مع العالم الحر واحباءهم واهاليهم المستبعدين غصبا ما على الحكام المستبدين. 
طوبى لمخترعي شبكات الاتصالات، فلهم ملكوت السماوات والارض.