المحرر موضوع: مصر: لقد " تخلى الرئيس"..!  (زيارة 762 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
مصر: لقد " تخلى الرئيس"..!
« في: 21:42 12/02/2011 »
 مصر: لقد " تخلى الرئيس"..!

باقر الفضلي

كلمتان غيرتا كل الإحتمالات والتصورات المشوشة، وكان لهما وقع المفاجئة بالنسبة للجميع، بعد ثمانية عشر يوماً من المطالبة السلمية الثابتة، من أجل (التغيير) في مصر، فجاءت بيضاء ناصعة من غير سوء..!

لقد حققت ثورة  شعب مصر الكنانة خلال تلك الأيام المعدودة، ما كان حلماً في ظل ظروف مصر، التي كانت تبدو أكثر إستقراراً وهدوءً من غيرها من بلدان المنطقة، فقد أثمرت ثورة شباب مصر العتيدة في الخامس والعشرين من كانون الثاني/2011،  ما قد عجزت عن تحقيقه العديد من القوى السياسية عبر أكثر من ثلاثين عاماً، لتزيح ليس فقط الحاجز النفسي والقدسية الثورية التي أحاط بها النظام الحاكم نفسه كل هذا الوقت،  بل لتضع أولى خطواتها الواثقة على طريق التغيير، الذي عمدته دماء شهدائها الأبرار..!

فتخلي رأس النظام عن دست الحكم يأتي معبراً عن بداية التغيير السياسي، ومقدمة ثورية تستلزم تغيير الدستور الحالي الذي جسد وكرس وجود نظام الحكم الفردي، طيلة العقود الثلاث الماضية، وليضع أمام طلائع الثورة الشعبية، مهمة السير قدماً في طريق تعزيز التغيير، وتثبيت مساره بالإتجاه الصحيح الذي يحقق طموح وأماني الشعب في التحرر من الإستبداد وإرساء أسس بناء الدولة المدنية الديمقراطية، وفتح الطريق أمام تنمية إقتصادية _ إجتماعية واقعية، تأخذ بالحسبان واقع الحياة الإقتصادية المتدهورة لملايين الشغيلة المصريين، وإنتشالهم من براثن البطالة والفقر المدقع، وتحقيق آمال الشعب في حياة أكثر إستقراراً وأمناً ورفاه..!

إن أمام الشعب المصري الكثير والكثير من المهام الجسيمة التي تصب في هذا الإتجاه، وفي مقدمتها تعزيز الإنتصار والحفاظ عليه، والسير به قدماً في طريق التطور، وصيانته من كل تطرف ومغالاة في رسم خطط المستقبل؛ ويظل الأكثر أهمية في هذا الطريق، تعزيز وتائر النهج الديمقراطي في مسار الحياة السياسية والإجتماعية القادمة، وعدم الغرق في نشوة الإنتصار؛ فطريق (التغيير)  لا زال في بداياته، والمتربصون والمتسلقون من راكبي الموجة سوف لا يألون جهداً في بذل محاولات سرقة ثمار النصر، أو حرف إتجاهه الى ما يحقق مآربهم وغاياتهم الطفيلية، وبالتالي إعادة المسيرة الديمقراطية الى نقطة البداية، فعوامل التغيير لا تسري تلقائيا، ومن يتحكم ببوصلتها هو من يمكنه أن يوصل السفينة الى الساحل الذي يريد، فالعيون اليوم ترقب ساهرة متطلعة الى ذلك اليوم الذي تتحقق فيه أماني وآمال الشعب المصري الذي فجر من أجله ثورته البيضاء..!   

إن ما حققه الشعب المصري في ثورته السلمية، يظل حدثاً تأريخياً كبيراً في تأريخه المجيد، ومثالاً رائعاً يمكن أن تأخذ منه العبر والدروس في نضالات الشعوب التي ترزح تحت نير الإستبداد والتحكم الفردي والطائفي، ويمثل نجاحاً باهراً في التصدي لجبروت سلطة الإستبداد والنهب واللصوصية..!

فألف مبروك لشعب الكنانة البطل في ثورته المجيدة، وألف تحية وإكبار لشهداء ثورته البيضاء، وسيظل الحادي عشر من شباط/2011،  يوماً خالداً في تأريخ مصر، تستذكره الأجيال عاماً بعد عام، وتظل مصر الدولة العريقة في مجدها وتأريخها العظيم، رافعة راية الحرية والكرامة، ويظل دورها العربي الرائد والمؤثر في المنطقة والعالم، نفسه ذلك الدور الريادي الكبير، بما يحتله من حب وتقدير في نفوس الشعوب العربية،  فطوبى لمصر الكنانة بما حققه شبابها الميامين من نصر مؤزر عظيم..!
11/2/2011