المحرر موضوع: محافظ نينوى يرمي الكرة في ملعب المسيحيين  (زيارة 1077 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
محافظ نينوى يرمي الكرة في ملعب المسيحيين    



يبدو أن السيد أثيل النجيفي محافظ نينوى يتابع الوضع المسيحي بشكل جيد، ولانقصد هنا - بالطبع - الأوضاع الأمنية المتردية للمسيحيين في محافظته، وفي مدينة الموصل بالذات، حيث تعرضوا ولايزالوا يتعرضون للأرهاب من جميع الجهات، وقدموا قوافل من الشهداء بينهم رجال دين وطلاب جامعات وفتيات عذارى... إن هذا الجانب لايعني السيد النجيفي كثيراً إلاّ بقدر تَعَلّقْ الأمر بوظيفته كمحافظ وكمسؤول أوّل عن حماية أمن وسلامة المواطنين الساكنين ضمن (حدوده) الأدارية بِغَضْ النظر عن دينهم أو عرقهم أو لونهم.
الذي يعني السيد المحافظ، وربما يقلقه أيضاً هو المقترح الداعي الى قيام محافظة مسيحية تقع غالبية أراضيها ضمن الحدود الأدارية لمحافظة نينوى، كون هذه الأراضي يقطنها أصلاً سكان مسيحيون يعلم الجميع بأنهم السكان الأصليون لبلاد مابين النهرين، وإن قيام مثل هذه المحافظة سيكون بشكل أو بآخر على (حساب) محافظته.
لهذا السبب، حاول رمي الكرة في ملعب المسيحيين من خلال إتهام ساستهم المطالبين بالمحافظة المسيحية المستقلة بالعمل من أجل تحقيق مصالحهم السياسية الشخصية، مستغلاً الخلاف (المسيحي - المسيحي) إن صَحّ التعبير لتعميق الأنشقاق والفتنة بين هذه الأطراف، وليس حرصاً على مصالح المسيحيين أو مستقبلهم.
قد يكون محقاً بعض الشئ، لأن الأحزاب والمنظمات المدنية والكنسية العراقيه لم تتفق يوماً على صيغة عمل قومي مشترك، لذلك فأن المطالبة بمحافظة مستقلة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، أو عبارة يطلقها مسؤول معين أو مجموعة من الأحزاب (الخفيفة الوزن) تجتمع بشكل طارئ وتعلن المطالبة، وكأن المسألة تشبه (خبر عاجل) تطلقه الفضائيات للحصول على سبق صحفي.
إن قضية مهمة كهذه، يجب دراستها من جميع جوانبها بتأني، وتحليل ايجابياتها وسلبياتها وإمكانية تحقيقها من قبل المختصين والمعنيين بالأمر، وخاصة الجوانب القانونية والأقتصادية والأمنية،  والأهم من ذلك كله هو الأستعداد لتجاوز الخلافات وتوحيد الصف المسيحي قبل الأقدام على عملٍ كبير كهذا.. وبذلك نعيد الكرة الى ملعب السيد المحافظ ليلتفت الى مشاكل محافظته بدلاً من توجيه الأتهامات الى ساستنا وقادتنا، فنحن مهما اختلفنا واختلفت تسمياتنا نبقى شعباَ واحداً، ونؤكد له ولكل المشككين بقدراتنا جاهزيتنا الكاملة لتولي أصعب المهام، لأن الذين تمكنوا من قيادة إمبراطوريات عظيمة منذ آلاف السنين لن تصعب عليهم إدارة محافظة صغيرة.


جاك يوسف الهوزي
www.hozi.org