المحرر موضوع: الحزب الشيوعي العراقي الاصطفاف مع الشعب خيارنا الثابت  (زيارة 498 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحزب الشيوعي العراقي
مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاصطفاف مع الشعب خيارنا الثابت




تعيش منطقتنا اوضاعا وظروفا صعبة، تمتحن فيها المواقف وتختبر القدرة على إدارة الشأن العام بشكل سليم، وبما يتطلبه ذلك من  حكمة وحنكة ومرونة عالية. وطبيعي ان النجاح يحالف التصرف الواقعي المنسجم مع إرادة الناس وتطلعاتهم وهمومهم. علما ان رياح التغيير والإصلاح تهب على أوطاننا، وليس هناك حواجز تحول دون استلهام ما هو سليم ومعافى في تجربتي تونس ومصر وغيرهما وحتى الاقتداء به. من دون ان يعني ذلك بالطبع استنساخ تلك التجارب اواساليبها او تكتيكاتها، وتجاهل خصوصيات الوضع الملموس وسماته المميزة.
ان موكب التغيير يغذ السير، ولا مرد له. وقد بيّن بجلاء ان دوام الحال من المحال،  وان الشعوب إذا وعت مصالحها، وأدركت ما تريد، ووحدت قواها، قادرة على اجتراح المعجزات.
انها رياح منعشة.. ثورية، تلقي الحجر بعد الحجر في المياه الراكدة وتطلق الانتفاضات الجماهير الغاضبة. وتظهر خلال انظمة الاستبداد والتسلط على حقيقتها، مسقطة ورقة التوت عنها، وكاشفة مدى بعدها عن الناس وهمومهم ومشاكلهم اليومية، وايّ عسف وقمع وقهر  تفرضه عليهم، بل ومدى استعدادها لارتكاب الموبقات وحتى اغراق الاوطان ببحار الدماء في سبيل الحفاظ على كرسي السلطة.
ولم يقبل الشباب والجماهير المنتفضة بالحلول الترقيعية، وسارت جموعهم الهادرة، الجائعة المقموعة  والمقهورة، الى حيث تريد وهي تربط على نحو سليم بين الحرية والخبز، بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعي.
فلا ديمقراطية حقيقية بدون عدالة اجتماعية، ولا دمقراطية بدون دولة القانون والمؤسسات.
ان عراقنا ليس بمعزل عما حصل ويحصل في غيره من البلدان، وان اختلف عنها في التفاصيل والخصوصيات . والبراعة تكمن في استلهام ما هو اساسي، وما يستجيب لحاجات الناس وتطلعاتهم وآمالهم في هذه اللحظات التاريخية.
لن نبدأ من الصفر ولن نعود القهقرى، ولن  نتوقف مع الناس كثيرا عند الشعارات المزوقة. فجماهير الشعب قادرة، بخبرتها الغنية،على التمييز بين الغث والسمين، بين الصالح والطالح، بين من يريد وأد الديمقراطية ومن يريد فتح فضاءات جديدة امامها، بين المتاجرين بهموم الناس وخبزهم اليومي، ومن يعانون مثلهم شظف العيش وقسوة الاحوال المعيشية، وسوء الخدمات وتفشي البطالة، ومن يريدون إبقاء البطاقة التموينية وتحسين مفرداتها، ويتمسكون حازمين بالدفاع عن الحريات العامة والخاصة وصيانتها، ويقفون بثبات ضد الفساد والمفسدين، ويساندون   مواصلة السير على طريق حرية الوطن واستقلاله، وانجاح العملية السياسية والوصول بها الى غاياتها المرتجاة في اقامة الوطن الحر، الديمقراطي الفيدرالي التعددي، كامل الاستقلال والسيادة .
ان مواقفنا ليست بنت اللحظة ؛ فنحن نتابع ونتلمس منذ وقت غير قصير معاناة الناس   والصعوبات المتراكمة التي تسمم حياتهم، كما نلاحظ ونؤشر الثغرات الجدية في العملية السياسية، مدركين حقيقة ان جماهيرنا لم تقطف بعد ما تطلعت اليه، وما صبرت وتحملت من اجله، وناضلت  وقدمت قوافل الشهداء  في سبيله. فالخيار- البديل  الديمقراطي الحقيقي الذي تريد، لم يتبلور بعد  . وكنا قلنا في مشروعنا الوطني الديمقراطي، وفي غيره من الوثائق الصادرة عن الحزب  منذ المؤتمر الوطني الثامن للحزب المنعقد في بغداد ايام 10-13 ايار 2007، انه  بات ملحاً بالنسبة للاحزاب والكتل السياسية، ان تتوقف عند مسار العملية السياسية، وتجري مراجعة نقدية لحصيلتها، ولأداء مؤسسات الحكم على اختلافها. فتجربة شعبنا في السنوات التي أعقبت انهيار الدكتاتورية، وما خبره خلال ذلك من احتقانات وترد في الأوضاع ومآس ومراوحة في الكثير من الملفات ، يبين بصورة لا لبس فيها، فشل نهج ونظام المحاصصة الطائفية خاصة كأساس للحكم، وتعذر نجاح اي نهج يقوم على الاستئثار والاقصاء والتهميش، واستحالة اقامة دولة القانون والمؤسسات من دون اعتماد المواطنة، المبرأة من ادران التخندق الطائفي والعرقي.
ولقد قلنا ان اوساط الشعب، ومن شتى الاتجاهات والانتماءات، باتت  تستشعر الحاجة الملحة الى التغيير الجدي الملموس، واعتماد المشاريع الوطنية العابرة للطوائف، بما  يضمن التوجه لتعزيز الوحدة الوطنية والشروع ببناء دولة عراقية ديمقراطية عصرية، تقوم على مبادىء المواطنة والعدالة الاجتماعية . واليوم، اذ يمور الشارع العراقي بالحركة، وتتسع مظاهر التعبير عن هموم الجماهير ومشاكلها، واذ نؤكد مواقفنا المعروفة المعلنة في هذا المجال، نسجل انحيازنا الى الناس وتطلعاتهم ومطالبهم المشروعة، والى حرية التعبيرعن ذلك بالصوت والقلم واللافتة والاعتصام والتجمع والتظاهر. فهذه الحريات كفلها الدستور، ويفترض  ان تُؤمّن ممارستها بحرية  وبشكل سلمي وحضاري، من دون اساءة لأحد او ايقاع اذى به، وبعيدا عن التعرض للممتلكات العامة والخاصة. مع التيقظ ازاء محاولات التسلل من جانب العناصر المخربة، والعمل على قطع طريقها وإحباط مسعاها.
وفي المقابل يتوجب على السلطات ان تصغي بانتباه لصوت الناس، وان تنصرف الى العمل الجدي والمسؤول للتخفيف من معاناتهم، وتتخذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة مشكلاتهم، وتعتمد لها الحلول الآنية ومتوسطة المدى والبعيدة .
كذلك ان تحسن التعامل مع المحتجين المتظاهرين، وتؤمن سلامتهم.  
 ان خيارنا الدائم هو الاصطفاف مع ابناء شعبنا. كنا معهم في الماضي، ونكون في الحاضر، ونبقى كذلك في المستقبل. معهم، مع تطلعاتهم ومطالبهم العادلة والمشروعة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
افتتاحية "طريق الشعب"
الخميس 24/2/2011[/b]

مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com