المحرر موضوع: زين العابثين واللامبارك والخلافة الاسلامية:  (زيارة 1162 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 205
    • مشاهدة الملف الشخصي
زين العابثين واللامبارك والخلافة الاسلامية:

تشهد المنطقة العربية هبوب رياح التغيير والانقلاب على السكون , رياح شديدة تستمد قوتها من رياح قوية وشديدة قد هبت على المنطقة العربية منذ وقت ليس بالطويل عندما قدمت امريكا لكي تضع اسس وقواعد الشرق الاوسط الجديد.
ان ماتشهده الساحة العربية هذه الايام هو ليس وليد اللحظة بقدر ماهو نتاج لتفاعلات وارهاصات العقدين الماضيين.ان معظم الحكومات العربية بشكل عام مع بعض الخصوصية للتجربة اللبنانية والعراقية والتي سوق ناتي لها لاحقا وبجميع اشكالها الاميرية والملكية والجمهوملكية هي اشكال لحكومات دكتاتورية وعائلية.
الانظمة الاميرية
آل السلطان قابوس في سلطنة عمان .
آل حمد في مشيخة قطر.
آل الصباح في إمارة الكويت .
آل نهيان في الامارات العربية المتحدة. 
الانظمة الملكية
 آل سعود في الجزيرة العربية.
 آل خليفة في البحرين.
 آل هاشم في الأردن .
 آل الحسن الثاني في المغرب .
الانظمة الجمهوملكية
ال الاسد في سوريا.
آل مبارك في مصر.
  آل القذافي في ليبيا .
آل صالح في اليمن .
آل بو تفليقة في الجزائر .
آل البشير في السودان .
النظام العراقي يمتاز ببعض الخصوصية فبعد زوال الصنم ومحاولة امريكا زراعة الديمقراطية باستخدام طريقة البيوت البلاستيكية فبدلا من ان تثمر حريات واسعة وحقوق انسان ورفاهية اقتصادية اثمرت كبت للحريات وللمثقفين وتجاوز على حقوق الانسان والاقليات وهمجية العبادة والفقر. 
اما في اقليم كردستان العراق فهناك عائلة البرزاني وبشكل اقل تاثيرا عائلة الطالباني وفي الجنوب عائلة الحكيم والصدر .الذي نتمناه للعوائل التي ساهمت في تحرير العراق والتي لها دور نضالي مشرف ان تبتعد عن منح نفسها الحق الالهي في الحكم لسنواة طويلة وكما كان الطاغية يعتبر العراق والعراقيين من املاكه الخاصة لانه قائد انقلاب عام 1968.
وبنفس المنهجية عوائل محددة تسيطر على المشهد اللبناني
آل الحريري ,آل بري,ال عون, ال جنبلاط ..........
 

 
ان جميع هذه الانظمة تستمد شرعيتها في التمسك بالحكم وتوريثه من تاريخ الخلافة الاسلامية فلو القينا نظرة سريعة على الفترة التي حكمت فيها الخلافة الاسلامية والممتدة على 1302 عام نجد انها تضمنت توريث الحكم اوانتقاله لعائلة اخرى عن طريق استخدام القوة (السيف) ماعدا حكم الخلفاء الراشدين التي كانت مزيج بين الشورى وخلافها.
حيث ان احد اهم اهداف الثورة العربية الكبرى للشريف حسين بن على والد الامير فيصل هو تولي العائلات المالكة زعامة دولة العرب ونقل نظام الخلافة الذي انهار في استانبول إلى احدى العواصم العربية المتنافسة وهي ، ال سعود في نجد والحجاز كونها الاسرة الحاكمة في الاراضي المقدسة الاسلامية والعائلة الهاشمية زعيمة الثورة العربية الكبرى في شمال الجزيرة والعراق ، والعائلة العلوية من سلالة محمد علي في مصر.

و في حادثة تنصيب الملك فاروق على عرش مصر عام 1937 دليل واضح على العلاقة بين توريث الحكم من حيث اعتماده على تاريخ الخلافة الاسلامية الممتد ل 1302 عام ’وما أعلان شيخ الأزهر المراغي أن الأمير فاروق قد وصل إلى السن القانوني وهذا  يتيح له تولى الحكم بحسب التقويم الهجري لا الميلادي، مقترحا أن يتم تنصيب فاروق في حفل ديني بالأزهر يتقلد فيه الأمير الشاب سيف أبيه الملك فؤادعلى الرغم من المعارضة الشديدة لرئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس من خلال اعتبار هذا التنصيب مخالف للدستور وان الملك ليس فوق سلطة الدستور الذي كان يحد من سلطات الملك.
ولكن الازهر ومن خلال شيخه يرى في فاروق خليفة لوالده الذي حاول إحياء دولة الخلافة.فاذا كان التاريخ الاسلامي الممثل ب1302 عام ورجال الدين يفتون ويساندون ويباركون هؤلاء الحكام فكيف لايصبح الحاكم بامر الله دكتاتورا وحاكما الى ماشاء الله وكيف لا يورث الحكم لابناءه  . وهكذا الحال بالنسبة للعائلة الحاكمة في الاردن تاخذ شرعيتها كون نسب الملك عبدالله الثاني ينتمي إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد. ونفس الشئ ينطبق على العائلة الملكية التي حكمت العراق ولكن حكمهم قد قضي عليه من خلال ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1958 وهكذا تدعي العائلة الحاكمة في المغرب انتسابها الى العائلة النبوية على الرغم من ابطال هذا الادعاء بالشواهد والادلة التاريخية.
فكيف يمكن ان نبرر للحكومات العائلية ان كانت ملكية او جمهوملكية او اميرية تسجيل بلد بكامله باسم عائلة مهما كانت لهذه العائلة من دور وحكمة وعدل وتاريخ نضالي مشرف فاحتكار الحكم بحد ذاته هو غير عادل ولايتيح لبقية ابناء الشعب نفس الفرص كي يحكموا او يقودوا البلد ولاينمي الشعور بالانتماء العالي للوطن مادام هناك سيد وتابع وحاكم ابدي ومحكوم  ومادام هناك مواقع لايحق للعامة تبوءها او مجرد التفكير بالتقرب منها.
 ان الاوان للمنظومة العربية ان تبدا بفصل الدين عن الدولة  ولابد ان نستفيد من تجارب اوربا ونهضتها ومراحل تطور الديمقراطية فيها منذ ان بداءت بفصل الدين ورجالاته من التدخل بالشان السياسي واحتكار السلطة والمال باسم الدين وبتفويض الهي وان عصر الانترنيت والفيس بووك قد وفر بيئة وعالم مفتوح فلم يعد المواطن العربي المغلوب على امره يسمع لما يقوله الحاكم او رجل الدين فقط بل ان العقل البشري اصبح حرا وطليقا ومطلعا على اشياء ومعرفة لم تكن في متناوله الى زمن ليس بالبعيد فهل تبدا الانظمة العربية بتسليم مقاليد الحكم للشعوب ام تنتظر المبادئة من شعوبها.
على الحكومات ان تحترم شعوبها وان تبادر الى فصل الدين عن الدولة وتاسيس الدولة المدنية الحقة واشاعة المفاهيم والقيم الديمقراطية والبدء بالتغيير الفوري لان التاريخ لايرحم والشعب مهما طال وكبر صبره لابد ان ينتفظ وبدلا ان تدخل اسماءئكم التاريخ من الباب الرئيسي سوف تدخلونه من باب القمامة كما دخله زين العابثين واللامبارك .
عندما نلتقي بالجالية التركية هنا في استراليا ونرى صورة كبيرة معلقة للقائد الكبير كمال اتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة وهؤلاء لم يعاصروا هذا القائد لكنه يسكن في قلوب وضمائر الاتراك ولانه قد سبق عصره في قراءته للمستقبل فبعد كل هذه العقود من الزمن هل يعي قادة العراق والعرب الدرس ويفهموا عصرهم لا ان يسبقوه ويظهر لنا قادة بمستوى اتاتورك(ابو الاتراك). وتعتز بهم شعوبهم بعد مئات السنين ويحملو لقب ابو العراقيين   او ابو الاكراد او العرب.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا